سورية

أكد أن منظمة التحرير كانت تدرك أن سورية تتعرض لمؤامرة كونية…وليد العوض لـ«الوطن»: العدوان على سورية أحد أهدافه تصفية قضية اللاجئين

فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب : 

أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، أن العدوان على الدولة الوطنية في سورية يستهدف بالأساس تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وكان هذا واضحاً من خلال استهداف المخيمات الفلسطينية في سورية الشقيقة والتي كانت تتمتع فيها باحترام ومعاملة لا مثيل لها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت مدركة أن سورية تتعرض لمؤامرة كونية بهدف إسقاطها.
وعلى الصعيد الفلسطيني أشار العوض إلى أن مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل وصلت إلى مراحل متقدمة، وأن ما يعوق الإعلان عن هذا الاتفاق هو تهيئة الرأي العام الفلسطيني لذلك.
«الوطن» حاورت العوض، وطرحت عليه مجموعة من الملفات الساخنة على الساحة الفلسطينية والعربية وفيما يلي نص الحوار:

 هناك تصريحات من قادة حركة حماس أنهم مرة ثانية يعيدون الكرة ويعرضون على الفصائل الفلسطينية تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، هل حدث ذلك بالفعل وما خطورة ذلك على المصالحة الفلسطينية؟
عرضت هذه الفكرة قبل ثلاثة شهور، وقد رفضناها في حينها وحذرنا من مخاطر الانزلاق في اتجاهها، لكن يبدو أن حركة حماس مع اقتراب وصول قطار المفاوضات غير المباشرة إلى محطته النهائية مع الاحتلال بدأت تبحث عن الشكل الذي يمكن أن تخرج فيه هذا الاتفاق، وبالتالي يبدو أنها عرضت كما تحدث المهندس زياد الظاظا القيادي في حماس مع بعض الفصائل في قطاع غزة. بتقديرنا هذا منحى خطير ينقل الانقسام إلى مربع الانفصال ويقطع الطريق على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويضع قطاع غزة على حافة مستقبل مجهول، لذلك نحن ندعو الفصائل الفلسطينية كافة لرفض هذا المنحى وندعو حركة حماس لعدم الالتفاف إلى هذا المربع والفخ الخطر ونؤكد أهمية مواصلة المساعي والجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفي هذا السياق سنعمل نحن في حزب الشعب على أن تكون دورة المجلس الوطني المقبلة في إطارها التنظيمي والقيادي لا تقطع الطريق على المصالحة بل تفتح المسار أمامها مجدداً.

 في ظل الحديث عن هذه المبادرة هل هذا معناه أن حركة حماس طوت صفحة حكومة التوافق وستتجه إلى إدارة الأمور بنفسها إذا فشلت في تشكيل لجنة وطنية؟
عملياً حركة حماس تدير القطاع بنفسها وهي تستفيد من حكومة التوافق الوطني لما تقدمه من بعض الخدمات، لكن حركة حماس هي التي تدير الأمر في قطاع غزة من خلال الوضع القائم، وحكومة التوافق تقدم الأموال والخدمات.. أنا اعتقد أن حركة حماس ستواصل هذه الطريقة ويبدو أن من الاشتراطات التي ستقدمها حركة حماس إذا أبرمت اتفاقاً أو هدنة طويلة الأمد من هذا القبيل إشهار عملية الانقسام والانفصال بشكل كامل.

 تحدثت أن مفاوضات التهدئة وصلت إلى خطوات متقدمة بين حماس وإسرائيل برعاية توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية السابق هل نحن نتحدث عن قرب توقيع الاتفاق؟
ليس نحن الذين نتحدث، قادة حماس هم الذين يتكلمون في هذا الأمر قد صرح خالد مشعل على أنه قد أطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تفاصيل الاتفاق وقيادات حماس صرحوا أن التوقيع قاب قوسين أو أدنى والمعطيات تشير بأن حركة حماس ودولة الاحتلال برعاية تركية وقطرية وضعت النقاط الرئيسية على هذا الاتفاق حتى يجري عن كيفية المخرج المناسب الذي يجعل الاتفاق مقبولاً.

 هل ستتخذ السلطة خطوات ضد قطاع غزة إذا وقعت اتفاق التهدئة مع إسرائيل؟
أعتقد أن السلطة ستواصل مسؤوليتها اتجاه قطاع غزة ولا تتعامل بردود فعل في هذا السياق، أما بما يتعلق بقرار حركة فتح، هي التي تجيب عليه نحن في حزب الشعب الفلسطيني سنواصل رفض هذا المشروع، لا لأنه ضار بالمشروع الوطني الفلسطيني بل لأن قطاع غزة جزء من المشروع الوطني الفلسطيني ونطالب بقيام حكومة التوافق الوطني بدورها واعتبارها الحكومة الواحدة للشعب الفلسطيني.

 قلت: إن الاجتماع المرتقب للمجلس الوطني أواسط الشهر المقبل سيصب على مجموعة من لملفات المصالحة.. ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية وآلية التعامل مع قرارات المجلس المركزي هل ستفعل في الاجتماع المقبل للمجلس الوطني هذه الملفات؟
نعم تلقيت دعوة لحضور عقد المجلس الوطني والآن تجري الاستعدادات لعقد دورة المجلس الوطني، نأمل في أن تكون هذه الدورة جادة ومسؤولة، أولاً: إعادة الهيبة والمكانة لمنظمة التحرير الوطني الفلسطيني كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، وأن تكون هذه الدورة دورة جادة فيما يتعلق بتغيير شامل في مؤسسات منظمة التحرير وأن يتخذ المجلس قرارات لفتح الباب نحو المصالحة وهذا ما سنعمل عليه في حزب الشعب الفلسطيني نحو المشاركة الفاعلة من أجل هذه الخطوة.

 فيما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية.. كذلك تطور العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وسورية كيف ترى الأمور؟
منظمة التحرير أخذت موقفاً واضحاً من الأزمة السورية، دعت إلى معالجة الأزمة السورية بالحوار ورفضت أي تدخل خارجي، ومنظمة التحرير تحافظ على علاقتها مع سورية لأنها تنظر إليها كدولة شقيقة وترك الخيارات للشعب السوري فيما يتعلق بترتيب أوضاعه الداخلية، وفي هذا السياق منظمة التحرير الفلسطينية تتابع أوضاع اللاجئين في سورية ولبنان وخاصة في ظل محاولات الاستهداف الأخيرة، وخاصة استهداف مخيم اليرموك وما جرى في مخيم عين الحلوة.. المنظمة ستعيد تأكيد وجودها باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، سوف تحرص على علاقات ايجابية مع كل الدول العربية وخاصة سورية.

 قلت: إن هناك عملية استهداف للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات، ترحيلهم من سورية وتوطين هؤلاء في الدول الأوروبية وإنهاء ما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين؟
من الواضح أن السيناريو الذي رافق ما يسمى «الربيع العربي» كان يستهدف اللاجئين الفلسطينيين من حيث تهجيرهم وإبعادهم عن الدول التي يقيمون فيها منذ سبعة وستين عاماً هو ما شهدناه في مخيمات سورية وهجر ما يقرب من مئتي ألف فلسطيني، جزء منهم ذهب إلى دول أوروبية وجزء آخر إلى لبنان وما زالت المساعي حثيثة لتدفعهم إلى الهجرة من البلدان التي استضافتهم سبعة وستين عاماً والتضييق عليهم.. وبتقديري هذا يجري في سياق تصفية حق العودة وهذا كان من ضمن ما يسمى اتفاقات الفوضى الخلاقة التي رعتها الولايات المتحدة الأميركية منذ زمن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن