رياضة

الرغيف المر..!

| مالك حمود

أحلى ما سمعته من الصربي نيناد غراديتش الذي كان يدرب فريق الوحدة بكرة السلة وقاده للفوز بكأس آسيا، ما قال لي ذات مرة: «نحن المدربين الخبز الذي نأكله مر»!
ربما لم أدرك كل تفاصيل المعاني التي كان يرمي إليها في تلك المقولة بذاك الوقت، على اعتبار أنني كنت أبحث عن (الأكشن) في إجابته عن أحد أسئلتي التي كانت تخص مدرب الفريق المنافس له، حيث آثر غراديتش عدم التحدث عن أخطاء المدرب المنافس ولو أخطأ بحقه، وأخطأ بقراراته الفنية في المباراة.
احترام المدرب لزميله المدرب رأيته بصدق في كلام المدرب الأجنبي، وكم تمنيته أن يكون لدى مدربينا بعضهم لبعض.
كم ينقصنا الاحترام في التعامل مع المدرب سواء من إدارات المؤسسات الرياضية، أم من الجمهور، أو حتى من أعضاء الكادر الفني والإداري الذي يعمل معه ذلك المدرب المسكين.
تتوالى السنوات، وتتسع التجارب، وفي كل سنة جديدة أو موسم رياضي جديد أشعر أكثر بمرارة الخبز الذي يتناوله مدربونا، لدرجة أنني أصبحت أعتبرها المهنة الأصعب بمختلف المقاييس.
وما أصعب العمل في عالم المجهول! فالعمل لدينا لأي مدرب محلي ولاسيما في كرة القدم معروف البداية ومجهول النهاية، ولو أن النهاية تكون منطقية فلا مشكلة في الأمر، لكن النهاية المرسومة بمنتهى العشوائية واللامنطقية..! لتبدأ رحلة الألم مجدداً، والعيش تحت الضغوط النفسية المضنية، وقد لا يحتملها القلب فيكون الرحيل إلى عالم آخر، ولكن حتى الرحيل الأخير لا يخلو من المنغصات.
كانت رائعة ومهمة ولافتة كلمات أهل الرياضة وعشاقها المتأثرة برحيل المدرب الوطني محمد عطار، ولكن ماذا بعد؟ هل من استمرارية لذلك الوفاء لأسرته ومن كان يعيلهم؟
مدربنا مغلوب على أمره ومازال الحلقة الأضعف في معادلة رياضتنا، وهو بحاجة لضمان للحاضر، وأمان للمستقبل، وهل تبقى مسألة اعتباره موظفاً يتمتع بحقوقه كغيره من الموظفين في حياته ومماته، كي لا يبقى الخبز الذي يأكله مراً؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن