الأولى

عشرات القتلى خلال صراع الإخوة الأعداء … «النصرة» تنتزع دارة عزة من ميليشيات تركيا وعينها على الطرق الدولية

| حلب - خالد زنكلو

انتزعت «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» مدينة دارة عزة، الواقعة على بعد 40 كيلو متراً غربي حلب، من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلتها تركيا في الشمال السوري، إثر اشتباكات عنيفة استمرت يومين وسيطر خلالها فرع تنظيم القاعدة على القاعدة العسكرية التركية في قمة جبل الشيخ بركات المطلة على المدينة.
وأوضحت مصادر معارضة مقربة من «الوطنية للتحرير» أن سيطرة «النصرة» على المدينة وجبل الشيخ بركات الهدف منه إحكام سيطرتها على ريف حلب الغربي كاملاً وصولاً إلى تخوم حلب، ولاحقاً إلى الطرق الدولية المؤدية إلى معبر باب الهوى عند الحدود التركية لوصله بطريقي حلب إلى حماة واللاذقية اللذين تسيطر على معظمهما.
وبينت المصادر أن السيطرة على دارة عزة تضمن لـ«النصرة» مد نفوذها إلى الطريق الذاهب إلى بلدتي سلوة ثم أطمة عند الحدود التركية وإلى طريق الدانا الأتارب، الذي يتقاطع مع طريقي باب الهوى القديم الواصل إلى خان العسل على تخوم حلب والجديد المار بقريتي الشيخ أحمد وكفر جوم فأوتستراد حلب حماة بريف حلب الجنوبي الغربي، عدا الطرق المؤدية إلى إدلب وطريق حلب اللاذقية، لتهيمن على الطريقين الدوليين عدا مدينة أريحا على الأول، ومدينة معرة النعمان على الثاني، حيث يخطط فرع «القاعدة» للسيطرة على طول الطريقين المشمولين باتفاق «أستانا» بين الرئيسين الروسي والتركي والذي نص على انسحابه منه بحلول نهاية العام المنصرم.
وأشارت المصادر إلى وجود تنسيق على مستوى عال بين أنقرة و«النصرة» لمد نفوذ الأخيرة على ريف حلب الغربي والطريقين الدوليين اللذين يصلان حلب بحماة واللاذقية لتقوية شوكتها وفرضها لاعباً قوياً في تقرير مصير إدلب في مواجهة روسيا، الضامن الثاني لـ«المنطقة المنزوعة السلاح» بموجب اتفاق «أستانا» الموقع في أيلول الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش التركي نقل قاعدته العسكرية التي أسسها في تشرين الأول 2017 على قمة جبل الشيخ بركات، أثناء تأسيس نقطة مراقبته في المنطقة، إلى بلدة «تقاد» لمنع الصدام مع «النصرة».
وقال مصدر معارض مقرب من «حركة نور الدين الزنكي»، أهم ميليشيات «الوطنية للتحرير» والتي كانت تسيطر على دارة عزة»، لـ«الوطن»: إن «تحرير الشام شنت هجمات منسقة من محاور بلدات تقاد وخان العسل وترمانين باتجاه دارة عزة، وسيطرت على الحي الغربي منها من جهة «الشيخ بركات» وقتلت أكثر من 10 مسلحين من «الزنكي» التي استنجدت بـ«الوطنية للتحرير» فأرسلت تعزيزات لمساندتها وخصوصاً من «ألوية صقور الشام» لكنها لم تتمكن من صد هجماتها.
وأضاف المصدر أن ميليشيات «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، التي تشارك الجيش التركي في السيطرة على شمال وشمال شرق حلب وعفرين، وعدت بإرسال مؤازرات لمساعدة «الوطنية للتحرير» في حربها ضد «تحرير الشام» لكنها حنثت بوعودها حتى مساء أمس.
وأكد المصدر مقتل ما لا يقل عن 8 مدنيين بينهم طفلان وجرح أكثر من 10 آخرين، في الاشتباكات التي ما زالت مستمرة بين الفريقين المتصارعين حتى تحرير الخبر في محيط دارة عزة باتجاه باقي مناطق ريف حلب الغربي بعد إخفاق الوساطات المحلية في التوصل لهدنة على غرار هدنة الخميس السبت الفائت لوقفها، على حين تحدثت مصادر معارضة عن مقتل العشرات خلال هذه المواجهات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن