ثقافة وفن

فيه من القيم التي تجمّل الحياة بعيداً عن ظروف الأزمة … مسلسل«غفوة القلوب» اجتماعي معاصر يعالج قضايا شائكة تُطرح مع حلولها لأول مرة

| سوسن صيداوي

غفوة القلوب. عواطف وعلاقات، مجتمع وتضحيات ونبذ ومواجهات، أخلاق وقيم مع صراعات وتناقضات، مشاكل وصدامات، كلّها تدور بين الرفض والقبول، في أحداث محبوكة في قصة اجتماعية معاصرة، تجسّد حياة شرائح من المجتمع السوري، تعاني بعيداً عن ظروف الأزمة السورية. إذاً الحديث عن مسلسل«غفوة القلوب» إخراج رشاد كوكش، تأليف هديل إسماعيل، من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ضمن مشروع خبز الحياة، وبإشراف المخرج زياد جريس الريس. العمل من بطولة: أحمد الأحمد، مرح جبر، جيانا عنيد، مصطفى سعد الدين، حسام تحسين بيك، نظلي الرواس، دانا جبر، رامي الأحمر، أنس طيارة، سهير صالح.
«الوطـن» كانت في أحد مواقع تصوير العمل في دمشق، والتقت المخرج وبعض أبطاله الذين تحدثوا عن المسلسل وعن أدوارهم فيه. وللمزيد إليكم التفاصيل:

العمل اجتماعي معاصر

بداية حدثنا المخرج رشاد كوكش عن قصة العمل والقضايا التي تثيرها، حيث إن العمل اجتماعي معاصر، وبعيد بأحداثه عن الأزمة السورية، فيقول: «إنّ المسلسل من تأليف الكاتبة هديل إسماعيل وهي لا تتجاوز الثلاثين عاما. في نصها كتبت عما يحيط بها من الشباب من أصدقائها ومعارفها خلال دراستها الجامعية، مثيرة القضايا التي تؤرّق كلاً منهم، إضافة إلى قضايا اجتماعية أخرى. وبالطبع الجهة المنتجة-المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني- قررت أن تقتني النص وأن يُنتج، وعُرض علي. بالطبع المسلسل فيه الكثير من الصراعات سواء أكانت أساسية أم هامشية، لكنها في الوقت نفسه تُبرز العديد من القيم التي تجعل من الحياة جميلة، إذا العمل اجتماعي معاصر وبعيد تماماً عن ظروف الأزمة السورية، وفي أحداثه تقع جريمة قتل، ويتم تصويرها والاحتفاظ بنسخة على«سيديه» توصله الظروف إلى يد سائق تكسي فقير-شرطي متقاعد-يعيش في العشوائيات، ولأن السيديه له علاقة بعائلة ثرية، تفاوضه الأخيرة باستعادة-السيديه- مقابل مبلغ من المال ينقذه من فقره المدقع، فتؤسس له عملاً بفتح مكتب تكسي، ولكن بطل المسلسل هو في شخصيته إنسان شريف ولم يأكل في حياته قرشاً حراماً، لهذا يرفض العرض ويسلّم «السيديه». وفي جوانب أخرى من القصة تبعث المؤلفة رسائل للشباب، من خلال علاقاتهم العاطفية، وذلك بطرح ثلاثة نماذج لعلاقات عاطفية لكلّ واحدة منها جوانبها الصحيحة والصادقة أو العكس، وهناك أيضاً جانب آخر يتطرق لإتجار المخدرات وتعاطيها وانعكاساتها على الأفراد والمجتمع».
ويتابع المخرج كوكش: إن المسلسل فيه الكثير من الجرأة بالطرح «هناك مواضيع لم تتطرق لها الدراما السورية بعد، ونحن وفّقنا في مسلسل«غفوة القلوب» بطرح موضوع لابد من معالجته، وهو قضية اللقطاء، وذلك من خلال ما يعانونه بأي مرحلة من مراحل حياتهم وكأنّ الذنب ذنبهم، والجميل بالمسلسل أنه يتعامل مع هذا الموضوع بعقلانية مع اقتراح الحلول المناسبة».
وعن تعامل المخرج رشاد كوكش مع مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وأهمية مشروع خبز الحياة يتابع «هذا ثاني تعامل لي مع المؤسسة، أول تعاون كان في عام2013، وبالنسبة لمشروع خبز الحياة ومن خلال اطلاعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي-في البداية لم أدرك أهدافه- ولكن في أول اجتماع لي مع المدير العام للمؤسسة المخرج زياد جريس الريس، شرح لي عن المشروع بأنه يقوم على إنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية القصيرة والمتوسطة والطويلة، وفيه محاولة أولية لاستقطاب كل من يعمل بالفن وخصوصاً تأثير الأزمة عليهم بشكل سلبي، بدعوة من المؤسسة بأن يعودوا للعمل وإلى الساحة الفنية من خلال المشروع، ونحن اليوم بصدد تنفيذ ستة أعمال، وأنا مدرك حقيقةً وهو أمر أنا متأكد منه، بأنّ هناك أربعمئة عائلة- في قطاع الدراما من فنانين وفنيين- تعيش وتؤمّن مدخولها من خلال هذا المشروع، وهنا أشدد بأن يداً واحدة لا تصفق، وعلينا كلّنا التعاون من أجل تحقيق المشروع الفني الطموح الذي تسعى المؤسسة لتحقيقه لأجل الدراما السورية، وفي النهاية أتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور في الموسم الدرامي القادم».

صراعات يعيشها أبٌ
يشارك الممثل أحمد الأحمد في المسلسل بدور«أبو أيهم» وهو شرطي متقاعد- يعاني مرض القلب- بعمر الخمسين، وعن قرب عُمر الشخصية من العمر الحقيقي بدأ الفنان أحمد الأحمد حديثه معنا: «لا يوجد فرق بين سن شخصية «أبو أيهم» وعمري، لهذا الأمر لم نلجأ أنا والمخرج أو الكاتبة إلى إضافة علامات التقدم بالعمر من حيث الشكل، وحقيقة هذا الأمر يُريحني، لكوني أظهر بشكلي الطبيعي. ولابدّ لي من الإشارة هنا إلى أنه في مجتمعاتنا الشرقية، أن الزواج المبكّر أمر مألوف، ومن ثم الأمر طبيعي أن يكون الأب بعمر الخمسين مثلاً وأولاده في العشرينيات، أما بالنسبة إلى أي مدى نحن مقتنعون فنياً، أنا أتمنى أن أصل إلى هذا الإقناع وأن يتقبلني الجمهور».
الصراع لتأمين لقمة العيش ومطالب الحياة للأولاد أمر ليس بالسهل، فكيف إن كان هناك صراعات أخرى يعيشها الأب في حياته، يواجه بها ذاته وأولاده المختلفين عنه في التفكير، للحديث أكثر عمّا يدور في فكر وعقل «أبو أيهم» من صراعات يتابع الفنان أنا أب لثلاثة أولاد (أيهم، سارة، ألما). صراعي الأول الذي أعيشه أنني دائماً أتحدث عن زمن تربيت فيه ضمن مبادئ الأخلاق وقيمها، من هنا أنطلق للعيش في صراع ثان وهو كيف يفكر الشباب وكيف حال عقليتهم المختلفة عما أنا عشته وتربيت عليه وما اكتسبته من مفاهيم وقيم، ويتجلى الأمر بوضوح بمواجهة الأب مع ابنه، فالابن يفكر بعقلية جيله ويحاول أن يقنع الأب بأن تسليم«السيديه» مقابل المبلغ المعروض وقدره ثلاثون مليون ليرة هو أمر مشروع، فليس من المنطق أن يبقوا في ظل الفقر واحتياجاته، لذلك في لحظة من اللحظات يكاد الأب يقتنع برأي الابن.
هذا وهناك صراع آخر يخوضه الأب مع أولاده، فابنته «ألما» تحب شاباً وهو عازف ساكسفون ورسام، وهنا معاناة الأب تظهر بأنه مثله كأي أب يفضّل أن يزوّج ابنته لشاب قادر على أن يؤمن لها عيشة كريمة أفضل مما قدمه الأب لابنته، هذا من جانب، أما الجانب الآخر، فهذا الشاب الذي تحبه ابنته هو في واقعه شاب لقيط، إذاً الأب يعاني هنا أيضاً لأنه رجل متمسّك جداً بالأخلاق، وكيف سيزوّج ابنته لشاب غير معروف نسبه. في النهاية نحن في المسلسل نشكل عائلة بسيطة وجميلة، فيها أم وأب يعيشون ويربون أولادهم وفقاً لتربية أهلهم المطبوعة في الذاكرة، من حيث التفاهم على كل شيء والطيبة مع البساطة، بعيداً عن أي عنف لفظي أو جسدي».
وعن الحلول التي سيقدمها المسلسل، رفض الفنان أحمد الأحمد أن يطلعنا عليها مكتفيا «لن أبوح لكم كيف ستنتهي القصة، أفضل أن نترك هذا الجانب للمشاهدين، ولكن هنا أحب أن أشير إلى نقطة مهمة، في الفن يجب أن نترك أثراً طيباً، وبالطبع هناك حلول ولكن ربما لن نطرحها بطريقة مباشرة، وممكن أن نقدمها بطريقة مشاعر وانفعالات».
وحول التفاف المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني من خلال مشروع خبز الحياة تابع: «نحن كنا ومازلنا نعتبر المؤسسة العامة للإنتاج هي مؤسستنا وهي من رموز وطننا، ولم أفكر يوماً بألا أكون معها أو ضمن مشاريعها الإنتاجية في المسلسلات، وكنت شاركت معها بأعمال منها:المفتاح والبقعة السوداء وعمل للأطفال باسم مايا، ولكننا في الواقع بحاجة إلى شروط تناسبنا وتناسب في الوقت نفسه المؤسسة، اليوم توصلنا إلى صيغة واحدة مع المؤسسة، وخاصة الكل يعرف بأن الدراما السورية تعيش معاناة، مما يتطلب وقفات حقيقية وقرارات حاسمة، مع الكثير من الأفكار والتحليلات الصائبة في أسباب ما تعانيه الدراما، مع الحلول لتجاوزها وعدم الوقوع فيها مرة أخرى، لهذا نتمنى أن نعمل معا وهدفنا أن نقدم مستوى عالياً، وأخيراً هذا الأمر يرضينا كفنانين ويرضي الجمهور، وأنا متفائل جداً بالمؤسسة». في الختام تجدر الإشارة إلى أن الفنان أحمد الأحمد صرح لنا بأنه سيقوم بتجارب إخراجية ستكون مسرحية وسينمائية، وما زال يقرأ النصوص ولم يتخذ قراراً بعد في الانضمام لأي مسلسل.

أمٌ تقليديةٌ معطاء
تلعب الفنانة مرح جبر دور أم لثلاثة أبناء ضمن أسرة فقيرة، وعن دورها الذي تؤديه في العمل قالت: «العمل فيه كم كبير من الشجن والعواطف الإنسانية، ويصوّر حياة عائلة فقيرة، وأنا أقوم بدور الأم لابنتين وشاب، بالطبع الأولاد في سن المراهقة أو أكبر قليلاً، وفي هذا العمر هناك الكثير من المشاكل التي تواجههم، أما دوري فهو شخصية الأم التقليدية التي تقوم بواجباتها في إدارة المنزل فقط، ولكن بتتالي الأحداث وظهور المشاكل التي تواجه أولادها، تعيش الأم في إشكاليات وتناقضات وتبدأ بالتساؤل:هل هي السبب بوقوع أولادها بالمشاكل أم السبب تربيتها غير المثالية؟، ولماذا لم تدرك مشاكلهم من قبل، إذا تربيتها غير صالحة، وهل فشلت في رسالتها وفي تقديم واجبها لأبنائها؟. إذاً تعيش الأم كل تلك الصراعات فقط لأنها أم عطوف وفي نفسها هي مدركة تماماً بأن واجبها دائماً هو مساندة أولادها في اختياراتهم، مع رغبتها الأكيدة بأن يعيشوا حياة أفضل من الحياة التي قدمتها لهم هي وأبيهم».
وأضافت الفنانة مرح جبر حول تعاملها مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بأن فكرة التنويع الذي تهتم به المؤسسة أمر جيد، لافتة: نعم أنا مشاركة بالعديد من الأعمال مع المؤسسة، وحالة التنوّع التي تقدمها أمر لافت ومهم في نفس الوقت، فضمن مشروع خبز الحياة هناك العديد من الأعمال الدرامية سواء بيئة شامية أو اجتماعية وحتى العاطفية والخيالية منها، وبصراحة هذا الزخم من الأعمال فاجأني لأني توقعت أن تقدّم المؤسسة عملين ولكن والأهم بأن المؤسسة مهتمة بالنوع، وأيضاً ما يزيد من روعة مشروع خبز الحياة هو اهتمامه بالشباب وتقديم الفرص لهم مع اكتشاف وجوه جديدة، وليس هذا فقط بل أيضاً تسعى المؤسسة لاستقطاب كل الفنانين الذين ابتعدوا، وهذا أمر تحتاجه الشاشة بشكل دائم».
كما أكدت جبر خلال حديثها أن على الفنان ألا يقولب نفسه بقالب معين، بل عليه أن يسعى دائماً لتطوير نفسه وشكله كي يؤدي كل ما أمكن من أدوار ترضي الجمهور، وتضيف: «ضروري أن تُسقط الدراما السورية على قضايا هي في الأساس بالمجتمع، وألا نتردد بالطرح ما دام الهدف تقديم الحلول مع تجاوز المشاكل الاجتماعية من دون خلط الأمور ببعضها، إذا علينا أن نكون منطقيين، لأن الأزمة السورية شأنها شأن الحروب التي تدمر الإنسان وكل شيء، لهذا نلحظ انتشار الأمور المغلوطة والسلبية، مع الانغلاق الموجّه، بل هنا علينا الانطلاق كي نبدأ بالبناء من جديد على الصعد كافة، هذا عدا أن جيل الشباب هو جيل السرعة، ونلاحظ بأن مراحلهم بالحياة محروقة، فهم يعبّرون ويتنقلّون من مرحلة إلى أخرى بسرعة كبيرة، بمعنى أن الجيل-جيل الأزمة-فقدَ الشعور بالكثير من المشاعر الطبيعية سواء بالاستقرار والشوق والأمان، لا بل عليه أن يلحق ويتابع، الأمر الذي يفقده لذّة ومتعة شعور كل مرحلة تمر بحياته».

شابات سوريات مستقلات
في حين كشفت الفنانة جيانا عنيد عن توقعاتها حول المسلسل، بأنه سيكون مسلسلاً قريباً من الجمهور لأن قصته قريبة منه وتلامسه بكل أطيافه، وعن دورها تتابع: «أما بالنسبة للشخصية التي أؤديها، فأنا «ألما» الفتاة الإيجابية رغم ظروف الحياة المعيشية الصعبة التي تعيشها مع عائلتها، ورغم كل ذلك فهي في خياراتها تقرر بشكل صائب، فلا تتأثر بكلام الناس، أو بالعادات والتقاليد البالية التي تحكم المجتمع، بل على العكس»ألما»فتاة تتميز بشخصيتها العقلانية والمنطقية في تحليلها للأمور، وهي متمسّكة بعائلتها إلى أبعد الحدود، إلى أن تلتقي بشاب تقرر معه أن تمضي حياتها وتواجه معه ما يعانيه كونه شابا لقيطا».
وعن أهمية دور المرأة في المسلسل وخصوصاً الشابات، تضيف الفنانة عنيد: «نلاحظ اليوم بأن وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع تؤثر علينا بشكل سلبي كونها تجرّنا وفقاً لأهواء الجميع، بغض النظر عن الرأي الشخصي للواحد منا، وبالتالي لا يعبّر المرء عن هواه الخاص، ولكن هذا الأمر بعيد تماما عن شخصية«ألما» لكونها تسلّط الضوء على أهمية استقلال الشابات السوريات وتمسكهنّ بالمضمون الحقيقي بعيداً عن الأمور الزائفة».
وتؤكد الفنانة عنيد أنها أيضاً من خلال شخصيتها في مسلسل غفوة القلوب ستكون كما تعوّد عليها الجمهور، لأنها تسعى دائماً إلى تقديم ما هو مختلف ومميز في نفس الوقت، وهذا الشرط محقق في المسلسل.
ولأن المسلسل اجتماعي معاصر وبعيد تماما عن ظروف الأزمة تشدد الفنانة «ليس من المنطقي أن نتابع بتقديم الأعمال المختصة بالأزمة السورية ومعاناتها على كل الصعد، فلا داعي لأن نذّكر بالمأساة في الوقت الحالي، لأننا بحاجة اليوم إلى كل أمل وكل قوة وكل تصميم، بأن نقوي ذاتنا كي نتجاوز كل المحن ونستطيع أن نتقدم ونستمر في العيش والحياة، إلى ما بعد مضي وقت من الزمن، حيث يمكن أن يتم تقديم عمل ضخم وفيه من العمق البالغ بمآسي الشعب السوري ومعاناته في الأزمة».
وعن مشروع خبز الحياة وتعاونها مع المؤسسة العامة للإنتاج إضافة لمشاركاتها الأخرى ختمت عنيد حديثها معنا: أنا مؤمنة بأن كل السوريين اليوم لديهم نفس التفكير والوعي بأنه علينا جميعاً أن ننهض، ولكن نحن دائماً بحاجة إلى دعم، وهذا الأمر ملموس من المؤسسة التي تحاول أن تقدم كل الدعم والحماس المطلوبين لتشجيع كل الشباب، وبالفعل أنها عبر مشروع خبز الحياة تقدم حلولا ضمن معطيات، تعلّم من خلالها الآخرين ضرورة التعاون واستقطاب الكلّ، بالنهاية من أجل تقديم وجبة درامية سورية دسمة للجمهور، انطلاقاً من الدور الأساسي للمؤسسة في إعادة ازدهار الدراما السورية وبأن تأخذ مكانها الصحيح والطبيعي.
وأخيراً في الوقت الحالي نصوّر مسلسل غفوة القلوب، وأتابع تصوير مسلسل عطر الشام في جزئه الرابع، كما أنني أقرأ العديد من النصوص».

عقلية جيل الشباب
بينما يؤدي الفنان رامي الأحمر شخصية «أيهم» وهو أحد أبناء العائلة المحور الأساس في قصة المسلسل، وعن دوره يضيف: «أظهر بالمسلسل بشخصية شاب عصبي و«ضوّيج»، يعيش صراع الأجيال بين الأبناء والآباء، فطريقة تفكيري مختلفة تماما عن طريقة تفكير أبي، فالأخير يعيش بزمن الأخلاق والعيب والحلال والحرام، في حين أنا أفكر بعقلية كل الشباب أبناء جيلي، بمعنى أنا لست شابا شريرا ولكن ليس من المنطقي أن يرفض أبي مبلغاً كبيراً من المال مقابل السيديه، بل بنظر الشاب من حقهم الحصول على المال، ولأنه ليس عدلا أن يبقوا قابعين تحت وطأة الفقر المدقع. إضافة إلى ارتباطي بعلاقة عاطفية غير متوازنة أو منطقية، وهناك الكثير من الأحداث التي سأتركها للمشاهد».
وعن تعاونه مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني يختم «المشروع فكرة ناجحة فهو يستقطب كل الخريجين من المعهد، ويضم كل المواهب، الأمر الذي يمنح الساحة الدرامية الكثير من التنوع الضروري والذي يُغني الأعمال وينعكس في النهاية إيجابا على المشاهد».

الوجه الجديد
من جانبها تحدثت خريجة معهد الفنون المسرحية والوجه الجديد سهير صالح عن تجربتها الأولى وعن دورها في المسلسل: «أؤدي شخصية «سارة» هي آخر العنقود بين الأولاد، وتقدم امتحان الشهادة الثانوية العامة، شغفها بالحياة هو التمثيل، وسيلاحظ المشاهد بأنها بعيدة تماماً عما يدور في المنزل من مشاكل، ولا تتدخل بها بشكل مباشر، في حين علاقتها بأبيها قوية. أما عن مشروع خبز الحياة فهو أول باب يُفتح بوجه الخريجين، ويساعدهم بعرض مواهبهم ضمن بيئة محترمة وبالتعاون مع مخرجين أكاديميين».

قضايا وحلول
حدثنا الفنان أنس طيارة عن دوره العاطفي في المسلسل الذي يعرض في غمرة أحداثه ثلاثة أصناف مختلفة لثلاث علاقات اجتماعية، وعن علاقته وشخصيته في المسلسل يقول الفنان: سيلاحظ المشاهد في المسلسل بأننا نشدد على أهمية قيم الحب النقي والصادق. أنا أجسّد شخصية عازف ساكسفون ورسام في الوقت نفسه، ووضعي المادي متوسط الحال، وتربطني بـ«ألما» علاقة عاطفية صادقة وشفافة، ولكن ما يؤرق هذه العلاقة أني شاب لقيط، وأعاني إشكالية كبيرة بما أواجهه من مواجهات ونبذ اجتماعي، في المسلسل قدمنا حلولاً. ولابدّ لي من التعبير عن شكري وسعادتي لتعاوني مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وخاصة أن العديد من الفنانين والفنيين بحاجة إلى جهة تضمهم إليها بغض النظر عن الأجور، وما شجعني أيضاً بأن مشروع خبز الحياة أعطى فرصاً للجميع، الأمر الذي يتيح لهم-إن حالفهم الحظ-بالعمل أيضاً مع الشركات الخاصة، وبأن يكونوا في الساحة بأكثر من عمل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن