الأولى

ميليشيات أنقرة تتحدث عن غزو تركي «محدود» شرق الفرات! … طهران: أي عملية عسكرية تركية من دون التنسيق مع دمشق تؤثر على «أستانا»

| حلب - خالد زنكلو

في أول تعليق رسمي إيراني على التهديدات التركية بالعدوان على مناطق سورية شرق الفرات، حذرت طهران من أن قيام النظام التركي بأي عملية عسكرية من دون التنسيق مع دمشق «يمكن أن يخلق عقبات ومشاكل للجهود المبذولة على مدى أعوام بين إيران وروسيا وتركيا، في إطار مفاوضات أستانا».
ونقلت وكالة «فارس» عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قوله: «إن سياسة إيران هي كما كانت في السابق، إذ لا يحق لأي دولة من المنطقة وخارجها أن تقوم بإجراء ما في الأراضي السورية، من دون ترخيص من الحكومة السورية»، وتابع: إن أصدقاءنا الروس مطلعون على الحقائق في سورية، ونحن على اتصال معهم والمشاورات مستمرة بيننا.
بالمقابل كشف رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان رسمياً عن التواطؤ والموافقة الأميركية على أي عدوان تركي محتمل، عندما قال: «تلقينا ردوداً إيجابية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إطلاق عملياتنا العسكرية شرق الفرات، وجيشنا مستعد للبدء في عملية عسكرية في أي وقت على طول الخط الحدودي الذي يمتد لمسافة 500 كيلو متر، وبشكل لا يلحق ضرراً بالجنود الأميركيين».
يأتي ذلك وسط توقعات كشفتها مصادر معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة موالية لتركيا شمال حلب، بأن يشن الجيش التركي بمؤازرتها عملية عسكرية «محدودة» النطاق في منطقة شرقي الفرات، وبضوء أخضر من واشنطن!
المصادر المقربة من ميليشيا «الجيش الوطني»، الذي أعلن أول من أمس موقفه بشكل رسمي بالوقوف إلى جانب الجيش التركي «الشقيق» في العملية التي تستهدف طرد وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والعمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» من المنطقة، كشفت لـ«الوطن»، أن أعداد المسلحين في فرق المشاة التي طلب الجيش التركي تجهيزها للمشاركة في غزو الشريط الحدودي شرق الفرات لا تكفي لعملية طويلة الأمد وشاملة بخلاف ما أعلن عنه متزعمون في الميليشيا بأنها ستشمل كامل الشريط من عين العرب إلى المالكية مع منبج أيضاً.
وأوضحت المصادر أن الجيش التركي دعا إلى رفع جهوزية «الجيش الوطني»، وكأن المعركة قد تبدأ غداً لكن المعطيات الميدانية تشير إلى أنها قد تحتاج إلى أسبوعين لانطلاقتها على الرغم من انتهاء الاستعدادات العسكرية التركية على الحدود الجنوبية لتركيا والتي تنبئ بأن العملية ليست كبيرة وستقتصر على مناطق محددة حشد الجيش التركي بمحاذاتها ويرجح أنها مدينتا تل أبيض ورأس العين الحدوديتان في اختبار لرد فعل واشنطن.
ولفتت إلى أن الجيش الأميركي بدأ بتفكيك نقطتي مراقبة أنشأهما أخيراً مقابل تل أبيض ورأس العين، تمهيداً لنقل معداتهما العسكرية إلى عمق المنطقة بعد إعلان أردوغان الأربعاء الماضي أن العملية ستبدأ «في غضون أيام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن