ثقافة وفن

مكرماً في «يا مال الشام» … عباس النوري لـ«الوطن»: أنحني لغضب الناس وأعتب على ثقافة (الفيسبوك) التي تنتشر كالجحيم

| سارة سلامة

تحت عنوان «رفع القبعة احتراماً لغضب الناس»، كان لقاء الفنان عباس النوري مع ملتقى «يا مال الشام»، في صالة «مصطفى علي» في دمشق القديمة، ليكون التكريم واجباً وتكريساً لمسيرة عطاء زاخرة تمتد إلى أكثر من 40 عاماً، يشهد عليها تاريخ الدراما السورية من «هجرة القلوب إلى القلوب، وأبو كامل، والدغري، وأيام شامية، والخشخاش»، وغيرها الكثير من الأعمال التي جعلت منه أبرز نجوم الدراما السورية والعربية، وبحضور عدد من الشعراء والمخرجين والإعلاميين عقد الملتقى جلسته الأسبوعية لتكون البداية مع الشاعر فارس دعدوش بأبيات شعرية موشحة بألوان حرب وحب وقصائد خاصة بأعياد الميلاد، وأبيات للشاعر محمد سعيد العتيق احتوت على نفس وروح جديدة، كما أمتع الجلسة صوت الشاب الواعد محمد عيسى.

احتراماً لغضب الناس

وفي حديث خاص لـ«الوطن» قال الفنان عباس النوري: «أنحني لغضب الناس وأعتب على ثقافة (الفيسبوك) التي تنتشر كالجحيم في تفاصيل مجتمعنا السوري المتنوع وتزداد فعالية حضورها بعيداً عن الكتاب والقراءة، وهي لا تتيح وقتاً إلا للانفعال وحده، ونحن لانقرأ في (الفيسبوك) السوري إلا كلام المناسبة أو التعليقات العابرة على شأن عام أو المديح أو الشتائم هنا وهناك وكيفما اتفق».
وتابع النوري قائلاً: «لا أريد التفكير بنظرية المؤامرة لأقول إننا نسهم في اختراقنا واختراق خصوصياتنا وقضايانا ونشر غسيلنا من دون أدنى قوة وتوحد وقبول للاختلاف، لكن ذلك يحصل بالتأكيد وقلة قليلة فقط من تعرف لمن تقرأ أو مع من تتحدث في المواقع الإلكترونية والصفحات المفبركة بأسماء لا أشك بكونها إسرائيلية وإن كانت بأسماء عربية».
وجاء على ذكر سوء الفهم الذي أوقعته به ثقافة (الفيسبوك) عندما نتحدث عن التاريخ العربي كمكون أساسي لواقعنا الحالي وحتى لشخصياتنا الوطنية، واستطرد في الحديث عن الشخصية السورية لكونها فريدة في انتمائها ولها خصوصية الولادة في رحم الثقافة معتبراً أن: «الثقافة شأن لازم في شخصيتنا شئنا أم أبينا وهذا يحتم علينا الجرأة في ضرورة إنشاء حوار مجتمعي سوري سوري يضم كل مكونات هذا المجتمع الفريد في محيطه».
وأجرى النوري حواراً صريحاً وعميقاً وسريعاً مع الحضور الذي تنوع في أفكاره كما في طروحاته عليه، ثم ختم بإهداء درع التكريم الذي حصل عليه لكل الغاضبين الذين هاجموه، معتبراً أنهم أصحاب الفضل الأول والدائم على كل فنان: «لن أدير وجهي أبداً عن غضب الناس، بل سأنحني دائماً فبهم وحدهم سأرفع رأسي دائماً».

حصان الدراما العنيد

وفي مداخلة قدّم الإعلامي ملهم الصالح شهادة بحق عباس النوري قائلاً: «إننا اليوم في حي القيميرية هذا المكان الذي ولد فيه عباس النوري لأسرة محافظة، وبدأ يلاحظ منذ طفولته اهتمامه بالكتاب، وكان له قراءات بالسينما والمسرح وهو ما جعله ينضم إلى نادي الحيّ الثقافي ليتابع هذا الشغف وهذه الموهبة، ولاحقاً شكل مع بعض أعضاء هذا النادي فرقة مسرحية باسم (مسرح الضو) وقدموا مجموعة من الأعمال المسرحية، وبعد حيازته الثانوية العامة انتسب إلى جامعة دمشق ودرس في كلية التاريخ».
ونوه الصالح بأن: «عباس النوري عندما يتصدى إلى أي موضوع تاريخي فلديه المرجعية الأكاديمية التي تؤهله ليتناول هذا الموضوع، معتبراً أن «عام 1976 يشكل ولادته الفنية، حيث قدم مسرحية (رسول من قرية تميرة) مع الراحل الكبير فواز الساجر، وبعد هذا العمل انكفأ في تجربته المسرحية، ليسرقه التلفزيون عن طريق المخرج سليم صبري الذي دعاه للمشاركة في سهرة تلفزيونية بعنوان (سمر) في آخر السبعينيات، وفي الوقت نفسه تقريباً التقطه بعض مخرجي السينما فقدم أول فيلم سينمائي بعنوان (عشاق الطريف)».
وأضاف الصالح إن: «النوري قدم أعمالاً درامية في عقد الثمانينيات ومن ثم تابع ذلك في عقد التسعينيات هذا العقد الذي رسّخ النوري نجماً عربياً، وتجربته امتدت في الألفية الثانية واليوم هو نجم عربي من نجوم الصف الأول، وساهم في أهم أعمال البيئة الشامية، لذلك نرى أنه من الموجع أن يمرّ موسم الدراما لعام 2018 من دون أي مشاركة له في الأعمال المقدمة وخاصة أنه فنان تمتد تجربته إلى 42 عاماً وقدم خلالها ما يقرب 100 عمل درامي سوري، ما زلنا نرى فيه حصان الدراما العنيد الذي يراهن عليه في أن يقدم الكثير».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن