سورية

تباين آراء بين المسلحين بشأن دور «الموك» في الجبهة الجنوبية وبعضهم يحمِّلها مسؤولية إخفاق «العاصفة»

ثار جدل بين المجموعات المسلحة حول تأثير غرفة عمليات «الموك» التي تتولى الإشراف على عملياتها في جنوب البلاد وخصوصاً على العمليات الجارية في درعا.
فقد هاجم أحد قادة ما يسمى «الجبهة الجنوبية» التابعة لميليشيا «الجيش الحر»، عمر الزعبي دور الولايات المتحدة عبر غرفة الموك التي تتخذ من الأراضي الأردنية مقراً لها، وتضم مسؤولين استخباراتيين من تركيا والسعودية والأردن وقطر وأميركا وفرنسا وبريطانيا. وذكر في تغريدات نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي أن «الأميركيين أجبروا الأردن على وقف معارك درعا المحطة ومدينة البعث في القنيطرة» مؤخراً، ووضعوا عدداً من «الخطوط الحمر» لميليشيا «الجيش الحر»، وهي «ممنوع تحرير درعا المحطة أو التقدم باتجاه مدينة البعث وسعسع أو التواصل مع غوطة دمشق الغربية».
وزعم الزعبي، أنه و«قبل ثمانية أشهر عندما كنا: (جبهة) النصرة (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية)، الفرقان، والجبهة الجنوبية، على أبواب الغوطة الغربية وكناكر وسعسع، طلبت «الموك» من «الجيش الحر» التوقف وإلا سيسحب التاو (صواريخ أميركية ضد الدروع)». وأضاف: «قبل 8 أشهر هددت أميركا فصائل «الجبهة الجنوبية» بعدم فك الحصار عن الغوطة الغربية»، وزعم قائلاً: «لولا أميركا لكنا الآن في داريا والمعضمية».
وادعى الزعبي أن المندوب الأميركي في غرفة عمليات «الموك» أبلغهم بضرورة عدم التعاون مع النصرة ونسيان فك الحصار عن الغوطة الغربية وإسقاط النظام. وأقسم مرة أخرى قائلاً: «إن المستشار الأميركي في الموك قال بالحرف الواحد: شغل مع النصرة خلص مافي، وفك حصار عن الغوطة الغربية مافي وإسقاط نظام مافي».
وحاول الزعبي في تغريداته رفع المسؤولية عن عاتق المسلحين لفشلهم في اقتحام مواقع الجيش العربي السوري بمدينة درعا، وإلقاءها على واشنطن والموك، متجاهلاً أن «الجبهة الجنوبية» عزلت قيادة «عاصفة الجنوب» التي فشلت في حسم الوضع في درعا لصالح المسلحين، وعينت بديلاً عنها قيادة جديدة مهمتها دراسة أسباب الفشل.
بدوره، عزا عضو ما يسمى «مجلس قيادة الثورة السورية» منيف الزعيم برود الجبهات في جنوب سورية إلى غياب التنسيق بين غرف العمليات، مشيراً إلى أن أغلب المجموعات التي شاركت في الهجوم على اللواء (52) لم تشارك بمعارك «عاصفة الجنوب» في مدينة درعا.
وأضاف الزعيم: إن غياب الإرادة والإخلاص في أي عمل أدى إلى غياب التنسيق بين المجموعات المسلحة، وقال: «من الضروري أن يتنازل القادة في غرف العمليات، لا نريد إظهار أسماء أو فصائل»، ويلفت الزعيم إلى وجود ما وصفه بـ«اتكال الفصائل على بعضها البعض».
وأقر الزعيم في تصريحات نقلها موقع «السورية نت» المعارض، بأن غرفة «الموك» تقدم الدعم لجميع مجموعات ميليشيا «الجيش الحر» في المنطقة الجنوبية، لكنه قلل من قدرة الغرفة على التأثير، مشيراً إلى أنه وفي حال تضاربت المصالح بين الغرفة والمجموعات المسلحة، «فمن الممكن (أن تلجأ «الموك» إلى) قطع المال والسلاح والدورات عن الفصائل، وهو ما قد يؤدي إلى تململ في صفوف المقاتلين».
إلا أن الزعيم أشار إلى أن غياب التوحد والتنسيق بين «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«الجبهة الجنوبية» سببه قرارات من غرفة الموك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن