سورية

التقى وفد متابعة مشاورات موسكو لمواجهة الإرهاب والحوار على أساس جنيف…لافروف: مبادرة بوتين تشمل التحرك على مسارين متوازيين …راتني يبحث والجبير الجهود القائمة لحل الأزمة السورية

كشف رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف أن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيل حلف دولي إقليمي يشمل سورية لمواجهة الإرهاب، تشمل التحرك على «مسارين متوازيين»، الأول «تنسيق» الخطوات من أجل مكافحة الإرهاب، والثاني، «إطلاق حوار سياسي على أساس بيان جنيف» وألقى الكرة بشأن الحوار في ملعب المعارضة السورية المدعية إلى «توحيد مواقفها على قاعدة إجراء حوار مع الحكومة» السورية.
تصريحات لافروف جاءت خلال لقائه مع أعضاء لجنة متابعة لقاءات موسكو التشاورية، والذي عقد في سياق جهود روسيا الرامية إلى تسريع إطلاق العملية السياسية السورية السورية للتسوية على أساس بيان جنيف 2012.
وبينما أكد الكرملين أن بوتين ناقش مع الزعماء العرب الذي زاروا موسكو مؤخراً الوضع في سورية «بالتفصيل»، أكد الملك الأردني عبد اللـه الثاني أنه لمس تعاوناً روسياً كبيراً لإيجاد حل سياسي في سورية، وتحدث عن التوصل إلى الحل بأسرع وقت، لكنه اعتبر أن الأمور على الأرض بحاجة إلى المزيد من الوقت.
وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسية خلال لقائه أعضاء لجنة متابعة مشاورات موسكو، أن توحيد صفوف أطياف واسعة من المعارضة السورية على أساس قاعدة بناءة لإجراء حوار مع الحكومة حول جميع القضايا الرئيسية «تعد من أهم مقدمات حل الأزمة». وجدد دعم بلاده للمعارضين السوريين المتمسكين بـ«إطلاق حوار سياسي، من أجل حل جميع القضايا السياسية على أساس توافق شامل بين المعارضة والحكومة».
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الرئيس بوتين قدم من أجل ذلك «مبادرة خاصة بضرورة التحرك إلى الأمام على مسارين متوازيين، هما تكثيف الخطوات المنسقة بشكل حاد من أجل مكافحة المخاطر الإرهابية، وإطلاق حوار سياسي على أساس بيان جنيف».
وشدد على دعم روسيا «بثبات لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، وإيمانها بقدرة السوريين على تقرير مصيرهم بأنفسهم، وحل القضايا الصعبة التي تواجهها البلاد»، لافتاً إلى أن هذا المبدأ تم تضمنيه في ورقة المبادئ العشر التي اتفق عليها المشاركون في لقاء موسكو التشاوري الثاني، الذي عقد في نيسان الماضي، حيث أكد المشاركون تمسكهم بتكثيف جهود مكافحة الإرهاب من أجل إبعاد خطر التطرف العدواني عن سورية.
من جهته، أشار أحد أعضاء لجنة المتابعة المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم، إلى «عمل في العمق» تبذله روسيا لحل الأزمة في سورية، وقدم الشكر لوزارة الخارجية الروسية على الجهود التي يبذلها الجانب الروسي من أجل دفع العملية السياسية في سورية إلى الأمام، مؤكداً على سعي المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر «جنيف 3»، وأعرب عن تقديره للرئيس بوتين فيما يخص مبادرته المتعلقة بتشكيل جبهة إقليمية لمواجهة الإرهاب.
وفي تصريحات تلفزيونية لفت عبد العظيم إلى أن روسيا حريصة على حل الأزمة السورية عبر بيان جنيف، وعقد جنيف 3 لوضع تفسير واضح ومحدد للبيان الذي صدر في حزيران 2012.
وأشار إلى أن رئيس الدبلوماسية الروسية أبلغهم بأن بلاده أجرت اتصالات مع المعارضة سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين، وحتى مع من يخالفها الرأي، مشيراً إلى أن الروس حريصون على توحيد المعارضة تمهيداً لتشكيل وفد وازن ومعقول لمفاوضة الوفد الحكومي وفقاً لبيان جنيف.
واعتبر أن التحرك الروسي الأميركي بلغ مداه، مؤكداً أن «فرصة الحل السياسي أكبر وأشمل» مما كان في السابق.
وخلال الشهر الماضي، أجرت الخارجية الروسية مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف السورية واللاعبين الدوليين. واستقبلت موسكو منذ مطلع شهر آب عدة وفود للمعارضة السورية، أبرزها وفدا الائتلاف المعارض برئاسة خالد خوجة، ولجنة المتابعة لمؤتمر «القاهرة 2» برئاسة هيثم مناع. وبالإضافة إلى موضوع العملية السياسية في سورية، تعمل موسكو على دفع مبادرتها الخاصة بتشكيل تحالف واسع ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، قدماً.
وفي هذا السياق، تقيم موسكو اتصالات بأطراف دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة والسعودية، لتنسيق الجهود على مساري التسوية السياسية ومكافحة الإرهاب في سورية.
وفي مدينة جدة السعودية، ناقش وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية مايكل راتني مستجدات الأزمة السورية والجهود الدولية القائمة لحلها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس».
وتأتي زيارة المبعوث الأميركي لجدة، قبيل أيام قليلة من سفر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة في أول زيارة يقوم بها لواشنطن بعد توليه منصبه.
وكان البيت الأبيض أكد أن الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي إلى واشنطن ستتركز على الجهود المشتركة للبلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتطورات النزاعين في اليمن وسورية.
وزار راتني موسكو قبل جدة، حيث التقى مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا مخائيل بوغدانوف.
والأسبوع الماضي، كانت الأزمة السورية في صلب اللقاءات التي عقدها بوتين مع الزعيمين المصري عبد الفتاح السيسي والأردني وولي عهد أبو ظبي الذين زاروا العاصمة الروسية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أمس، إن الرئيس بوتين ناقش مع عبد اللـه الثاني وابن زايد الشأن السوري بالتفصيل، مشيراً إلى أن هذين اللقاءين شهدا «تبادلاً مفصلاً للآراء في الشأن السوري». علماً أن الكرملين لم يصدر أي بيان عقب المباحثات مع هذين المسؤولين.
ومن عمان، أشار عبد اللـه الثاني إلى أنه «لمس خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا تعاوناً كبيراً، وبالذات من الروس، لإيجاد حل سياسي في سورية»، وأضاف قائلاً بنبرة تفاؤلية: «بغض النظر عن التطورات السياسية، فإن الأمور على الأرض بحاجة إلى المزيد من الوقت.. وإن شاء اللـه يتم التوصل إلى حل للأزمة (السورية) بأقصى سرعة».
وفي ما بدا أنه رد على تسريبات تحدثت عن غضب سعودي من المواقف الأردنية والمصرية التي تم التعبير عنها حيال سورية في موسكو، قال عبد اللـه الثاني إن «علاقاتنا مع الدول العربية قوية جداً، وهناك تنسيق قوي مع أشقائنا العرب بالنسبة للوضع في سورية».
في الغضون، بدأت سفينة إنقاذ تابعة للأسطول الحربي الروسي في البحر الأسود مهمتها في البحر الأبيض المتوسط الذي وصلته قادمةً من البحر الأسود، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» عن المتحدث باسم اسطول البحر الأسود العقيد فياتشيسلاف تروخاتشوف.
(سانا – روسيا اليوم – أ. ف. ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن