سورية

«إندبندنت»: لم يبق لدى متزعمي داعش مكان يختبئون فيه

| الوطن - وكالات

اعتبرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن الحظ «بات يضيق أمام» من تبقى من متزعمي تنظيم داعش الإرهابي مع تراجع مناطق سيطرتهم، وقتل وأسر أعداد كبيرة من قادتهم.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته مواقع داعمة للمعارضة: إن متزعمي داعش، الذين وجدوا ملجأ آمناً لهم في المناطق الواسعة مما يسمى «الخلافة»، التي امتدت على سورية والعراق، لا يجدون اليوم الملجأ الأمن لهم.
وذكر التقرير أن التنظيم سيطر في ذروة قوته على مناطق بحجم بريطانيا، وحكم 10 ملايين نسمة، أما اليوم فتقلصت «الخلافة» إلى قرى صغيرة في محافظة دير الزور شرق نهر الفرات، فالمنطقة المحيطة بمدينة هجين قرب الحدود مع العراق كانت ملجأ لمتزعمي التنظيم البارزين الذين انسحبوا من المعارك بانتظار القتال في وقت آخر.
ولفت إلى مزاعم «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، بأنه قتل في البادية السورية المدعو أبا العمرين مع عدد من مسلحي التنظيم في غارة جوية، والذي تتهمه الولايات المتحدة بقتل عامل الإغاثة بيتر كاسيغ الأميركي، بعدما اختطفه التنظيم في سورية.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم «التحالف»، العقيد شون رايان، قوله: إن «كثافة القتال في وادي الفرات تخرج القادة الذين لا يجدون أماكن للاختباء مع قرب انتهاء المعركة».
وأضاف رايان: إن الغارات الجوية هي جزء من إستراتيجية واسعة تقوم من خلالها القوات العراقية بحراسة الحدود العراقية، لمنع أي من متزعمي التنظيم الهروب إلى الجانب العراقي.
ونقل التقرير عن كتاب «تنظيم الدولة: في داخل جيش الإرهاب» الذي أصدره مركز التحرير للدراسات الإستراتيجية في واشنطن: «أن عدداً من قادة التنظيم نجوا من المعارك السابقة، لكنهم لا يجدون الآن ملجأ للفرار إليه، ولم يعودوا قادرين على التحرك».
وجاء في الكاتب أيضاً: أن «الاعتقالات الكثيرة بين قادة التنظيم جاءت بسبب التعاون العراقي التركي السوري، مع أنه يعتقد أن عدداً آخر من قادة التنظيم الكبار لا يزالون مختبئين»، مشيراً إلى أنه «لم نر قادة من مركز التنظيم، فرغم أهمية الاعتقالات، فلم يعرف أي منهم مثلاً مكان أبي بكر البغدادي، ومن هذا المنطلق فإن هذه الاعتقالات لن تكون مدمرة للتنظيم، بل إنها تعرقل عمله في وقت يحتاج فيه كل شخص ومصدر للحفاظ على التمرد في العراق وسورية».
وذهب التقرير إلى أن الاعتقالات والاغتيالات هي جزء من التحول في إستراتيجية «التحالف الدولي» باتجاه عمليات مكافحة التمرد، التي تعكس التغير في طبيعة تنظيم داعش، إذ قدر تقرير نشرته الأمم المتحدة في آب الماضي أعداد المسلحين التابعين للتنظيم والمنتشرين في العراق وسورية بين 20 ألفاً إلى 30 ألف مسلح، ولا يشتركون في القتال حالياً، لكن يمكن استدعاؤهم في أوقات أخرى.
وحذر التقرير من أن التنظيم يخطط للتحول من «شبه دولة إلى شبكة عمليات سرية».
ورأى التقرير، أن معركة هجين تعد من أشد المعارك التي تخوضها «قسد»، لأنها آخر معقل للتنظيم، ففي الماضي كان المسلحون يعقدون اتفاقات للانسحاب من المناطق والخروج إلى مناطق أخرى، مشيراً إلى أن هذا الخيار لم يعد متاحاً لديهم، فهم محاصرون في جيب صغير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن