رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … المجموعة الثالثة.. عملاقان وضيفان خفيفان

أيام قليلة وينطلق العرس الآسيوي بنسخته السابعة عشرة حيث تستضيف الإمارات بطولة القارة الصفراء بحضور 24 منتخباً يأمل كل منها تسجيل مجده الخاص وبالطبع فإن التتويج بالكأس الجديدة سيكون حلم الجميع.

كوريا الجنوبية.. الوصافة لم تعد تشبع

منذ قرابة ستين عاماً كان هناك بطل للقارة الآسيوية يدعى الشمشون أو نمور التايغوك، والمقصود بالطبع المنتخب الكوري الجنوبي، وقد توج يومها بلقب النسختين الأوليين من البطولة القارية، إلا أن كل ذلك أصبح في عداد التاريخ، فانقلبت الآية.
لقد أضحى الشمشون سفيراً دائماً في كأس العالم في العقود الثلاثة الأخيرة مع تحسن في نتائجه، على حين أخفق بالعودة إلى منصة التتويج في البطولة القارية رغم محاولاته الحثيثة في سبيل هذا الأمر، حيث لامس الكأس في أربع مناسبات من دون أن ينجح بالقبض عليها، وآخرها نهائي النسخة الأخيرة.

حلم ضائع

جاء تتويج الشمشون بلقب النسختين الأوليين منطقياً، ولأن السلطات الكورية أولت اهتماماً أكبر للألعاب الأولمبية والأسياد، فلم يهتم المسؤولون عن الرياضة هناك بالبطولة إلا بعدما خسروا لقبيهم عام 1964، ومن ثم خسارتهم للنهائي عام 1972، ولذلك بات استرداد التاج هاجساً فيما بعد، وخاصة منذ ولوج العالمية من جديد منتصف الثمانينيات.
وكثرت المطالبة في أوساط الكوريين بالتركيز على العرش الآسيوي، فمن المعيب أن يكون ممثل القارة الدائم في المونديال بمنأى عنها، وظهر إصرار النمور أكثر منذ استضافت بلادهم نهائيات كأس العالم 2002، لكن النتائج لم تكن دائماً على قدر الطموحات، فكان الخروج من ربع نهائي آسيا 2004 على يد إيران، ثم الحلول ثالثاً في النسختين التاليتين بعد خسارة نصف النهائي بالترجيح أمام البطلين فيما بعد، وفي النسخة الأخيرة بدا أنهم أقرب إلى اللقب الثالث وخاصة بعد تجاوزهم العراق في الدور ذاته بسهولة، ومواجهة الكنغارو الأسترالي في النهائي بعد مشوار مثالي من دون أن تتلقى شباكهم أي هدف، لكن مع أول هدف اهتزت صورتهم ففشلوا بتجديد الفوز على صاحب الأرض وخسروا بعد وقت إضافي.

إلى أرض الواقع

رغم خسارة النهائي تحت قيادة المدرب الألماني أولي شتيليكه إلا أن الاتحاد الكوري أبقاه في منصبه من أجل التصفيات المزدوجة (الآسيوية– المونديالية) وحقق الفريق في المرحلة الأولى المتعلقة بالبطولة القارية سجلاً مثالياً(8 انتصارات كاملة وشباك نظيفة)، وفي المرحلة المتعلقة بالمونديال لم تكن النتائج على قدر الآمال، فبعد ثماني جولات تهدد الحضور التاسع على التوالي، فكان لابد من التغيير، فأقيل شتيليكه وعين المحلي شين تاي يونغ، ورغم أن الفريق لم يحقق أكثر من تعادلين، إلا أن نتائج بقية المجموعة الأولى صبت في مصلحته ليكتب تأهله إلى المونديال من المركز الثاني.

فوز تاريخي ومدرب جديد

في المونديال كان الخروج من الدور الأول طبيعياً لكن مقاتلي التايغوك أبوا المغادرة دون بصمة وكانت رائعة بالفوز على بطل العالم الألماني، وفي خضم البحث عن مدرب جديد يخلف تاي يونغ استطاع الفريق الأولمبي بقيادة سون هيون مين الظفر بذهبية الأسياد، وبعد أخذ ورد تم التعاقد مع المدرب البرتغالي باولو بينتو (49 عاماً) ليقود النمور في الكأس الآسيوية، ورغم قصر المدة إلا أن البداية كانت مطمئنة بعد الارتياح المتبادل بين المدرب ولاعبيه، وفي مقدمتهم نجم الفريق سون هيون مين الذي أصبح القائد بطلب من بينتو، ويحمل مهاجم توتنهام (73 مباراة، 23 هدفاً) آمال الجيل الحالي برمته، وإلى جانبه مهاجم غامبا أوساكا هوانغ وي جو الهداف الصاعد وهداف الألعاب الآسيوية برصيد 9 أهداف، ومعهما بعض المحترفين خارج البلاد مثل لاعب وسط نيوكاسل الأكثر خبرة كي سونغ يونغ (105 مباريات، 10 أهداف) وسيحتفل بعيد ميلاده الثلاثين أواخر كأس آسيا.

قيرغيزستان.. الظهور الأول في بطولة كبرى

تعد قيرغيزستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وقد استقلت إثر انفكاك الإمبراطورية المترامية الأطراف، وبدأت مطلع التسعينيات الانضمام إلى القارة الآسيوية رياضياً، ومنها كرة القدم التي ظهرت عبر منتخب «الصقور البيضاء» على أراضي الجارة أوزبكستان، ومنذ ذلك الوقت بدأت الكرة القيرغيزية بالمشاركة القارية، لكنها بقيت في الصفوف الخلفية حتى سنحت لها الفرصة بتجاوز إقصائيات الإمارات 2019.
وهناك سيحتفل اللاعبون القادمون من بلاد الجبال العالية والوديان العميقة بظهورهم الأول في بطولة كبيرة، وأمامهم الامتحان الأكبر في تاريخهم القصير نسبياً، حيث سيواجهون منتخبين من العيار الثقيل بالنسبة للمنتخب القرغيزي (الكوري الجنوبي والصيني)، وثالث يشاركهم في خوض البطولة للمرة الأولى.

واقع مختلف

عانت كرة القدم هناك كثيراً من تخلف على مستوى اللاعبين والبنية التحتية، وحتى على المستوى الإداري، فكان من الطبيعي أن يصنف منتخب قيرغيزستان في المستوى الأدنى، ودخل الفريق الملقب بالصقور أول تصفيات رسمية عام 1995، وهي المؤهلة إلى نهائيات آسيا بالإمارات، وكان طبيعياً أن يخرج منها وتتالت المشاركات، ففشل بتجاوز العراق في تصفيات آسيا 2000 مع تراجع بالنتائج، بعدما خسر مبارياته الثلاث أمام العراق وطاجيكستان وعمان، ولم يستطع منتخب الصقور تجاوز الدور التمهيدي لتصفيات 2004 بعد خسارته من أفغانستان وفوزه على نيبال الذي تقدم الترتيب بفارق الأهداف عقب فوزه على أفغانستان.
وفي تصفيات 2007 خاض الطريق إليها عن طريق بطولة كأس التحدي عام 2006، وفيها حقق أفضل نتيجة بحلوله ثالثاً مهدراً فرصة تاريخية، ففي نسخة 2010 المؤهلة إلى الدوحة 2011 سقط من الدور الأول.

نقطة التحول

وتكرر الأمر فخرج الصقور من تصفيات كأس التحدي 2012 إلا أن حدثاً لافتاً حصل ذلك العام حمل تحولاً كبيراً في مسيرة المنتخب القرغيزي، وتمثل بالتعاقد مع أول مدرب خارجي فقد جيء بالمدرب الروسي سيرجي دفوريانكوف الذي قام بتجنيس بعض اللاعبين من غانا والكاميرون وألمانيا، واستدعى بعض اللاعبين الناشطين في روسيا، وهم من مواليد قيرغيزستان، فكانت النقلة التي آتت أُكلها مؤخراً، على الرغم من أن المدرب الروسي رحل عام 2014.
وبعد أشهر فقط من رحيله جاء مواطنه ألكسندر كريستينين ليخلفه مشرفاً على الإدارة الفنية، وما لبث أن دخل التصفيات المزدوجة من الدور الثاني إلى جانب أستراليا والأردن وطاجيكستان وبنغلاديش، وأنهى منافساتها بالمركز الثالث متقدماً على جاره الطاجيكي في مرة نادرة، وفي المرحلة الثالثة أنهى التصفيات بالمركز الثاني مسجلاً حضورة الأول بين كبار القارة.

البحث عن حلم جديد

قد يكون من سوء حظ كريستينين صعوبة المهمة في الإمارات، وعدم وجود لاعبين من ذوي الكعوب العالية في صفوفه، أما أبرز لاعبي الصقور في البطولة فهم المهاجم أنتون زمليانوخين الهداف الأعلى بتاريخ قيرغيزستان (12 هدفاً) وهو محترف في كازاخستان، وميرلان موزايف المحترف في تركيا، وفيتالي لوكس (محترف في ألمانيا) وإسلام شمساييف، أما الكابتن فهو إدغار برنهارت ويلعب في بولندا، الهدف المعلن مشاركة شرفية مع نتائج معقولة، وأي فوز يدخل في باب المفاجآت، أما التأهل إلى الدور الثاني فيتعدى ذلك بالتأكيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن