رياضة

على قارعة الطريق..!

| مالك حمود

في ظلمة الشتاء القاسي وعتمة الحياة المضنية كان واقفاً على قارعة الطريق ينتظر الباص للعودة إلى بيته.
لم يكن معه في تلك اللحظة سوى تلك الحقيبة في كتفه وهي تحاول حمل همومه المتراكمة.
لم يدم انتظاره طويلاً ليأتي من يعرفه ويعرف دوره في الرياضة ليدعوه للركوب في السيارة محاولاً توصيله إلى أقرب مكان مؤدٍّ إلى مسكنه في ريف العاصمة.
صورته تروي معاناة كبيرة ومديدة لواحدة من الشرائح المهمة في رياضتنا، وسرعان ما أعادت إلى مسمعي صوت تلك المشجعة من إحدى المحافظات وهي تقول: (لقد حزنت من كل قلبي على حكام المباراة للشتائم التي تعرضوا لها من جمهور المباراة)..!!
ضغوط نفسية داخل الملعب، وضغوط معيشية خارج الميدان، هكذا هي حياة قضاة الملاعب الذين يفترض أن يكونوا في حالة احترام واكتفاء، ولكن من أين يأتي ذلك الكلام والحكم يقف في الطريق منتظراً باص النقل الداخلي، واللاعبون واللاعبات يمرون من أمامه بسياراتهم الخاصة للعودة إلى منازلهم.!
الحكم كان وما زال القاضي الذي يفترض أن يفرض احترامه على الجميع ويكون نقطة الفصل بين الجميع وبمنأى عن الجميع وعلى مسافة واحدة منهم.
وعندما نطلب منه كل ذلك علينا أن نسأل: ماذا حققنا له من أساسيات الحياة ومتطلباتها المادية كي تنعكس عليه بالراحة المعنوية؟
الحكم مازال في رياضتنا النقطة الأضعف، وافتقاده لعنصر الاحتراف يزيد الطين بلة، ويجعله في أزمة خانقة ودائمة، لتبقى الصورة ضبابية وعاتمة..!
هي كلمة واحدة وأساسية يفترض أن يدركها الجميع، لن ترتقي رياضتنا ما لم نرتق بحكامنا، فهم الأساس وبحاجة للمزيد من الاهتمام والدعم كي لا يبقوا على قارعة الطريق..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن