سورية

حذرت من أن الإرهاب سيبقى في المنطقة ما لم تتوافر إرادة جماعية لاجتثاثه…طهران: ما يجري في سورية حرب عالمية صغيرة

اعتبرت إيران أن ما يجري في سورية «حرب عالمية صغيرة انتهكت فيها جميع الأعراف الدولية»، ونددت بمحاولات من يفتقر للديمقراطية التدخل في الشؤون السورية، منبهةً إلى أن الإرهاب سيبقى في المنطقة ما لم تتوافر إرادة جماعية لاجتثاثه، وكررت تحذيرها لمن يدعمون الإرهاب ويشعلون الفتن بأنهم سيحترقون بها عاجلاً أم آجلاً، مؤكدةً وقوفها إلى جانب المظلومين الذين يكافحون الإرهاب في سورية والعراق وفى كل مكان.
وندد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سورية والعراق والمنطقة، وعقد مقارنة بين إسرائيل، التي أنشئت على أساس الإرهاب والقتل، وممارسات التنظيمات المتطرفة مثل داعش و«جبهة النصرة»، مشدداً على ضرورة التصدي لها.
وخلال كلمة له بافتتاح «المؤتمر الدولي الثاني لـ17 ألفاً من شهداء الاغتيالات»، حذر روحاني من أن الإرهاب سيبقى في المنطقة إن لم تكن هناك إرادة جماعية لاجتثاثه وما دامت هناك معايير مزدوجة تصنف الإرهاب بين جيد وسيئ، موضحاً أن هناك دولاً غربية تدعي محاربة الإرهاب لكنها تؤوي تنظيمات إرهابية على أراضيها، في إشارة إلى فرنسا التي تستضيف منظمة «مجاهدي خلق».
ويحيى الإيرانيون ذكرى اغتيال رئيسهم الأسبق محمد على رجائي ورئيس وزرائه آنذاك محمد جواد باهنر خلال عملية تفجير نفذتها جماعة «مجاهدي خلق» الإرهابية في 30 آب عام 1981، كيوم وطني لمكافحة الإرهاب، الذي حصد نحو 17 ألف إيراني خلال خمسة وثلاثين عاماً في عمليات اغتيال متفرقة.
وانتقد روحاني أميركا لدعمها الإرهاب، لافتاً إلى أن «الإرهاب لا يعترف بالوسطية ولا بالحوار ولا السلام»، وأكد أن «أي بلد يدعم الإرهاب سيكون فريسة له». وتساءل قائلاً: «كيف يمكن لجهات تقوم هي نفسها بدعم الإرهاب وتدعي مكافحته؟ وكيف تسكت بعض الدول على المجموعات الإرهابية في المنطقة؟»، ونبه إلى أن «الذين يشعلون الفتن سيحترقون بها عاجلاً أم أجلاً».
وأشار إلى أن إيران أصبحت بعد انتصار ثورتها الإسلامية إحدى ضحايا تدخل القوى الغربية وأن «ممارسات تنظيم داعش الإرهابي ربما تكون جديدة على العالم، لكن إيران عانت منها منذ انتصار ثورتها الإسلامية.. والإرهابيون مارسوا كل الأعمال الوحشية فيها»، وأكد أن إيران تقف إلى جانب المظلومين والذين يكافحون الإرهاب في سورية والعراق وفي كل مكان.
وختم الرئيس الإيراني كلمته، بالقول: إن «التعصب والتشدد والاستبداد كلها من جذور الإرهاب التي ينبغي اجتثاثها».
من جانبه أكد السفير السوري في طهران عدنان محمود في تصريحات له خلال المؤتمر أن الإرهاب التكفيري هو التحدي الرئيسي الذي يواجه دول المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن ما حذرت منه سورية منذ أكثر من أربع سنوات حول خطر تمدد الإرهاب أصبح واقعاً على الأرض، الأمر الذي يتطلب الضغط بكل الوسائل على الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية لوقف تمويلها وتسليحها لها.
وحمَّل محمود بعض الدول الإقليمية والغرب والولايات المتحدة مسؤولية جرائم القتل التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق الشعب السوري وتدمير بنيته الاقتصادية والثقافية والحضارية نتيجة استمرارها في توفير الغطاء للمجموعات الإرهابية وتصنيف بعضها على أنها «معارضة معتدلة» وتدريبها ودعمها لوجستياً وعسكرياً، مشيراً إلى أن هذه الدول مارست كل أشكال التضليل وقلب الحقائق لما يجري في سورية من أعمال إرهابية.
ودعا محمود النخب السياسية والأكاديمية المتخصصة في مكافحة الإرهاب والمشاركة في المؤتمر من مختلف دول العالم إلى التحرك الملموس عبر المؤسسات العلمية والمجتمعية لكشف مخاطر استمرار السياسات الغربية والإقليمية المتماهية مع الإرهاب على أمن العالم واستقراره، مؤكداً عزم الشعب والحكومة السورية على الاستمرار في مواجهة الإرهاب والتعاون مع أي جهود مخلصة وصادقة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
حضر المؤتمر عدد من الأكاديميين والباحثين والسياسيين من مختلف أنحاء العالم ومسؤولون إيرانيون وعدد من السفراء المعتمدين في طهران.
في سياق متصل، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن بلاده تدعم سورية حكومةً وشعباً، وتعتبر الدعم الذي قدمته للبنان «واجباً عليها»، وأدان محاولات بعض الدول التي تفتقر للديمقراطية التدخل في الشؤون الداخلية للبنان وسورية.
وخلال لقائه عدداً من المفكرين وممثلي الأحزاب اللبنانية، أشار ولايتي إلى أن أعداء المسلمين يحاولون وضع عراقيل أمام استقلال بعض الدول عبر التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، والذي شكل في الواقع «حرباً عالميةً صغيرةً انتهكت فيها جميع الأعراف الدولية، وجرى إيفاد المسلحين والإرهابيين من ثمانين دولة إلى هذا البلد وصولاً إلى تحقيق مآربهم».
وأضاف ولايتي: «يطمحون إلى الإطاحة بالحكومة السورية وإيجاد حكومة جديدة، ولكن في غضون العامين الأخيرين تم إجراء انتخابات واختار الشعب الرئيس بشار الأسد ونحن واثقون من أنه إذا جرت الانتخابات من جديد فإن الشعب سيختار الرئيس الأسد من جديد»، وأشار إلى أن رفض الرئيس الأسد تلبية مطالب الدول الغربية وبعض الدول الرجعية في المنطقة ودفاعه عن مصالح شعبه وبلاده، جعل الغرب يرفض بقاءه، مؤكداً أن الرئيس الأسد «لو تصرف بشكل آخر لنال دعمهم (الدول الغربية)».
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن