سورية

أكدت أن الغرب لم يقدم إستراتيجية لمحاربة الإرهاب في سورية … موسكو: واشنطن تلعب لعبة خطيرة في شرق الفرات

| وكالات

أكدت روسيا، أمس، أن تصرفات أميركا في شرق الفرات تشكل انتهاكا واضحاً للقرارات الدولية التي تشدد على وحدة أراضي سورية، وأن قواتها المنتشرة هناك تلعب لعبة خطيرة تتعلق بالأكراد، لافتة إلى أن الغرب لم يقدم عبر سنوات طويلة إستراتيجية بناءة فيما يخص محاربة الإرهاب في سورية وتهيئة الظروف لعودة المهجرين إلى بلدهم
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء مع قناة «روسيا1»، جرت على هامش قمة «مجموعة العشرين» التي انعقدت مؤخراً في عاصمة الأرجنتين، بوينس آيرس: إن تصرفات الولايات المتحدة الأميركية في شرق سورية غير قانونية وتثير قلق موسكو.
وأضاف لافروف بحسب وكالة «سانا» للأنباء: «على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول تقديم وجودها وتصرفاتها في سورية على أنها مؤقتة غير أنه لا يخفى على أحد أن كل ما يجري على الضفة الشرقية لنهر الفرات يشكل انتهاكا واضحاً للقرارات الدولية المعلنة التي تشدد على وحدة أراضي سورية».
وأعتبر لافروف، أن الأميركيين الذين ينشرون قوات خاصة ومستشارين في شرق الفرات يلعبون لعبة خطرة للغاية تتعلق بـ«الأكراد»، متناسين أن «هذه المسألة ملحة ولها حساسية للعديد من الدول وليس فقط في سورية بل في العراق وإيران وبالطبع تركيا».
ولفت إلى أن الأميركيين منخرطون في محاولة لتشكيل «هياكل شبه حكومية» في شرق سورية وضخ مئات الملايين من الدولارات هناك، مشيراً إلى أنهم في المقابل يرفضون إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، قال في مؤتمر صحفي منتصف تشرين الأول الماضي: «أقول بكل صدق بعد إدلب هدفنا شرق الفرات وعلى الأخوة هناك إن كانوا عشائر أو من الأخوة الأكراد أن يقرروا ماذا يريدون في المستقبل، لكن تحت شعار عودة السيادة السورية إلى كل الأراضي السورية وهذا الأمر ناضل شعبنا من أجله ولن نتخاذل تجاه تنفيذه».
وقال لافروف: «أصبح من الواضح أن الدول الغربية وعلى امتداد سنوات طويلة لم تقدم إستراتيجية بناءة أو اقتراحات مقبولة بديلة لتلك التي حددتها الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) في أستانا فيما يخص محاربة الإرهاب في سورية وتهيئة الظروف لعودة المهجرين وتقديم المساعدات الإنسانية وبناء العملية السياسية في البلاد».
وحول مستقبل العملية السياسية في سورية، أكد لافروف، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن معظم الدول تعترف الآن بأن «لجنة مناقشة الدستور السوري الحالي» التي يتم تشكيلها حالياً بمبادرة من الدول الضامنة، تمثل آلية وحيدة تسمح بالشروع في تنفيذ القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي القاضي بضرورة «أن يجلس جميع السوريين إلى طاولة المفاوضات».
وفي السياق، أشار لافروف، بحسب «سانا»، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفقا خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس على وضع المزيد من الخطوات لمنع انتهاك «اتفاق إدلب» الموقع في مدينة سوتشي وذلك في ضوء عدم التزام الإرهابيين به».
وأول من أمس أعرب بوتين خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين بالأرجنتين، عن قلق بلاده تجاه الأوضاع في إدلب، لافتا إلى أن النظام التركي لا ينفذ جميع التزاماته بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب، ومؤكداً أن الجهات الروسية تعمل على تنفيذ هذا الاتفاق في أقرب وقت ممكن.
وفي 17 أيلول الماضي تم الإعلان في مدينة سوتشي الروسية عن «اتفاق إدلب» الذي تضمن في بنده الأول إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» بين مناطق سيطرة الجيش العربي السوري ومناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
ومنح الاتفاق النظام التركي والمسلحين مهلة حتى 10 الشهر الماضي لسحب السلاح الثقيل من «منزوعة السلاح» على أن يلي ذلك انسحاب الإرهابيين من تلك المنطقة حتى موعد الـ15 من الشهر ذاته لتبدأ بعدها دوريات روسية تركية بمراقبة تلك المنطقة، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن، على أن يلي ذلك فتح الطريق الدولية ما بين حماة وحلب المارة بمحافظة إدلب.
إلى ذلك، أعرب لافروف عن استعداد روسيا لاستئناف الحوار مع أميركا حالما تكون الأخيرة مستعدة لذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن