ثقافة وفن

اقتراح لإنشاء ورشة سينمائية في كل مدرسة

| جورج إبراهيم شويط

في منظمةِ الطلائع جملة من الفعاليات والنشاطات التي تستقطب مئاتِ ألوفِ الطليعيين الصغار، على مساحةِ خريطة الوطن، تنمّي قدراتِهم وطاقاتهم وتصقل مواهبَهم وتطلق العنانَ لخيالاتِهم الخصبة، لأن يلتقطوا أفكاراً لإبداعاتهم التي تصبّ في مجالاتِ الرسم والموسيقا والغناء والفنون الشعبية والفولكلورية والمسرح والأدب والرياضة، إلى جانب المناشط الأخرى التي تركز على مختلف أنواع العلوم الذهنية والعلمية والمعلوماتية المعاصرة والمتطورة. كل ذلك وفق منهجية متطورة ومدروسة بإحكام.
كما تقام لأجل ذلك المعارضُ على أنواعِها والمهرجاناتُ المختلفة، على كل المستوياتِ والمراحل وصولاً للمركزية، مع ما يقام من مسابقاتٍ هامة يُمنح في نهايتها للطليعيين المتفوقين، في كل المجالات المذكورة، شرف الريادة على مستوى المنظمة.
ربما هي مقدمة استهلالية كي أطلق فكرة، ربما تكون غاية في الأهمية، وكذلك غاية في البساطة، وربّما تضاف للفعاليات المهمة التي تقيمها المنظمة (إنْ شاءَ المعنيون ذلك)، فعاليات ومعسكرات مازال يذكرها جيداً، كما الحلم، أولئك الذين عبروا معسكرات الطلائع منذ بداياتها، عام 1974 وتجاوزت أعمارُهم الآن النصفَ قرن.
الفكرة باختصار، أن تشكل في كلّ مدرسة أو وحدة طليعية ورشة عمل سينمائية من الأساتذة والرفاق المهتمّين في مختلف الفنون، إضافة إلى المواهب المتميزة من الطليعيين في مجال التمثيل وسواها، والعمل على إنجاز (فيلم سينمائي قصير) /درامي أو وثائقي/ بطريقة الموبايل، نعم فيلم سينمائي بالموبايل، وهي فكرة متبعة في الخارج وتقام لها المهرجانات تحت هذه التسمية (سينما الموبايل) على أن يكون حدّه الزمني يبدأ من دقيقة ولا يتجاوز هذا الحد الربعَ ساعة.
طبعاً تشكل لجنة إشراف فرعية مختصّة لمتابعة عمل هذه الأفلام في كل مدرسة، بدءاً من فكرة الفيلم وانتهاءً بالمونتاج، الذي يمكن أن يقومَ به فنيون مختصّون في مجال المونتاج، ويمكن الاعتماد على مصوّري الفيديو الذين يتقنون هذا الاختصاص ويخبرونه جيداً وباحترافية. تعرض الأفلام المشاركة في صالة عرض المركز الثقافي، بحضور الأطفال وأهاليهم ولجان التحكيم وطبعاً في كل فيلم يتمّ إيراد أسماء من كتب السيناريو ومن قام بالإخراج ومن مثل ومن أشرفَ، وكل من ساهم في إنجاز هذا الفيلم.
أي إننا جعلنا من أطفالنا، بهذه الحركة الفنية الصغيرة، يؤلفون الفكرة ويمثلون ويشاركون في الموسيقا والديكور والتصوير.. إلخ.. وتذكر أسماؤهم، وهذا بحدّ ذاته يعتبر تكريماً وتشجيعاً وتشويقاً للطفل وحتى لذويه، أن ابنَهم شارك في فيلم سينمائي وذكر اسمُه في الفيلم.
ولتبيان متعة العمل في هذا المجال أقول إنني، وأنا بهذا العمر، ومن خلال مشاركتي بعدد قليل من الأفلام القصيرة (سيناريو أو تمثيل) أفتخر أنني كنتُ مشاركاً بهذا العمل أو ذاك، على بساطة العمل، أو بساطة الفكرة، أو بساطة الإخراج، أو بساطة المونتاج.. المهمّ بقي في ذاكرتي ذكرى جميلة، ومشاركة إبداعيّة مشوّقة في فن مشوق هو الفن السابع الساحر، وتجربة أمتعتني وأسعدتني.
وقد يتساءل البعض، ماذا عن التكلفة؟ كمْ سيكلف هذا الفيلم؟ أنتَ تقول فيلماً سينمائياً، وهذا حتماً سيكلف مبالغَ هائلة؟ وأنا أقول لكم قد لا يكلف أي فيلم ولو ليرة واحدة. فتصوّرواّ!
أما الأفلام الفائزة في كل فرع، أي في كلّ محافظة من محافظات القطر الـ14، فيتمّ اعتمادُها للمشاركة في مسابقة سنوية مركزية تقام على مستوى القطر.
وبهذه الطريقة نعمل على تفعيل نشاط مميز ولافت ويشدّ الطفل وذويه والمعنيين بشأن الطفل ومواهبه وبنائه السليم، ويكون حافزاً لكلّ موهبة في مدارسنا على أن تكون مشاركة بهذا الفيلم أو في الفيلم الذي يليه أو الذي يليه.
هي فكرة يمكن الاستفاضة في شرح إستراتيجيتها وطريقة طرحها، أضع خطوطها الأولى بين الأيدي البيضاء النقية التي تهمها الطفولة ويهمها كل طفل سوري، سواء القائمون على العمل الطليعي في منظمة الطلائع، أم حتى على صعيد المنارات الـ26 التابعة للأمانة السورية للتنمية وغيرها من الجهات التي تهتمّ بالطفل وبتنشئة الطفل التنشئة السليمة والحضارية.
فهل تصبح الفكرة حقيقة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن