الأخبار البارزة

«أنتمي» مبادرة سورية بامتياز…حسون: البدء بحركة انتماء جديدة لسورية تبدأ من المدارس

من مزايا الشعب السوري في هذه الأزمة أنه لم يستكن للجراح التي تصيبه لذلك ترى كماً كثيراً من المبادرات والمشاريع الأهلية والحكومية التي تسعى بشكل واضح للتأكيد على قدسية الانتماء لسورية والحفاظ على كل معالمها الحضارية والمجتمعية.
وقد برز الدور الاجتماعي في هذه المبادرات من خلال مشاركة جميع أطياف المجتمع السوري وفئاته في الإصرار على مواجهة هذه الحرب وتداعياتها.
ومن اللافت أيضاً هذا التشارك في الدور بين المؤسسات الحكومية وهيئات المجتمع الأهلي ولعل أحد الأمثلة الحية على ذلك مبادرة «أنتمي»، حيث أطلقت وزارة السياحة مساء أمس الأول مبادرة «أنتمي» لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية وذلك في مبنى الوزارة القديم بدمشق.
وتقوم فكرة المبادرة على استثمار الرموز الوطنية والثقافية والروحية عبر تصميم أيقونات تراثية سياحية بعدة أشكال ذات دلالات تاريخية وتراثية وإنسانية ودينية ذات طابع سوري تطرح في عدة دول بالخارج بالتنسيق مع السفارات والجاليات والمنظمات الصديقة من أجل اقتنائها من المغتربين السوريين وغيرهم ويعود ريعها لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية.
ودعت وزارة السياحة للوقوف بقلب رجل واحد مع المبادرة للحفاظ على الهوية الوطنية في وجه الحملات المعادية التي تتعرض لها سورية وإعادة الحياة إلى مواقع التراث السوري لتؤدي دورها الثقافي والحضاري على خريطة السياحة العالمية من جديد».
وفي كلمة له أشار وزير السياحة المهندس بشر يازجي إلى أن فكرة المبادرة «تحولت إلى مشروع جسدته منحوتة مدونة السلام التي طرحتها الوزارة كنموذج لتمثيل المبادرة» لافتا إلى أن المبادرة تطرح مجموعة من الأيقونات المنتمية للتراث السوري والإنساني برمزيتها كوسيلة وشكل من أشكال المساهمة بدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة السورية بحوامل عدة كإعادة الترميم والبناء لمواقع أثرية وتراثية إلى جانب الترويج والتسويق لما يندرج تحت بند التراث الإنساني السوري.
ودعا سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون للعمل على «البدء بحركة انتماء جديدة لسورية تبدأ من المناهج الدراسية في المرحلة الأولى للحفاظ على سورية وهويتها التي صدرت الحضارة للبشرية جمعاء» محذراً من المخطط الجديد الذي يستهدف السوريين من خلال ترغيبهم بالهجرة غير الشرعية للدول الغربية.
وبيّن سماحة مفتي الجمهورية أهمية إطلاق هذه المبادرة لتكون رسالة حب وسلام لكل العالم، مؤكداً أن سورية من خلال كتابها وشعرائها وفنانيها المبدعين المؤتمنين على ثقافة الإنسان السوري والذين استطاعوا أن يبرزوا للعالم حضارة سورية وعادات الأجداد عبر نقلهم لصفات الكرم والجود بين مختلف أطياف الشعب السوري، وقال سماحة المفتي: إن هذه المبادرة وما تحمله من معان كبيرة تؤكد مكانة سورية مهد الحضارات ومهبط الرسل والأنبياء، فقد أقسم اللـه في القرآن الكريم بالتين والزيتون وهما من أشهر أشجار الشام.
ودعا المفتي حسون جميع الوزارات والجهات ولاسيما وزارة التربية لتنحو هذا النحو في تعزيز الانتماء للوطن، مشيراً إلى الحرب الجديدة والثالثة التي تتعرض لها سورية من خلال تصدير أخبار موت المهاجرين بهدف قهر الشعب السوري إضافة إلى حرب التهجير وحرب تدمير الأرض.
وقال الفنان بديع جحجاح أن المبادرة «دعوة لدعم التراث الإنساني ومقومات السياحة لتشارك الأمل والألم» مؤكداً أن سورية ستنتصر في معركتها ضد الإرهاب بفضل تضحيات بواسل الجيش العربي السوري وبهمة كل المبدعين والمنتمين إلى الوطن في الداخل والخارج.
وطرحت خلال المبادرة لوحة فنية تمثل رقيم أقدم معاهدة سلام في التاريخ من تصميم وتنفيذ الفنان عماد الدين كسحوت وأيقونة تمثل بلدة معلولا التاريخية من تنفيذ الفنان مصطفى علي وأقدم عدد من المغتربين على شراء الأيقونات بمبلغ يفوق 12 مليون ليرة سورية مؤكدين دعم الاقتصاد السوري بشراء الأيقونات بالقطع الأجنبي.
وفي تصريح صحفي أوضحت الأديبة كوليت الخوري أن الشعب السوري «يناضل وينتصر منذ بدء التاريخ لأنه يشعر بالانتماء إلى هذا البلد» مؤكدة أن الانتماء مهم جداً.
واعتبر المخرج نجدت أنزور أن المبادرة مهمة ولاسيما بعد تصاعد عمليات نهب وسرقة وتدمير الآثار السورية وقال «يجب تطبيق شعار «أنتمي» بشكل عملي بدءا من المناهج التعليمية وانتهاء بهذه الفعالية.. ومشاركة جميع أطياف المجتمع مهمة».
وقال الدكتور غالب صالح المهتم بالسياحة: إن السوريين أينما حلوا وطنيون بامتياز يرغبون أن تعود حياتهم طبيعية كما كانت لافتا إلى أن المبادرة إحدى المحطات للسير إلى الأمام وتسليط الضوء على الواقع الثقافي والتراث الإنساني.
بدوره رئيس مجلس الأعمال السوري الإماراتي بمدينة العين عمار قلا المشارك في المبادرة باقتناء أيقونة أكد في بيان أن مشاركته «تعبير حقيقي عن الانتماء للجذور» لافتاً إلى أن هذه المبادرة عمل إنساني و«على كل سوري سواء في الداخل أو الخارج المشاركة بالمبادرة لرفد خزينة الدولة بالقطع الأجنبي من أجل دعم الاقتصاد الوطني والمساهمة في إعادة ترميم التراث الثقافي والإنساني المتضرر في هذه المرحلة».
حضر إطلاق المبادرة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ووزير الثقافة عصام خليل وعدد من رجال الدين والممثل المقيم لمؤسسة الآغا خان في سورية وفعاليات ثقافية وفنية واجتماعية ورجال أعمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن