سورية

بعد «بعل شمين».. داعش يفجر معبد «بعل» في مدينة تدمر…عبد الكريم: لا نستبعد ارتكاب التنظيم فظاعات أكبر في المستقبل

بعد أقل من عشرة أيام على تدميره معبد «بعل شمين» إله السماء التاريخي، أقدم تنظيم داعش الإرهابي على تفجير معبد «بعل» رب الأرباب، في مدينة تدمر التاريخية بمحافظة حمص والذي يعتبر من أهم معابد الشرق الأوسط، الأمر الذي ندد به المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، ولم يستبعد أن يقدم التنظيم على ارتكاب فظاعات أكبر في المستقبل، مناشداً السوريين وكل دول العالم الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري لاستعادة المدينة.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عبد الكريم: «الأحد حصل انفجار داخل معبد «بعل» وحتى الآن لا نعرف حقيقة الانفجار وطبيعته ومكانه بالتفصيل»، لافتاً إلى أن المديرية والسوريين وحتى المجتمع الإنساني الحر المعني بحماية التراث العالمي أصيبوا بـ«الصدمة» جراء هذه الأنباء. وقال: «نحن قلنا مراراً قبل سقوط المدينة وحتى بعيد السقوط أن معركة تدمر هي معركة ثقافية ويجب ألا تسقط تدمر ويجب الوقوف مع الجيش العربي السوري لإنقاذ المدينة». واعتبر عبد الكريم، أنه «عندما سقطت المدينة تحولت إلى رهينة بأيدي داعش وبالتالي من غير المستبعد أن يفعلوا جرائم أكثر فظاعة في المستقبل»، مشيراً إلى أنه لدينا تجارب مريرة معهم. انظر إلى العراق وماذا فعلوا فيه؟ وقبل أسابيع قاموا باغتيال المدير السابق للآثار في تدمر الباحث خالد الأسعد بطريقة وحشية.. وبعد ذلك بأسبوع فجروا معبد بعل شمين».
وأضاف: «المدينة أصبحت رهينة وليس فقط معبد «بل» بل كل الأماكن التاريخية التدمرية وغير التدمرية الواقعة تحت سيطرة هؤلاء، إن كان ذلك لأسباب إيديولوجية أو مافياوية عبر إعطاء رخص للمافيات للتنقيب عن الآثار».
وشدد عبد الكريم على أن هناك «خطورة بحق التراث الوطني السوري ونزيفاً يهدد هذا التراث ليس فقط في سورية وإنما أيضاً في العراق وفي كل مكان تنتشر فيه هذه العصابات».
وناشد عبد الكريم «كل السوريين بعيداً عن أي اختلاف وكل دول العالم بعيداً عن أي اختلافات ما بين الحكومات الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري وإنقاذ المدينة فمعركة تدمر معركة ثقافية وإلا سنكون قد خسرنا أهم مكونات الحضارة الإنسانية».
ومعبد «بعل» هو أهم معابد الشرق الأوسط وتم بناء المعبد في نيسان عام 32م على أنقاض معبد آخر مبني بالطين. واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي. وكُرّس للإله «بعل» البابلي الأكادي الأصل، وهو رب الأرباب، ويرحبول رب الشمس، وعجلبول رب القمر. وكان مقرّاً لمجمع الأرباب التدمريين. وهو أقدم من معبد بعلبك في لبنان بقرن كامل. والمعبد الأول يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وتهدّم المعبد في الحرب بين التدمريين والرومان عام 272م، وفي ثورة التدمريين عام 273م. وفي مطلع العهد البيزنطي انتشرت المسيحية فأصبح الهيكل كنيسة لا تزال آثارها باقية. فعلى الجدار المقابل للمدخل تبدو آثار قوس المذبح. وعلى الجدار الغربي بقايا فريسكو، تمثل الملائكة جبريل وميكائيل والقديس جورج. خلال العهد الإسلامي، أصبح المعبد حصناً، وصارت الكنيسة جامعاً، وذلك في القرن 12م وبقيت كذلك حتى عام 1930. على يسار درج الهيكل Cella توجد بقايا أساسات المذبح وغرفة الاحتفالات، وعلى يمينه البركة المقدسة. في الجهة الجنوبية الغربية من الباحة يوجد ممر خاص لحيوانات الأضاحي.
وفرض تنظيم داعش منذ 20 أيار الماضي سيطرته على مدينة تدمر وأهلها وعزلها عن العالم الخارجي بشكل كامل الأمر الذي يجعل الاتصال إلى داخل المدينة أمراً في غاية الصعوبة حيث تقتصر المعلومات الواردة من الداخل على الأهالي الذين يتمكنون من الفرار من المدينة أو الاتصال بطرق خاصة إلى خارج المدينة.
وارتكب التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية مجازر راح ضحيتها أكثر من 500 شخص من أهالي مدينة تدمر. وفي 24 آب أقدم تنظيم داعش على تفجير معبد بعل شمين في مدينة تدمر الذي يحمل اسم إله السماء ويعتبر أحد أبرز المعابد في المدينة الأثرية، بعد معبد بعل، حسب متحف اللوفر في باريس. ووصفت منظمة التربية والعلم والثقافة «يونسكو» هذا العمل بأنه جريمة حرب استهدفت محو رمز من التراث الثقافي السوري المتنوع. كما قتل التنظيم المتطرف في 19 من آب المدير السابق لآثار تدمر ومثلوا بجسده وعلقوه على أحد الأعمدة داخل المدينة في جريمة استنكرتها العديد من الدول والمنظمات الدولية.
ودمر التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من العراق أيضاً في نيسان الماضي، بالعراق مدينة النمرود الأثرية مستخدماً جرافات ومتفجرات، كما خرب أيضاً مدينة الحضر الرومانية ومتحف الموصل في شمال العراق.
ووفق الأمم المتحدة، فقد تعرض أكثر من 300 موقع أثري سوري للدمار أو النهب خلال النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن