عربي ودولي

الأسبوع الخامس «للسترات الصفراء» في فرنسا وشعبية ماكرون دون 20 بالمئة

| وكالات

ارتفع عدد المعتقلين أثناء احتجاجات «السترات الصفراء» التي جرت أمس السبت في العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، إلى 85 شخصاً، بحسب ما أفادت قناة «BFM» التلفزيونية الفرنسية، على حين وصلت شعبية الرئيس الفرنسي بحسب استطلاع للرأي إلى دون عشرين بالمئة.
وقالت وسائل إعلام فرنسية: إن نحو 200 محتج تجمهروا في منطقة الشانزليزيه وسط باريس.
ووقف هؤلاء المحتجون بالقرب من الحاجز الأمني الذي يمنعهم من الدخول إلى قوس النصر. وهم يغنون النشيد الوطني الفرنسي ويهتفون بشعارات مسيئة موجهة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكانت أغلبية المحال والمقاهي الواقعة في منطقة الشانزليزيه مغلقة.
كما منعت الشرطة الدخول إلى المنطقة الواقعة في محيط قصر الأليزيه.
وفي شمال فرنسا لقيت امرأة مصرعها جراء حادث مرور تسببت فيه بشكل غير مباشر احتجاجات «السترات الصفراء».
وأفادت إذاعة «France Info» بأن رجلاً وامرأة كانا متجهين بسيارتهما مساء أمس الجمعة إلى كومونة سواسون في إقليم إينا شمالي البلاد. وشاهد سائق السيارة الحواجز التي أنشأها محتجو «السترات الصفراء» واستدار فوجد نفسه في الجهة المعاكسة من الطريق حيث اصطدمت به سيارة أخرى، الأمر الذي أسفر عن مصرع الامرأة راكبة السيارة.
إلى ذلك أعلنت السلطات الفرنسية الجمعة ارتفاع حصيلة قتلى حادثة إطلاق النار في سوق لمستلزمات عيد الميلاد في ستراسبورغ إلى أربعة أشخاص.
وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت مقتل المسلح «شريف شيخات» الذي يشتبه في أنه نفذ هجوم ستراسبورغ لتنتهي عملية ملاحقة استمرت يومين وشارك فيها أكثر من 700 من أفراد الأمن.
وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن هجوم ستراسبورغ وفقاً لما نقله مركز «سايت» الأميركي لرصد المواقع الإرهابية.
وتشهد الدول الغربية حالة من الاستنفار الأمني خوفاً من ارتداد الإرهاب الذي دعمته بعض تلك الدول وتغاضت عن جرائمه في سورية إلى أراضيها.
هذا وكانت حالة من الترقب والقلق تسود المدن الفرنسية ولا سيما العاصمة باريس بانتظار موجة خامسة من الاحتجاجات المناهضة للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي حاول احتواء حركة (السترات الصفراء) وإرضاءها بتقديم تنازلات عبر إجراءات اقتصادية عدة بما فيها إلغاء زيادات ضرائب الوقود.
تنازلات ماكرون ومحاولاته الإذعان للمحتجين قوبلت بانتقادات لاذعة حيث أكد خبراء اقتصاديون أن قراراته الأخيرة التي يحاول إنقاذ نفسه بها ستدفع فرنسا باتجاه الهاوية إذ إنها سترفع العجز في الميزانية وستضعف الاقتصاد الفرنسي أكثر لينعكس سلباً على طبقة العمال والموظفين الذين بدؤوا الحركة الاحتجاجية بعد اكتفائهم من سياسات الرئيس الفرنسي الفاشلة.
صحيفة ديلي تلغراف البريطانية اعتبرت أن ماكرون أخفق في خطابه المتلفز قبل أيام قليلة في إقناع الفرنسيين بإمكانية نجاح إجراءاته الجديدة لإرضاء المحتجين وخسر فرصته لاستعادة الثقة وإزالة المخاوف لديهم فقد أنفق في 13 دقيقة أمضاها في خطابه ما يعادل 10 مليارات جنيه إسترليني في تخفيض الرسوم والضرائب المختلفة بهدف وقف الاحتجاجات في أنحاء فرنسا.
وكانت السلطات الفرنسية أعلنت الجمعة أنها ستنشر عشرات الآلاف من عناصر الشرطة لمواجهة الموجة الجديدة من الاحتجاجات على حين أكدت حركة (السترات الصفراء) إصرارها على مواصلة الحركة الاحتجاجية ضد ماكرون التي تصاعدت في مطالبها إلى حد المطالبة باستقالة الأخير من منصبه رغم إذعان الحكومة الفرنسية لبعض مطالب المحتجين.
وبينما يواجه أزمة الاحتجاجات وحالة الغليان المستمرة ضده في أنحاء فرنسا يتخبط ماكرون أمام حل مشكلة أخرى وهي تراجع شعبيته بين الناخبين إلى أدنى مستوى لها حيث وصلت بحسب استطلاع للرأي نشر قبل يومين إلى دون عشرين بالمئة.
وتشهد فرنسا منذ 17 تشرين الثاني الماضي تظاهرات لمن يسمونهم أصحاب «السترات الصفراء» الذين يحتجون على زيادة أسعار الوقود ورسوم الضرائب. وتتحول هذه التظاهرات عادة إلى اشتباكات مع الشرطة وأعمال عنف.
وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية بأن العدد الإجمالي للمحتجزين في هذه الاحتجاجات منذ منتصف الشهر الماضي تجاوزت 4.5 آلاف شخص.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن