عربي ودولي

فرنسا تخضع لـ«السترات الصفراء» وحكومة ماكرون تعلّق الضرائب

| وكالات

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أمس تعليق 3 إجراءات مالية لمدة 6 أشهر، على رأسها قرار فرض ضرائب جديدة على الوقود، بدءاً من الشهر المقبل في مؤشر إلى الخضوع لمطالب احتجاجات «السترات الصفراء» التي انطلقت منذ الـ17 من تشرين الثاني الماضي وعكست غضباً شعبياً واسع النطاق تجاه سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصلت إلى المطالبة برحيله بسبب غلاء المعيشة.
وقال فيليب، في مؤتمر صحفي بثّ على الهواء مباشرة، أمس: إن «القرارات المتخذة بتجميد الإجراءات الضريبية يجب أن تسمح لنا ببدء الحوار وتهدئة الأوضاع».
وأضاف: «المشاورات القادمة يجب أن تكون وطنية، وتجمع ممثلين عن كل الطبقات الفرنسية».
وقال فيليب: «إن من لا يسمع أو يرى الغضب في الشوارع بشأن سياسة وصفها ماكرون بأنها ضرورية لمكافحة التغير المناخي فهو إما أصم أو كفيف».
كما لفت رئيس الوزراء الفرنسي إلى أنه «لن يتم رفع أسعار الكهرباء والغاز خلال الشتاء الحالي».
وذكر فيليب، في كلمة له، أن الحكومة لا تقبل أعمال العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، وستتم معاقبة كل من قام بأعمال الشغب.
وختم قائلاً: «لا ضريبة تستحق أن تضع وحدة البلاد في خطر، ومن أجل تهدئة الأوضاع قررنا اتخاذ ثلاثة إجراءات ضريبية، وهي تجميد زيادة الضرائب على الوقود لمدة ستة أشهر، الامتناع عن رفع أسعار الغاز والكهرباء خلال فصل الشتاء، وأخيراً تجميد التحكم الفني على السيارات».
وكان مصدر حكومي فرنسي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق: إن هذا التعليق الممتد على عدة أشهر سيترافق مع تدابير أخرى تهدف إلى التهدئة بعد أسبوعين من التظاهرات والاحتجاجات على هذه الضرائب في كل أنحاء فرنسا.
هذا وانسحب متظاهرون من أعضاء حركة (السترات الصفراء) الفرنسية من اجتماع مع رئيس الوزراء إدوارد فيليب أمس.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن متحدث باسم الحركة إعلانه رفض الحوار مع الحكومة «لأسباب أمنية».
وقال بعض أعضاء الحركة: إنهم تلقوا تهديدات بالقتل من متظاهرين متطرفين يحذرونهم من الدخول في مفاوضات مع الحكومة.
وبدأت الحركة التي تحمل اسم «السترات الصفراء» يوم 17 تشرين الثاني كمجموعة احتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي وركزت على التنديد بارتفاع تكاليف المعيشة بسبب الضرائب التي فرضها ماكرون على الوقود.
لكن على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية تحولت هذه الاحتجاجات إلى انتفاضة عامة أكبر على ماكرون حيث ينتقد كثيرون الرئيس لتطبيق سياسات يرون أنها تميل لمصلحة الأثرياء ولا تفعل شيئاً لمساعدة الفقراء. وذهبت بعض الجماعات إلى حد مطالبة الرئيس ماكرون بالاستقالة.
في غضون ذلك أظهر استطلاع أجرته إيفوب- فيدوسيال لمصلحة مجلة باري ماتش وإذاعة (سود راديو) نشر أمس أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب هبطت لمستوى قياسي مع تصاعد احتجاجات (السترات الصفراء).
وهبطت نسبة الرضا عن أداء ماكرون إلى 23 بالمئة في الاستطلاع الذي أجري في أواخر الأسبوع الماضي بانخفاض ست نقاط عن الشهر السابق. وهبطت نسبة الرضا عن أداء فيليب عشر نقاط إلى 26 بالمئة.
إلى ذلك حكمت محكمة فرنسية أمس على متظاهرين اثنين من حركة (السترات الصفراء) بالسجن ثلاثة أشهر بعد توقيفهما خلال تظاهرات السبت الماضي بوسط فرنسا.
في هذه الأثناء أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوشيتش أن نظيره الفرنسي طلب إرجاء زيارته المقررة إلى صربيا لعدة أسابيع خلال اتصال هاتفي جرى بينهما.
ونقلت «رويترز» عن فوشيتش في تصريح للصحفيين: «إن الرئيس ماكرون طلب تأجيل زيارته إلى صربيا لعدة أسابيع بسبب الوضع في بلاده».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن