سورية

نعومكين أكد أن الوجود الروسي في سورية له أبعاد سياسية وإنسانية وثقافية … مذكرة احتجاج روسية لواشنطن حول نشاطها في شرق الفرات

| وكالات

أعلنت روسيا، أنها أرسلت مذكرتي احتجاج إلى الولايات المتحدة، عبرت في إحداها عن قلقها العميق بشأن التناقضات الكردية العربية المتزايدة في الأراضي التي تحتلها القوات الأميركية في شرق الفرات، مع التركيز على مشكلة مخيم الركبان على الحدود الأردنية العراقية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، بحسب وكالة «سبوتنيك»، للأنباء: إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أرسل قبل بضعة أيام مذكرتي احتجاج إلى نظيره الأميركي جيمس ماتيس، لكن رداً رسمياً لم يتبعهما، ما يدل على عدم الرغبة في إجراء حوار منطقي مع روسيا، مشيراً إلى أن المذكرتين تم إرسالهما عبر الملحق العسكري في السفارة الأميركية لدى روسيا.
وقال كوناشينكوف: إن «روسيا عبرت في المذكرة الأولى عن قلقها العميق إزاء التناقضات الكردية العربية المتزايدة في الأراضي السورية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية شرق الفرات، أما في المذكرة الثانية دعا شويغو لمناقشة الخلافات بشأن الامتثال لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى».
وأضف المسؤول الروسي: «على الرغم من مرور ثلاثة أيام على اقتراح وزارة الدفاع الروسية، رد رسمي من الإدارة العسكرية الأميركية لم يتبع، ما يدل عن إحجام الجانب الأميركي عن الحوار العقلاني والمهني مع روسيا من أجل حل القضايا الموضوعية للأمن الإقليمي والعالمي».
وتحتل القوات الأميركية غير الشرعية مناطق في شرق نهر الفرات بالتعاون مع مليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، في حين تشير تحليلات إلى أن واشنطن تقدم دعماً للتنظيم لمحاربة الجيش العربي السوري.
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الأربعاء الماضي، أن بلاده ستنفذ في غضون أيام اعتداء جديداً على سورية بحجة طرد الميليشيات الكردية المدعومة من أميركا في منطقة شرق الفرات.
وأكد كوناشينكوف، أن شويغو، ركز في رسالته الأولى إلى ماتيس على مشكلة مخيم الركبان للاجئين التي «لم تحل بعد، حيث أجبر أكثر من 50 ألف سوري على البقاء في ظل أصعب الظروف».
وسبق وأن قامت القوات الأميركية المحتلة الموجودة في منطقة التنف بعملية واسعة في منطقة الركبان على الحدود الأردنية العراقية التي تضم مخيماً للنازحين، لتجنيد إرهابيين بهدف استخدامهم في سورية، وعمدت إلى تخصيص مرتبات شهرية لهم وتكفلت بتدريبهم.
والثلاثاء الماضي أكد رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف أن «منطقة التنف ينتشر فيها ستة آلاف إرهابي يعرقلون تفكيك مخيم الركبان بحماية القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضي دولة مستقلة».
أما مذكرة الاحتجاج الثانية، قال كوناشينكوف: إن شويغو، «اقترح فيها على ماتيس مناقشة الخلافات بين روسيا وأميركا المتعلقة بشأن شروط الامتثال لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى».
في غضون ذلك، قال المستشرق والأكاديمي الروسي فيتالي نعومكين، على هامش «منتدى الدوحة 18» المنعقد بالعاصمة القطرية، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «إن روسيا باتت تولي أهمية بالغة في سياستها الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط، التي زادت أهميتها بالنسبة للسياسة الروسية».
وتطرق نعومكين إلى الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط، والعملية العسكرية الروسية في سورية، مشيراً إلى أنها الأولى من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، مضيفاً: إن روسيا أنشأت قاعدتين عسكريتين في هذا البلد.
وأوضح أن الوجود الروسي ليس عسكرياً فقط، بل كذلك له أبعاد سياسية وإنسانية وثقافية، مؤكداً أن موسكو تطور علاقاتها مع كل الدول وتوسع نطاق مساعداتها الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن