عربي ودولي

فرنسا تشهد أزمة غير مسبوقة والاحتجاجات تتصاعد في العاصمة

| وكالات

احتدمت مساء أمس في العاصمة الفرنسية باريس، الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين ممن يعرفون بذوي «السترات الصفراء» حيث أطلقت شرطة مكافحة الشغب في فرنسا الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه خلال اشتباكات مع محتجي (السترات الصفراء) الذين يحاولون كسر الأطواق الأمنية في شارع الشانزليزيه في باريس احتجاجاً على ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقالت الشرطة الفرنسية إنها اعتقلت 122 شخصاً وسط مخاوف من تسلل مجموعات تنتمي لأقصى اليمين وأقصى اليسار إلى حركة (السترات الصفراء)، وهي تمرد شعبي عفوي نتج عن صعوبات يواجهها كثير من الفرنسيين لتلبية متطلبات الحياة.
وفي وقت سابق أمس، أفادت قناة CNews التلفزيونية بأن عدد المصابين جراء اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المحتجين على رفع أسعار الوقود في باريس ارتفع إلى 65، بينهم 11 عنصراً من الشرطة.
وقامت إدارة النقل في مدينة باريس بإغلاق 7 محطات لمترو الأنفاق تحسباً للاحتجاجات العنيفة.
وكتبت الإدارة على موقعها الرسمي أنه تم أمس السبت إغلاق 3 محطات في شارع الشانزليزيه («فرانكلين روزفلت» و«جورج 5» و«كليمانسو») وكذلك محطتا «كونكورد» و«تيوليري» بالإضافة إلى محطة «شارل ديغول إيتوال» الواقعة في الساحة أمام قوس النصر، ومحطة «أرجنتين» الواقعة بالقرب من نفس المكان.
وأغلق محتجو السترات الصفراء طرقاً خلال التظاهرات التي بدأت قبل أكثر من أسبوعين في مختلف أنحاء فرنسا فيما يمثل أحد أكبر وأطول التحديات التي واجهت الرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه المنصب قبل 18 شهراً.
وفي باريس اشتبك محتجون ملثمون مع الشرطة في شارع الشانزليزيه وألقوا مقذوفات وقالت الشرطة إن ستة من رجال الشرطة و14 محتجاً أصيبوا.
وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب للصحفيين: «نحن ملتزمون بالحوار ولكن نريد أيضاً احترام القانون… أنا مصدوم من الهجمات على رموز فرنسا».
وأضاف: إنه في أنحاء فرنسا هناك نحو 36 ألف محتج وفي باريس هناك 5500 محتج. وقالت الشرطة إن هناك 582 من المتاريس في فرنسا وتم إغلاق مطار نانت في غرب فرنسا لفترة قصيرة بعد أن وصل المحتجون إلى مدرج إقلاع وهبوط الطائرات.
وتجمع مئات من محتجي السترات الصفراء تحت قوس النصر في أول شارع الشانزليزيه وغنوا النشيد الوطني الفرنسي وهتفوا باستقالة ماكرون.
وبعد ساعات من المناوشات في الصباح بدا أن الشرطة نجحت في إخلاء المنطقة حول قوس النصر ولكن مثيري الشغب والمحتجين السلميين عادوا. واندلعت اشتباكات في شوارع متاخمة أيضاً حيث جرى تهشيم نوافذ سيارات وتم إشعال النيران في سيارتين على الأقل.
وتجمع آلاف من محتجي السترات الصفراء الذين ليس لهم قائد وينظمون أنفسهم عبر الإنترنت في باريس للمرة الأولى قبل أسبوعين وحولوا شارع الشانزليزيه إلى ساحة معركة عندما اشتبكوا مع الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
من جهتها أفادت قناة «LCI» التلفزيونية بأن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير ومدير شرطة باريس والمسؤولين الآخرين قد وصلوا إلى شارع الشانزليزيه، حيث رحبوا برجال الشرطة الذين سيقومون بضمان الأمن أثناء الاحتجاجات الجماهيرية.
وقالت وسائل الإعلام الفرنسية في وقت سابق إن نحو 6 آلاف من رجال الشرطة سيضمنون الأمن أثناء الاحتجاجات في باريس السبت. أما وزير الداخلية كريستوف كاستانير فأعلن أن شرطة باريس ستنشئ ما يسمى بـ«منطقة تحت الإشراف» وسط باريس وستضع داخلها كاميرات المراقبة وستقوم بأعمال تفتيش المحتجين.
ولأكثر من أسبوعين، أغلق محتجو السترات الصفراء الطرق، وأحرقوا عجلات السيارات، رافعين شعارات بينها المطالبة بإقالة رئيس البلاد إيمانويل ماكرون.
هذا وأعلن الرئيس الفرنسي سابقاً أن السلطات الفرنسية تتفهم مطالب المحتجين، لكنها لا تنوي تغيير سياستها في هذا المجال. كما توعد بزيادة النفقات على موارد الطاقة وبتخفيض حصة الطاقة الذرية بمقدار 50 بالمئة بحلول عام 2035.
من جانبها قالت مديرة قناة «RT France» الروسية، كسينيا فيودوروفا: أصيب صباح اليوم (السبت) صحفيان اثنان من قناتنا بقنبلة مسيلة للدموع ورصاصة أطلقت من بندقية «Flash-ball» تعود للشرطة، في جادة الشانزليزيه المعروفة في باريس.
ويشير اسم السترات الصفراء إلى السترات الصفراء الفوسفورية التي يتعين على جميع السائقين في فرنسا تزويد سياراتهم بها. وفاجأت احتجاجات السترات الصفراء ماكرون وهو يحاول زيادة شعبيته التي انخفضت إلى نحو 30 بالمئة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن