سورية

الخلاف بين أردوغان ونتنياهو يستعر بعد قرار الانسحاب الأميركي

| وكالات

حاول الاحتلال الإسرائيلي التخفيف من وطأة نكسته بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سورية، في وقت تصاعد فيه الخلاف بين النظام التركي وكيان الاحتلال.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن القناة السابعة التابعة للاحتلال الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوضح صباح أمس، خلال جلسة حكومته الأسبوعية أن «قرار الانسحاب الأميركي من سورية لن يغير من سياسة بلاده تجاهها»، وأنه «سيعمل على مواجهة تأسيس قواعد عسكرية إيرانية في سورية» بحسب الوكالة.
وأوضح نتنياهو خلال الجلسة أن التنسيق أو العمل الإسرائيلي الأميركي المشترك لن يتوقف بعد الانسحاب الأميركي من سورية، وإنما هناك عمل استخباراتي ولوجستي لن يتوقف بين الطرفين، وأنه لذلك سيلتقي مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو نهاية الأسبوع الجاري في البرازيل، خلال زيارتهما إلى هناك.
وفي السياق كتب نتنياهو، في تغريدة على «تويتر»: إن «القرار حول إخراج ألفي جندي أميركي من سورية لن يغير سياستنا المتواصلة: سنواصل العمل ضد المحاولة الإيرانية للتموضع عسكرياً في سورية وعند الحاجة سنوسع رقعة عملياتنا هناك».
الجدير بالذكر أن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية تراجعت كثيراً منذ وصول صواريخ «إس 300» الروسية إلى سورية في تشرين أول الماضي. وكان نتنياهو قال الخميس الماضي في مؤتمر صحفي: «ستواصل «إسرائيل» العمل في سورية لمنع إيران من إقامة قواعد عسكرية ضدنا هناك، ولن نخفف من جهودنا بل نزيدها»
من جانبه، اعتبر رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي غادي آيزنكوت، أن قرار سحب القوات الأميركية من سورية «حدث مهم، لكن لا ينبغي المبالغة فيه».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن آيزنكوت خلال مؤتمر «الجيش والمجتمع الإسرائيلي» الذي نظمه مركز «هرتزليا» أمس: منذ سنوات ونحن نتعامل مع هذه الجبهة وحدنا، وقد عمل الجيش (المحتل) الإسرائيلي بشكل مستقل في هذا المجال حتى في السنوات الأخيرة. نحن نعمل لضمان مصالح إسرائيل».
وأقر آيزنكوت، بأن «الوجود الروسي في سورية أوجد وضعا جديداً وأثّر بشكل كبير على الطريقة التي نستخدم بها القوة» في إشارة إلى تراجع اعتداءات كيانه على سورية.
وتابع: أن «العمل ضد رغبة طهران في تطوير قدراتها من إيران عبر العراق إلى سورية ولبنان، كان الجهد الرئيس لجيش الدفاع الإسرائيلي على مدى السنوات الأربع الماضية».
وأضاف: «هذا الخطر مخفي عن أعين المجتمع الإسرائيلي، لقد استثمرنا موارد استخباراتية وجوية هائلة في هذه المعركة. يجري تنفيذ هذا البرنامج كما هو مخطط له، وتمكنا من منع إعادة تسلح أعدائنا، لكن رغبتهم وأهدافهم لم تختف» على حد زعمه.
وفي تركيا، ارتفعت وتيرة التصريحات ضد نتنياهو بعدما هاجم الأخير أردوغان بقوله: إن على أردوغان «أن لا يعظ إسرائيل»، متهماً إياه بأنه «يحتل شمال قبرص» وبأن «جيشه يرتكب المجازر بحق الأطفال والنساء في القرى الكردية داخل وخارج تركيا»، حسب وصفه، في إشارة إلى الاعتداءات التركية على الشمال السوري.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو: إن «نتنياهو قاتل بدم بارد في العصر الحديث، ومسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء من الفلسطينيين»، على حين قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: إن نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن الدعاوى القضائية التي تلاحقه في بلاده من خلال مهاجمة أردوغان.
وأوضح قالن في تغريدة على حسابه في تويتر: أن نتنياهو لن يفلح بأي شكل من الأشكال، في التستّر على سياسات الظلم والاحتلال التي تمارسها إسرائيل».
من جهته، اعتبر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جيليك أن «نتنياهو منزعج كثيراً من التحذيرات التي يطلقها الرئيس أردوغان باسم الإنسانية والمظلومين، وانزعاجه هذا سوف يستمر».
أما أردوغان، فخاطب نتنياهو في خطاب ألقاه أمس في مدينة إسطنبول، وقال: «طرقت الباب الخطأ، أردوغان هو صوت المظلومين أمّا أنت فإنك صوت الظالمين، وتمارس إرهاب الدولة».
وأضاف رئيس النظام التركي: «لا يحق لإسرائيل توجيه الاتهامات لأي طرف قبل أن تُحاسب على خطاياها وجرائمها ضد الإنسانية والمذابح التي ارتكبتها والدمار الذي تسببت فيه».
واستطرد قائلاً: «يتهمنا هذا الذي اسمه بنيامين نتنياهو، باحتلال شمالي جزيرة قبرص، وبقتل النساء والأطفال، وأظن أن اتهاماته لنا عبارة عن خلط في الأوراق، ولعله كان يقصد بلاده وممارسات جنوده ضد الأبرياء في الأراضي الفلسطينية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن