سورية

نظام أردوغان: ننسق مع موسكو وواشنطن.. وأميركا للمسلحين و«الائتلاف»: ابقوا بعيدين … واشنطن: أي عملية عسكرية شمال سورية «لن تكون حكيمة».. وسندعم «الكرد»

| الوطن - وكالات

حذرت الولايات المتحدة الأميركية نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن «أي عملية عسكرية في شمال سورية لن تكون حكيمة»، وأكدت التزامها بدعم حلفائها في «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
في المقابل أكد النظام التركي أنه ينسق لعمليته العدوانية مع كل من روسيا والولايات المتحدة، بالترافق مع مواصلة تحشيد قواته على الجانب الآخر من الحدود قرب مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.
ومنذ أيام أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده، ستطلق عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد في منطقة شرق الفرات «خلال أيام قريبة»، وتعهد بمهاجمة مدينة منبج في محافظة حلب حال عدم إخراج الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» الكردية منها.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن أمس في تصريحات صحفية على هامش منتدى الدوحة: «إننا جزء من «التحالف الدولي» ضد داعش وندعم مكافحة هذا التنظيم، ولهذا السبب نريد أن ننسق أعمالنا، وعسكريونا على اتصال وثيق مع الأميركيين وباقي أعضاء التحالف وكذلك مع الروس لتفادي أي مواجهة».
وأضاف قالن: «لدينا آلية خاصة بمنع وقوع الاشتباكات، وسيتم تطبيقها، ونحن بالتحديد سننسق العملية».
كما ذكر قالن أن أردوغان، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، بحثا خلال اتصال هاتفي، الجمعة، العملية المرتقبة لتركيا في المنطقة.
وقال قالن في هذا السياق: «أشار رئيسنا إلى مباعث قلقه الناجمة عن زيادة الوجود العسكري (للمسلحين الأكراد) بدعم الأميركيين».
في المقابل، أكد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك، أن «مكالمة ترامب وأردوغان كانت بناءة ومهمة جدا».
وبحسب «سبوتنيك». أضاف ماكغورك، في حلقة نقاشية في منتدى الدوحة 2018 أمس: «نعمل عن كثب مع تركيا للتعاطي مع مباعث قلقها على الحدود، لدينا مسؤولية كبيرة لضمان أمن حلفائنا في الناتو وأي عملية عسكرية في شمالي سورية لن تكون حكيمة».
وكان نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، أكد في تصريحات للصحفيين الجمعة، رداً على تساؤل حول التهديدات التركية بشن عملية ضد الأكراد، وقال: «نحن على صلة مع جميع الأطراف بما فيها الأكراد في سورية وغير سورية»، مشيراً إلى أنه «حتى داخل الصفوف الكردية هناك أكثر من رأي وهناك تعددية للآراء الأمر الذي يؤدي إلى شلل في المواقف».
وفي استنساخ لما حصل في عفرين قبل احتلالها من تركيا والميليشيات المدعومة منها، أبدت «وحدات حماية الشعب» استعداداً للتنسيق مع دمشق لكن فقط لصد العدوان.
ووجه قائد «وحدات الحماية»، سيبان حمو، في تصريحات صحفية «نداء إلى الدولة السورية» بضرورة العمل على «حماية حدود سورية وأرضها، ونحن جاهزون للعمل المشترك لصد تركيا».
ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن التحشدات التركية تواصلت على الجانب الآخر (التركي) من الشريط الحدودي لما بين نهري دجلة والفرات، بالتزامن تحضيرات من قبل الميليشيات المسلحة والمدعومة من تركيا، للمشاركة في هذه العملية التي تستهدف مناطق في شرق نهر الفرات ومنطقة منبج في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب.
وأوضح «المرصد» أن هذه التحشدات تركزت مقابل مدينتي تل أبيض ورأس العين، على حين تواصل القوات الأميركية تسيير دورياتها في المنطقة الممتدة من سلوك إلى تل أبيض بريف الرقة الشمالي، على الشريط الحدودي مع الجانب التركي، وسط تحشدات من قبل «حماية الشعب» و«قوات سورية الديمقراطية – قسد» في قواعدها ومواقعها القريبة من الشريط الحدودي، تحضراً لصد أي هجوم بري.
في غضون ذلك ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن ميليشيا «جيش النخبة» و«فيلق الشام» من مكونات ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» العاملة في محافظة إدلب ستشارك في العملية العسكرية التركية «شرق الفرات»، في حين قال الناطق باسم «الجبهة»، النقيب الفار ناجي المصطفى: إن «بعض الفصائل (الميليشيات) في «الجبهة الوطنية» لديها قطاعات في الشمال و«جيش النخبة» هو أحدها وبالتأكيد سيقوم بالمشاركة».
من جهته أكد رئيس «الائتلاف» عبد الرحمن مصطفى، دعم «الائتلاف»، للعملية العسكرية التركية، وذلك في تصريحات نشرها موقع «الائتلاف» الإلكتروني.
وفي المقابل، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أنها اطلعت على رسالة بعثها مسؤولون أميركيون إلى «الائتلاف» وميليشيا «الجيش الحر»، هددوا فيه بأن «المشاركة بأي شكل في العملية تعني الهجوم على الولايات المتحدة وقوات «التحالف»، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها».
وأضافت الرسالة: «إن القوات الأميركية وقوات سورية الديمقراطية – قسد في حالة متداخلة مع بعضهما، لذلك لا يمكن مهاجمة «قوات سورية الديمقراطية – قسد» من دون استهداف قوات «التحالف» والقوات الأميركية (المحتلة) والاشتباك معهما».
وتضمنت الرسالة أيضاً عبارة: «حينما ترقص الفيلة؛ عليك أن تبقى بعيداً عن الساحة».
وكان قائد «قسد»، مظلوم كوباني أعلن، أول من أمس، استعداد مسلحيه لصد أي هجوم تركي على مناطق شرق الفرات.
وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» قال كوباني: «نحن مستعدون لأي هجوم وسنرد بقوة وضمن مناطقنا»، مضيفاً «حتى هذه اللحظة محاولاتنا الدبلوماسية مستمرة لردع هذا الهجوم على مناطقنا».
من جانبه نشر «التحالف» بياناً أكد فيه تعاونه مع الأكراد ومواصلته عملياته في شمال شرقي البلاد.
ووفق «روسيا اليوم» قال التحالف في بيانه: «لا نزال ملتزمين بالتعاون مع شركائنا المحليين (الأكراد) لضمان هزيمة تنظيم داعش».
وأضاف: «إن أي رسائل تشير إلى تغيير موقف الولايات المتحدة من هذه الجهود خاطئة وتهدف إلى بث الفوضى».
وكان الرئيس المشترك لـ«مجلس سورية الديمقراطية – مسد»، رياض درار، أكد أول من أمس أنهم لم يتلقوا أي طمأنات من الولايات المتحدة والتحالف بخصوص منع الهجوم التركي المحتمل على مناطق شرق الفرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن