الخبر الرئيسي

استباقاً لمواجهة تركية مع الانفصاليين الأكراد ولإرباك الحل السياسي … واشنطن تعلن بدء سحب قواتها.. وأرتال أميركية وفرنسية تخرج من رأس العين ومنبج

| دمشق - الوطن – وكالات - الحسكة – دحام السلطان

استباقاً لعملية عسكرية تركية كبرى على الانفصاليين الأكراد في الشمال السوري وبعد اتصال هاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، لم يكشف فحواه، وفي تطور سيحمل تبعات إقليمية ودولية كبرى، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، بعد ظهر أمس، بدء سحب كامل القوات الأميركية من الأراضي السورية، على حين كان ترامب يغرد بأن «قواته كانت في سورية لمحاربة داعش فقط وأن المهمة أنجزت»!
تأتي هذه التطورات «المفاجئة» توازياً مع حشد عسكري غير مسبوق لقوات أردوغان على الحدود الشمالية تمهيداً لغزو مناطق شرق الفرات، ومواجهة القوات الانفصالية الكردية التي أعلنت عبر ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية – قسد» أن الانسحاب الأميركي هو بمثابة «طعنة في الظهر وخيانة لآلاف الشهداء».
الموقف الأميركي جاء عشية انعقاد جلسة لمجلس الأمن يتخللها إحاطة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، حول تشكيل اللجنة الدستورية السورية التي وضعت واشنطن شبه «فيتو» عليها لكونها لا تتلاءم وتطلعاتها، وطالب المبعوث الأممي أن تحظى هذه اللجنة بـ«الشرعية» من قبل الأمم المتحدة وإلا لن يكون عملها مجدياً.
وبحسب أوساط مراقبة فإنه إذا ما أخفق مجلس الأمن بالاتفاق حول «اللجنة الدستورية»، فإن ذلك يعني أن واشنطن ذاهبة نحو مزيد من التعقيد في المشهد السياسي السوري، حيث إنها تدرك أن المواجهة التركية مع الأكراد ستسبب إحراجاً للدول الضامنة لمسار «أستانا»، وخاصة تجاه توغل الجيش التركي وغزو المزيد من الأراضي السورية.
وفي أول رد فعل روسي على الإعلان الأميركي، اعتبرت الخارجية الروسية أن انسحاب القوات الأميركية من سورية سيفتح آفاقاً للتسوية السياسية في هذا البلد، وأعربت الوزارة عن قناعة موسكو بأن القرار الأميركي سيؤثر إيجاباً على تشكيل «اللجنة الدستورية»، وإيجاباً أيضاً على الوضع في منطقة التنف الحدودية بين سورية والأردن.
الإعلان الأميركي وازاه تحركات ميدانية مباشرة على الأرض، حيث أفادت مصادر أهلية في الحسكة لـ«الوطن»، بأن التحرك الأولي للقوات الأميركية والفرنسية تم من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، غرب الحسكة بنحو 70 كم، باتجاه قرية العالية الواقعة على طريق عام الحسكة حلب جنوبي بلدة تل تمر بنحو 20 كم، والتي تبعد عن الحدود السورية التركية بنحو 40 كم.
المصادر كشفت لـ«الوطن» بأن أرتال قوات الاحتلال الأميركي الفرنسي ضمت عربات مدرعة وعربات همر، وتابعت المصادر: إن «القوات الفرنسية انسحبت أيضاً من بعض النقاط في منبج وعين عيسى تمهيداً للانسحاب الكامل أيضاً من سورية»، كما تحدثت المصادر عن «انسحاب عدد من الآليات العسكرية الأميركية من بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي، مع قيام ميليشيات كردية بنقل الأوراق الخاصة بما يعرف بمؤسسات «الإدارة الذاتية» ضمن صناديق خشبية من بلدة تل تمر إلى جهة مجهولة».
على صعيد مواز ذكر مسؤول أميركي مطلع أن الولايات المتحدة بدأت إجلاء جميع موظفي وزارة خارجيتها الموجودين في سورية، مشيراً بحسب «رويترز»، إلى أنه من المتوقع أن تكتمل هذه العملية خلال 24 ساعة، مبيناً في الوقت ذاته أن الأطر الزمنية لسحب كل القوات الأميركية سيكون من 60 إلى 100 يوم.
من جانبه كشف مسؤول أميركي مطلع أن الرئيس دونالد ترامب، اتخذ قرار سحب قواته من سورية نتيجة محادثاته الأخيرة مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، وهو ما أكده مصدر عسكري تركي لوكالة «الأناضول»، قال: إن «الولايات المتحدة الأميركية ستسحب قواتها من المناطق الحدودية التي ستكون مسرحاً للعمليات في المرحلة الحالية، والجيش التركي يخطط لزيادة وجوده العسكري في المناطق التي سينفذ فيها العمليات العسكرية ضد ميليشيات وحدات حماية الشعب وسيقوم بالسيطرة عليها مع (ميليشيات) الجيش الحر وفق الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة».
وكانت «الوطن» كشفت قبل أيام نقلاً عن عضو مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عمر أوسي، بأن تركيا حصلت على ضوء أخضر لاجتياح مناطق شرق الفرات من سيدها الأميركي. وطالب أوسي في حديثه لـ«الوطن»، الفصائل الكردية بأن يساهموا بدخول الدولة السورية بكافة هيئاتها ومؤسساتها السياسية والعسكرية إلى مناطق سيطرتهم، ورفع العلم السوري فوق كل تلك المناطق، وبالتالي رفع الذرائع من يد رأس النظام التركي»، محذراً من أن الأكراد إن لم يفعلوا ذلك خلال الساعات والأيام القليلة القادمة، فمع الأسف سيتكرر سيناريو عفرين مرة ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن