رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … المجموعة الثالثة.. عملاقان وضيفان خفيفان

| خالد عرنوس

أيام قليلة وينطلق العرس الآسيوي بنسخته السابعة عشرة حيث تستضيف الإمارات بطولة القارة الصفراء بحضور 24 منتخباً يأمل كل منها بتسجيل مجده الخاص وبالطبع فإن التتويج بالكأس الجديدة سيكون حلم الجميع.

الصين التنين الأحمر واللعب بين الكبار
تقول بعض المراجع التاريخية: إن الصين أول من مارس كرة القدم، وفعلياً ظهرت الكرة الصينية في عام 1913، لكنها بقيت في ظل الهواية ورهينة الأوضاع السياسية، فكان الانسحاب من المنافسات الخارجية لعقدين مؤثراً، وكانت العودة دون الطموح، وخاصة على مستوى التتويج بالألقاب القارية وبلوغ المونديال، فبقي منتخب التنين الذي يمثل بلد مليار النسمة خلف النخبة، حتى إنه أخفق ببلوغ النهائيات العالمية باستثناء مرة يتيمة، وعلى الصعيد القاري نجح بخوض نهائيين وخسرهما أمام زعيمي البطولة، وهاهو المارد الأحمر يستعد لخط طريق جديدة نحو القمة، مستفيداً من انفتاح البلاد على الاحتراف، واستقطاب أسماء كبيرة من النخبة العالمية لاعبين ومدربين.

عودة محمودة
الغياب لعقدين بين 1950 و1974 أدى إلى تراجع الكرة في بلد مليار النسمة، فكان لا بد من إعادة التأسيس وخاصة في ظل اهتمام الدولة بالرياضة الشعبية ورفض الاحتراف حتى وقت متأخر، وبدأ التنين بالتمدد خارجياً من خلال البطولات القارية والتصفيات العالمية، ورغم تطور الكرة الصينية كثيراً فإن التنين أخفق بولوج المونديال ماعدا مرة واحدة، مستغلاً غياب كوريا واليابان، إلا أنه أصبح صاحب صولات في كأس آسيا، على الرغم من إخفاقه في اعتلاء منصة التتويج، ذلك أنه اكتفى ببلوغ النهائي مرتين خسرهما بالتثبيت أمام السعودية واليابان.
ففي مشاركته الأولى 1976 حل رابعاً ثم بلغ نهائي 1984، وهو الأمر الذي تكرر مرة أخرى بعد عشرين عاماً، وخلالها باءت كل المحاولات للتتويج بالفشل، ما شكل غصة كبيرة لدى البلد الذي نافس أهل القمة في الألعاب الأولمبية المتنوعة.

عملاق بلباس الصغار
منذ خسارة نهائي آسيا 2004 انحدر مستوى التنين كثيراً، ففشل بتجاوز ربع النهائي في النسختين الأخيرتين، على الرغم من الطفرة المالية التي شهدتها الكرة المحلية عقب دخول شركات عملاقة على خط الأندية البارزة، ما أدى إلى جذب عدد من النجوم العالميين على غرار اليابان مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وبالفعل ازدهرت أحوال بعض الأندية مثلما حدث مع غوانشو إيفر غراندي الذي توج بطلاً لدوري أبطال آسيا مرتين في غضون ثلاثة أعوام، إلا أن الأمر لم ينطبق على المنتخب الوطني الذي بقي ضمن الصف الثاني إن لم نقل الثالث بعض الأحيان.
دخل التنين التصفيات المزدوجة لمونديال 2018 وآسيا 2019 بآمال عريضة وطموحات متجددة، ونجح بالفعل بقطع بطاقة الإمارات منذ الدور الثاني، وإن اكتنفها بعض الصعوبة، فلم يضمن العبور من المركز الثاني للمجموعة الثالثة إلا مع الجولتين الأخيرتين، وفي التصفيات المكملة إلى المونديال لم يبدِ الفريق شخصية القادر على المنافسة على العودة إلى العرس العالمي.

لغة الكالشيو
عقب السقوط من ربع نهائي كأس آسيا 2015 أقيل المدرب الفرنسي آلان بيران ليخلفه مدرب محلي وفي المنعرج الأخير من التصفيات جاء الإيطالي الخبير مارشيللو ليبي بطل مونديال 2006 وصانع أمجاد غوانشو الآسيوية، على أمل النهوض بالتنين قارياً وعالمياً، ورغم الصبغة الدفاعية التي ظهرت على طريقة اللعب التي لم تنفع حتى الآن، بدليل ما حدث بالتصفيات المونديالية، إلا أن الآمال مازالت معقودة على محنك الكالشيو في العرس الآسيوي من أجل المنافسة على اللقب.
شلة من المخضرمين ستكون في مقدمة المشاركين في الإمارات، وعلى رأسهم زهانغ زهي ابن الـ38 و102 مباراة و15 هدفاً، وزهاو شوري إضافة إلى وو شي وغاو لين (102 مباراة، 20 هدفاً)، ويو داباو (56 مباراة، 11 هدفاً)، ويعد وي شيهاو رمزاً للجيل الجديد، وهو أحد نجوم كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية.

الفلبين أول مرة بالأميركي وبين العائدين
يعد منتخب الفلبين لكرة القدم من أقدم المنتخبات الآسيوية، فقد سجل حضوره الأول قبل الحرب العالمية الأولى، ولعب مباراته الأولى أمام الجار العملاق الصيني في مانيلا عام 1913، إلا أن الكرة الفلبينية التي داومت على المشاركة في بطولات شرق القارة إبان تلك الحرب وبعدها، ثم شاركت في بطولات إقليمية خاصة بتلك المنطقة الجغرافية بقيت ضمن المنتخبات الضعيفة، حتى أنها فشلت ببلوغ مراحل متقدمة من التصفيات المونديالية، ولم تصل إلى النهائيات الآسيوية.
لكنها بفضل توليفة من اللاعبين الذين تلقوا أبجديات اللعبة في أندية أوروبية كبيرة ومدرب أميركي (من أصل ألماني) استطاعت بلوغ كأس آسيا في نسختها القادمة، على أمل أن تكون محطة للانطلاق نحو الصفوف الأولى في القارة.
عراقة دون تاريخ
بشكل مبكر عرفت الفلبين لعبة كرة القدم، حتى إن الاتحاد الكرة فيها تأسس عام 1907، وبالعدوى من الدول المجاورة أنشأت منتخباً وطنياً مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، وشارك في دورة ألعاب الشرق الأقصى منذ عام 1913، لكنه بقي في الظل دائماً، فعلى عكس دول تلك المنطقة بقي الاهتمام بكرة القدم في الدرجة الثانية لدى الشعب الفلبيني بوجود لعبة كرة السلة التي سجل فيها منتخب الفلبين نتائج باهرة على صعيد القارة الصفراء، ومثلها أكثر من مرة بالمونديال، ولذلك لم تحقق الفلبين أي تقدم يذكر على مستوى كرة القدم، وعلى كل الصعد، ومن ثم عندما يشارك كلاب الشوارع أو الكلاب الضالة (لقب منتخب الفلبين) في أي مناسبة فذلك من باب المشاركة لا أكثر ولا أقل.

تاريخ وحاضر
كانت الفلبين إحــدى الدول المؤسسة للاتحاد القاري، ولذلك شارك منتخبها من النسخة الأولى، لكنه خسر بالتصفيات أمام كوريا الجنوبية مرتين وبمجموع صفر/5، وفي تصفيات 1960 خسر من هونــغ كونــغ صفــر/7 وأمام تايوان 4/7، وانسحب من تصفيــات 1964، وعاد إلى النسخة التاليـة وخســر 4 مباريات بنتائــج نظيفة متلقياً 24 هدفـــاً، وهو ما تكــرر معــه عندما عاد إلى تصفيات الكويــت 1980، فخــسر 3 مباريات مع فــارق تسجيله هدفاً يتيماً، وخسر 5 مرات كاملة في تصفيات 1984، وفي تصفيات 2000 حقق المنتخــب أول فوز له في تاريخ مشاركاته، وجاء على حسـاب غوام بهدفــين نظيفــين، قبل أن يغيـب مجدداً عن 2004 و2007.
في النهائيات سيكون اعتماد المدرب السويدي الخبير زفين أريكسون على بعض المحترفين الذين ينشطون في أندية مغمورة أمثال الشاب هاري فوي وجون ستروف (محترفين في ألمانيا) وستيفن بايا ولوك ويتلاند (تايلاند) وإيان رامزي والمخضرم ألفارو سيلفا (34 عاماً) ويلعبان في ماليزيا والمدافع ديزوك ساتو ويبقى الحارس الأساسي هو الأشهر ويدعى إيثريدج ويلعب في كارديف سيتي بالدوري الإنكليزي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن