رياضة

في ختام ذهاب الدوري الممتاز.. قراءة وآراء … العقم الهجومي مستمر والمنافسة ساخنة في الأعلى وفي الأسفل

| ناصر النجار

انتهت مرحلة ذهاب الدوري الممتاز بتصدر ثلاثة فرق الترتيب بالرصيد ذاته 27 نقطة وهذه هي المرة الأولى التي يحدث بها هذا التعادل، وهو ما أعاد الفريق إلى المربع الأول، ليكون الإياب نقطة انطلاق من جديد، لكن ستكون كل الخطوات فيها محسوبة بدقة.
وعلى مقربة من الجيش والوحدة وتشرين يتربص الطليعة بالقمة وقد اقترب منها، وغير بعيد يتأهب الاتحاد لغزوات قد تكون ناجحة وتعوّض عليه ما فاته من تعثر.
وفرق الوسط باتت مزدحمة وقد اختلطت مع فرق المؤخرة التي تنشد للنجاة، ووحده الحرفيون يقبع بالمؤخرة حزيناً منفرداً بالقاع.
الاستراحة بين الذهاب والإياب طويلة تستمر لشهر ونصف الشهر وإعادة ترتيب الأوراق أمر ضروري للطامحين باللقب أو للهاربين من المؤخرة.
قصص الدوري هذا الأسبوع متنوعة وإليكم تفاصيلها..

العلة المزمنة
تختصر مباريات الفرسان الثلاثة قصة الكرة السورية والعقم الهجومي الذي تعاني منه كرتنا على صعيد الأندية أو المنتخبات فمباريات نخبة الدوري التي جمعت تشرين مع الاتحاد وجهاً لوجه أو الجيش مع الشرطة والوحدة مع جبلة لم تشهد إلا تسجيل هدفين فقط، والهدفان سجلهما مدافعان!
وإذا بحثنا عن الفرص في هذه المباريات لوجدناها كثيرة، فالاتحاد على سبيل المثال أضاع في شوط المباراة الأول مع تشرين من الفرص ما كان يمكنه أن ينهي المباراة لمصلحته في شوطها الأول.
وإذا استثنينا الواكد هداف مرحلة الذهاب بـ14 هدفاً فإن أفضل مسجل في الدوري له خمسة أهداف ولا ينتمي إلى فرق الجيش والوحدة وتشرين والاتحاد، وهذا يعني أن الفرق الأربعة تفتقر فعلاً إلى من يهز الشباك.
وهذه المشكلة الحقيقية التي أعاقت تشرين عن تصدر الدوري بشكل مريح رغم أن هذا الموسم كانت فرصه كبيرة لتحقيق ذلك لكن مهاجميه فشلوا بالتسجيل بمباريات مهمة كمباراتي الاتحاد والطليعة وفشلوا بتسجيل أكثر من هدف في مباريات الوحدة والوثبة والمجد فخسروا بموجب العقم الهجومي 12 نقطة وهي تشكل ثلث نقاط الذهاب.

منافسان جديدان
مع نهاية مرحلة الذهاب ظهر فريقا الطليعة والاتحاد بثوب المنافسين للفرسان الثلاثة وخصوصاً أن موقعيهما ليسا ببعيدين عن موقع المتصدرين، الطليعة يبتعد مسافة خمس نقاط والاتحاد يبتعد سبع نقاط، وهذا الكم من النقاط ليس بالفارق الكبير الذي يحول دون دخول أبواب المنافسة.
الطليعة رابع الدوري استطاع مدربه البحري تنظيم صفوف الفريق، وتوظيف اللاعبين بالأماكن الصحيحة، لكنه حتى الآن لا يملك شخصية البطل رغم تحقيقه النتائج الجيدة مع الكبار، ففاز على تشرين وتعادل مع الجيش والاتحاد وخسر مع الوحدة، وبالمقابل لم يضع أي نقطة مع فرق الصف الثاني، وهو اليوم مؤهل لدخول عالم المنافسة بقوة إن استثمر النقاط الإيجابية العديدة وفي أهمها أنه سيستقبل الجيش والوحدة والاتحاد في الإياب على أرضه.
فريق الاتحاد يملك شخصية البطل ومؤخراً استعاد شيئاً من قوته وهيبته ويمكن أن يعود إلى ساحة المنافسة إن استطاع القضاء على مشاكله الداخلية والشللية التي أنهكت قواه.
مباريات الاتحاد في الإياب تبدو لمصلحته وخصوصاً أنه سيستقبل على أرضه فرق الصدارة الثلاثة، فهل تبتسم له مباريات الإياب.
المستقيل الـ12
كما توقعنا فإن مدرب الساحل فراس معسعس كان المدرب المستقيل الـ12 من ذهاب الدوري، وقدم استقالته عقب نهاية مباراة فريقه مع المجد التي خسرها 2/3.
فراس قدم لفريق الساحل ما لم يقدمه أي فريق آخر فحقق له عدة انتصارات تاريخية أهمها الفوز على الكرامة وعلى الوحدة بدمشق وفرض التعادل السلبي على الاتحاد بحلب.
وبالمحصلة العامة ودع الفريق كما وعد، فهو في منطقة آمنة بوسط اللائحة وله خمس عشرة نقطة، فوعد المدرب معسعس لم يتعد أكثر من تثبيت أقدام الفريق بالدوري الممتاز في أول موسم له فيه منذ تأسيسه.
ما أعاق فريق الساحل في المباريات الأخيرة عدم وجود الخط الاحتياطي الكافي الموازي للأساسيين وخصوصاً أن الدوري يستهلك الكثير من اللاعبين للإصابات والبطاقات الملونة.
وزاد من هذا الأمر المشاكل المتفاقمة في إدارة النادي، ففضل المعسعس الاستقالة.
استقالة المعسعس قد تكون خيراً للفريق، إن جاء مدرب بديل جيد، وإن طوت الإدارة مشاكلها، ووقتها يمكننا تسمية الاستقالة بالصدمة الإيجابية، وهذا ما ستكشفه لنا مرحلة الإياب.

المتأخرون في خطر
الفرق التي خسرت في مباريات الأسبوع الأخير ازداد موقعها خطراً وخصوصاً أنها لم تجد الآلية المجدية لوقف مسلسل خساراتها وهذا ينطبق على فرق الشرطة والساحل والكرامة وجبلة والحرفيين، أما حطين فقد دخل في المنطقة الدافئة لكن موقعه ما زال حرجاً، والمجد حقق فوزه الثاني لكن هذا لا يكفي فأمامه مشوار صعب وطويل للنجاة من خطر الهبوط.
فرق الحرفيين والكرامة والساحل ستبحث عن مدرب بعد استقالة مدربها الأول، وفريق جبلة يمنح مدربه الجديد الفرص لإثبات جدارته، والكلام نفسه ينسحب على فريق حطين، أما المجد فالمشكلة ليست مع المدرب وهناك توافق تام بين الإدارة والمدرب واللاعبين، والمشكلة تكمن بعدم التوفيق.
فريق الشرطة يجب أن يحذو حذو بقية الفرق، فمدربه الذي يستمر مع الفريق للموسم الثالث قدم ما عنده وأفرغ مخزونه، وبالتالي على الإدارة البحث عن وجه جديد قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم!

التحية والتقدير
في نهاية مرحلة الذهاب لابد من توجيه التحية والتقدير إلى زملائنا الأعزاء في التلفزيون السوري لحرصهم على نقل المباريات بأقصى الطاقات والإمكانيات مع تصوير تقني بإضافة بعض الكاميرات، وتصوير آخر من الأعلى، إضافة إلى إستوديو تحليلي فني وتحكيمي ما زاد في حجم المعرفة والمتابعة والإثارة والتشويق.
والشكر الكبير لجمهور الكرة الذي كان فاكهة الملاعب وقد زين المباريات بحماسه وتشجيعه الساخن الذي ألهب الفرق وزاد من عزيمتها ونخص بالشكر جماهير تشرين والاتحاد والوحدة وحطين وغيرها من الفرق.
واستحق جمهور الساحل الذي كان أكثر الجماهير انضباطاً والتزاماً لقب الجمهور المثالي ونال جائزة اتحاد كرة القدم ومقدارها نصف مليون ليرة سورية.
ولابد من شكر لجنة الحكام العليا التي اجتهدت في تهيئة الحكام ووضع الحكم المناسب للمباراة المناسبة، وهذا لا ينفي وجود العديد من الأخطاء التي نأمل تلافيها في مرحلة الإياب.
وأخيراً التحية والتقدير إلى اتحاد كرة القدم وقد لمس الجميع حرصه على إخراج دوري متميز رغم بعض العقبات والعثرات ومن أهمها صلاحية الملاعب ونأمل أن يجد القائمون على ملاعبنا الحلول المجدية والسريعة لذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن