سورية

وسط تساؤلات عن إغلاق دول الخليج أبوابها في وجههم ومطالبات باستقبالهم…اللاجئون أزمة تقلق أوروبا.. والمعادلة الأسترالية للحل تؤكد أن «ضرب داعش يوقف اللجوء»

 وكالات : 

مع تزايد أرقام غرقى المهاجرين السوريين وغيرهم من القاصدين أبواب أوروبا هرباً من ويلات حروب الإرهاب المغذاة خليجياً ودولياً، وأمام تعالي الأصوات في العواصم الأوروبية لإيجاد آلية التعاطي مع أزمة تدفق اللاجئين، برز تحول وتساؤل أطلقه ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن سبب إغلاق دول الخليج أبوابها بوجه اللاجئين السوريين فيما تفتحها فقط لتصدير الإرهابيين لتسعير الحرب عليها، مطالبين صناع القرار في الخليج، السماح باستقبال اللاجئين عبر هاشتاغ «استضافة لاجئي سورية واجب خليجي».
وفي إطار المواقف الأوروبية المطالبة بإيجاد آلية للتعاطي مع أزمة اللاجئين، قال رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو أمس الإثنين: إن رؤساء وزراء دول وسط أوروبا سيجتمعون في نهاية الأسبوع الجمعة أو الأحد لبحث أزمة المهاجرين في القارة، بمشاركة جمهورية التشيك وبولندا والمجر وسلوفاكيا.
كما من المقرر أن يعقد وزراء الداخلية الأوروبيون اجتماعاً طارئاً في منتصف أيلول لبحث كيفية مواجهة أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا، حسبما أعلنت حكومة لوكسمبورغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الأحد.
ويقول الاتحاد الأوروبي: إن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى حدوده خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2015 ارتفع إلى 340 ألف لاجئ مقابل 123500 خلال الفترة ذاتها من عام 2014، حسب وكالة «فرونتيكس» المكلفة الحدود الخارجية لمنطقة «شنغن».
وأمام هذه الأرقام طرحت أستراليا أمس رؤيتها القائمة على دعوة المزيد من الدول الأوروبية إلى المشاركة في الغارات الجوية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق كوسيلة لحل أزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا.
وأوضحت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب في مقابلة مع صحيفة «ذي استريلين»، أن داعش هو الذي يدفع مئات آلاف اللاجئين للتوجه إلى أوروبا ومن الضروري بالتالي أن يتصدى التحالف الدولي لهذا التنظيم الإرهابي.
وقالت الوزيرة: «إن أكثر من 40% من طالبي اللجوء حالياً في أوروبا قادمون من سورية وعلينا أن نكون جبهة موحدة لدحر المنظمات الإرهابية التي تتسبب في نزوح هذا العدد الكبير من الناس».
ويشارك عدد ضئيل من البلدان الأوروبية حالياً وبينها فرنسا وبريطانيا في الغارات الجوية على مواقع يسيطر عليها داعش في سورية والعراق، ضمن تحالف دولي تقوده واشنطن منذ صيف 2014.
وتشارك أستراليا في التحالف بست طائرات قتالية من طراز «إف إيه 18» وطائرتي دعم تتمركز في الإمارات العربية المتحدة.
وشنت كانبيرا غارات في العراق لكنها لم تستهدف حتى الآن مواقع في سورية، مشيرةً إلى مسائل قانونية لكنها تدرس طلباً قدمته الولايات المتحدة هذا الشهر لتوسيع حملتها حتى تشمل سورية. بدورها أمرت السلطات النمساوية بتشديد الرقابة على حدودها الشرقية في محاولة لوقف تدفق اللاجئين ما أدى إلى اختناقات مرورية امتدت 20 كيلومتراً على حدودها مع هنغاريا أمس.
ونقلت وكالة «رويترز» عن وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر قولها لإذاعة «أو أر إف» إنه: «سيتم فرض رقابة لفترة زمنية غير محددة على جميع المعابر الحدودية المهمة في المنطقة الشرقية وسنفحص كل المركبات التي يمكن إخفاء الأشخاص المهربين داخلها».
وسببت عمليات التفتيش اختناقات مرورية على طريق «إم1» السريع في هنغاريا والمؤدي إلى النمسا المجاورة كذلك لكل من سلوفاكيا وسلوفينيا وجمهورية التشيك.
وبحسب الشركة التي تجري عمليات صيانة للطريق المذكور فإن عمليات التفتيش بدأت مطلع الأسبوع.
وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية احتجزت الشرطة 8792 مهاجراً أغلبيتهم دخلوا هنغاريا عن طريق صربيا.
وأعلنت الشرطة النمساوية، أن خبراء الطب الشرعي أجروا تشريحاً لجثث ستة عشر لاجئاً من أصل واحد وسبعين، عثر عليهم في شاحنة تبريد مهجورة، على طريق سريع بالنمسا، وافترضوا أنهم لاقوا حتفهم اختناقاً.
وذكرت الشرطة أن رضيعة وثلاثة أطفال آخرين، كانوا بين القتلى الذين عثر عليهم، في مؤخرة شاحنة، اكتشفت قرب بلدة باردنوف التابعة لولاية بورجنلاند، يوم الخميس الفائت، حيث تركت قبلها بأربع وعشرين ساعة، «ويعتقد أن اللاجئين من سورية وأفغانستان».
وبمقابل هذا المشهد وأمام رحلة الموت التي يضطر المهاجرون إلى خوضها لوصول أوروبا، أطلق، ناشطون سوريون ولبنانيون مساء الأحد «هاشتاغ» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعنوان «استضافة لاجئي سورية واجب خليجي».
ونقل موقع «الدرر الشامية» المعارض أن هذا «الهاشتاغ» يأتي للضغط على دوائر صنع القرار في الدول الخليجية لاستقبال اللاجئين السوريين وفتح الأبواب للجوئهم إليها.
وتفاعل عدد كبير من الخليجيين مع «الهاشتاغ»، وتمنى ناشطون «من دول الخليج فتح الباب للإخوة السوريين واستضافتهم مع تقديم المساعدات لهم، خصوصاً الذين في الأردن ولبنان»، معتبرين «استضافة لاجئي سورية واجباً خليجياً تأخر تنفيذه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن