سورية

تسارع التطورات في الشمال… ومقترح روسي للأكراد لدرء العدوان التركي المرتقب … أنباء عن دخول الجيش إلى «العريمة» بريف منبج بالتنسيق مع «الوحدات»

| حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق – الوطن - وكالات

مع تسارع التطورات في شمال البلاد عقب الإعلان الأميركي عن الانسحاب من المنطقة، دخلت وحدة من الجيش العربي السوري إلى بلدة العريمة في ريف منبج الغربي التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية.
جاء ذلك وسط أنباء عن تقديم روسيا مقترحاً للكرد بشأن نشر قوات تابعة للجيش على الحدود التركية للحؤول دون قيام نظام أردوغان بعدوان على المنطقة.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش السوري دخلت مواقع في بلدة العريمة في ريف منيج الغربي، وأكد عودة مركز التنسيق الروسي إلى البلدة.
بموازاة ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصادر مطلعة، أن رتلاً عسكرياً تابعاً للجيش السوري، دخل أمس إلى منطقة منبج، بالتنسيق مع «الوحدات»، وهو مكون من 40 سيارة دفع رباعي محملة بالجنود، ودبابتين، وعربات مصفحة، وشاحنات تحمل معدات.
وذكرت المصادر، أن الجيش دخل العريمة بالريف الغربي لمدينة منبج، بعد اجتماع قصير مع قيادات «الوحدات»، مشيرةً إلى أن الأخيرة سلّمت البلدة للجيش العربي السوري.
وتقع بلدة العريمة على خط الجبهة بين مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا وريف منبج الغربي. وتشهد مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي حالة من الترقب والتوتر بعد إعلان واشنطن نيتها سحب قواتها من سورية، وتهديدات نظام أردوغان المتواصلة بشن عدوان جديد على منطقة شرق الفرات، حيث يواصل إرسال الأرتال العسكرية إلى الحدود الجنوبية بولاية كليس التركية المحاذية للمناطق السورية.
وترافقت التصريحات السابقة مع تأكيد المتحدثة باسم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، جيهان أحمد، بأن «قسد» لا تعارض رفع علم الجمهورية العربية السورية على المؤسسات الحكومية في منبج، وأنها لا تسعى للانفصال عن سورية، بل تريد فقط الاتفاق على «الإدارة الذاتية».
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم «حركة المجتمع الديمقراطي»، أبرز مؤسسي ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، شفان خابوري، وفق وكالات معارضة: إن المفاوضات بشأن نشر قوات تابعة للجيش السوري على الحدود التركية تأتي لقطع الحجة أمام أنقرة في شن هجومها المحتمل على المنطقة.
وأوضح، أنهم يتفاوضون مع روسيا حول عرض قدمته لـ«الإدارة الذاتية» بنشر قوات «حرس حدود» تابعة للجيش على الشريط الحدودي مع تركيا في مناطق «الإدارة الذاتية» شمال شرق البلاد.
وأشار خابوري إلى أن نتائج المفاوضات لم تتضح بعد، وأن لا مشكلة لديهم مع «النظام» سوى في «إيجاد دستور ديمقراطي يحفظ حقوق جميع المكونات السورية»، في حين أفاد موقع «باسنيوز» الكردي، أن المقترح يتضمن أيضاً أن تتشارك الوحدات الكردية مع الجيش في إدارة المناطق ذات الأغلبية الكردية.
يأتي ذلك بعد أن زار وفد من «قسد» في الأيام القليلة الماضية باريس وعقد اجتماعاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث قال المسؤول الكردي، رياض درار، الذي شارك في الاجتماع: «فرنسا لا تستطيع فعل شيء في سورية»، حيث طلب الوفد خلال الاجتماع من فرنسا تأمين غطاء جوي لهم وحمايتهم من العملية العسكرية التركية.
من جهة ثانية، واصلت «قسد» عمليتها ضد داعش في جيبه الأخير، شرق الفرات، وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أنها تمكنت من السيطرة على قريتي أبو الحسن والبوخاطر، شرق مدينة هجين، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور في الجزء المتبقي من جيب التنظيم.
وذكرت المصادر، أنه خرج أكثر من 5500 شخص من جيب التنظيم، منذ القرار الأميركي بالانسحاب من سورية، من جنسيات مختلفة، وأكدت أن «قسد» تمكنت من اعتقال 262 داعشياً، تسللوا ضمن النازحين والفارين من مناطق سيطرة التنظيم.
وبحسب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن استهدف جسر حلبية وزلبية، الرابط بين ضفتي الفرات عند منطقة الكبر في ريف دير الزور الغربي خلال ترميم الجيش السوري له.
وبالانتقال إلى محيط محافظة إدلب، فقد بيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن مجموعات إرهابية تستقر في المنطقة «المنزوعة السلاح»، أطلقت صباح أمس العديد من القذائف الصاروخية باتجاه نقاط الجيش المتمركزة في محيط المنطقة المذكورة بقطاعي ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي الجنوبي الشرقي، فسقطت بعيدة عنها ولم تحقق أي إصابات فيها.
وأوضح المصدر، أن الجيش ردَّ على هذه الاعتداءات بالمثل، واستهدف بدباباته مواقع الإرهابيين في لطمين وأطراف اللطامنة وعطشان ومورك في ريف حماة الشمالي وعلى محور السرمانية شمال غرب حماة، محققاً فيها إصابات مباشرة كانت نتيجتها تدمير العديد منها على رؤوس الإرهابيين.
وذكر المصدر، أن الجيش دك برمايات مركزة وكثيفة من مدفعيته الثقيلة، تجمعات لـتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات المتحالفة معه في سكيك وتل سكيك والتمانعة والخوين بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وهو ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة، وتدمير عربات مزودة برشاشات.
وكشف المصدر، أن الهدوء الحذر ساد المنطقة «المنزوعة السلاح» بعد تلقي «النصرة» وميليشياتها ضربات موجعة، ولكنها انتهكته وخرقت «اتفاق إدلب»، فكان لابد للجيش من التصدي لاعتداءاتها وحشرها في مناطق سيطرتها كي لا تتمادى، وذلك بالتعامل معها بالأسلحة المناسبة ووضع حدٍّ لغطرستها وتكبيدها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن