سورية

في ذكــــــرى الشهـــــــداء…سورية تخط قصة فخار ومجد بدماء أبطالها الطاهرة

يستذكر السوريون في ذكرى الشهداء قوافل شهدائهم الأبطال ليستمدوا من مواقفهم وتضحياتهم القوة والصبر والعزيمة، ابتداءً بقوافل شهداء الاستقلال التي أعدمها جد رجب طيب أردوغان العثماني جمال باشا السفاح قبل 99 عاماً، مروراً بشهداء البطولة أمام المستعمر الفرنسي وحرب تشرين التحريرية وقوافل الشهداء في مقارعة الصهيونية دفاعاً عن الجولان السوري المحتل وفلسطين، وصولاً إلى شهداء سورية اليوم في حربهم على الإرهاب وأذرع العثمانيين الجدد والمشروع التكفيري المدعوم من أردوغان، ومن أنظمة عربية عميلة تهدف إلى النيل من سورية وأمنها واستقرارها خدمة للمشروع الصهيوأميركي لتفتيت المنطقة.
وفي محراب الشهادة تقف الكلمات عاجزة عن وصف بعض فضائل الشهداء، فالتضحيات كبيرة والأهداف سامية، كبيرة بمعانيها وأهميتها لأنها تبدأ من الوطن وتنتهي إليه، وفي كل قرية وبلدةٍ من سورية الحبيبة حكاية بطولة وقصة من قصص المجد خطها الأبطال من أبناء وطننا.
فقرية الربيعة في ريف محافظة حماة التي قدمت حتى الآن أكثر من مئات الأبطال بين شهيد ومفقود وجريح كغيرها من قرى سورية التي اعتلت صهوة المجد.
من القرية الصغيرة يرسم النهج الكبير، فالولد الشهيد جعفر على طريق أبيه الشهيد نعيم الطريف وذاكرة ماء العاصي لا تنسى دمه الممتزج بها.
سمير، رجب، وحسين بلول، ثلاثة إخوة شهداء تزفهم أمهم بتضحية المنتصر فداءً للوطن، تاركين أطفالاً على درب الوفاء والصمود.
وبصلابة جبال سورية يقف الأب مفتخراً «الموت ولا الهزيمة» كان شعار ولدي الشهيد جمال عوض، ففي شهادته قصة بطولة نادرة حيث أبى الاستسلام وارتقى إلى مقام عليين.
حكاية أخرى من حِكايات القرية العظيمة، بثلاثة أشهر فصلت موعد ارتقاء الشهيد البطل محمد يوسف اليونس في معرة النعمان بإدلب عن ولده حميد في داريا بريف دمشق.
على حين حمى الشهيد جمال تياس وحيد أمه ابتسامتها وطلب الشهادة فنالها ليبقى الوطن وفقط الوطن.
بدوره يروي عيسى حسن والد لثلاثة شهداء تفاصيل استشهاد أولاده بكلمات ممزوجة بالفخر والعزة، فيقول: «ابني عبد الكريم استشهد في جوبر وهو يواجه الإرهابيين، وسليمان متزوج ولديه طفل لم تره عينه حيث استشهد في درعا دفاعاً عن أرضنا الطاهرة، أما الشهيد علي فقد ارتقى شهيداً في جبل الزاوية بإدلب».
ويتابع حسن: «لم يتأخر علي عن زملائه فقطع إجازته والتحق بمهمته وخلال أقل من شهر اتصل بزوجته وقال لها: أظن أنني لن أعود إلى المنزل وأعرف أنك قادرة على الاهتمام بأولادنا وبأهلي فكان له ما أراد ونال شرف الشهادة».
من جانبه هيثم حاتم والد الشهيدين يعقوب وسعد، أن «مستقبل سورية وأمنها وعزتها خطوط حمر غير قابلة للنقاش، لقد دفعت بأولادي الأربعة إلى الالتحاق بصفوف جيشنا الباسل دفاعاً عن أرض سورية فاستشهد يعقوب في نهاية عام 2013 وسعد في شباط عام 2015». ولفت حاتم إلى أن ابنه سعد كان معفى من خدمة العلم لكنه آثر الالتحاق بصفوف الجيش للذود عن حياض الوطن كباقي أبناء سورية الشرفاء وكان يردد دائماً: «لا أستطيع الاستمرار بعيداً عن رفاقي وهم على الجبهات يواجهون الإرهاب، أخي استشهد وسأذهب إلى جواره». وتستذكر سرور سلوم أخت الشهيدين شهاب الدين وإبراهيم آخر اتصال لها مع شهاب الذي استشهد في حلب خلال تصدي قواتنا الباسلة للإرهابيين هناك، وتقول: «حاول أن يطمئنا ويخفي حقيقة وضعه وسوغ غيابه المحتمل بعدم وجود تغطية للاتصالات»، ويخفف حزن سرور على فقدان أخيها إبراهيم قصص بطولاته التي يرويها أصدقاؤه.
بدورها مدينة الدريكيش في محافظة طرطوس لم تبخل على الوطن بخيرة أبنائها ليكون شهداء على مذبح البطول والفداء، وإيماناً بعظمة الشهداء ونبل تضحياتهم صمم الفنان أحمد خليل نصباً تذكارياً بأسماء شهداء المدينة وضع في مدخل المدينة تكريماً لهم، على حين لم تتوقف قوافلهم وتضاعفت أعدادهم منذ تدشين النصب وحتى اليوم.
ويقول خليل: «مع كل اسم كتبته على النصب شعرت بالفخر والعزة لأن شهداء الوطن هم فخر البلاد لأنهم قدموا أنفسهم في سبيل كرامة سورية واستقلالها وعلينا تخليد هؤلاء الأبطال لتسير الأجيال القادمة على خطاهم في الدفاع عن وطننا وأرضنا».
ويطول السرد لملاحم بطولات شهداء سورية من كل بقاعها ومساحتها دفاعاً عن عزتها وكرامتها، وقد تختلف التفاصيل لكن يتشابه العطاء وتنحني الهامات أمام كبرياء أسرهم فتحية لأرواحكم الطاهرة.
إلى ذلك وجه أبناء الجالية السورية في تشيكيا التحية إلى أرواح شهداء سورية الأبرار، معبرين عن افتخارهم وتقديرهم للتضحيات الكبيرة التي يقدمها بواسل الجيش العربي السوري والشعب السوري في «كفاحهم البطولي» أمام قوى الإرهاب والتكفير وداعميها من دول الإقطاع الخليجية وتركيا وبعض الدول الغربية. وجددت الجالية في بيان ثقة السوريين الكاملة بالجيش العربي السوري وقدرته على إحراز النصر والاستمرار في القضاء على بؤر الإرهاب وحماية وحدة الوطن وأمن مواطنيه.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن