الأولى

اتفاق «المنزوعة السلاح» في مهب الريح … «النصرة» تستكمل السيطرة على الطرق الدولية شمال البلاد بمباركة تركية

| حلب- خالد زنكلو

مضت «جبهة النصرة»، الواجهة الحالية لـ«هيئة تحرير الشام» بمخططها للهيمنة على الطرق الدولية التي تربط شمال البلاد بوسطها وغربها، وأتمت السيطرة على الطريقين اللذين يربطان معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بحلب، بعد استكمال السيطرة على ريف حلب الغربي، على حين حشدت إرهابييها لمد نفوذها إلى مدينة أريحا آخر معقل خارج سيطرتها على طريق حلب اللاذقية وفي محيط معرة النعمان التجمع الحضري الوحيد على أوتستراد حلب حماة.
وأوضحت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلتها تركيا في الشمال السوري، لـ«الوطن» أن «النصرة» أحكمت سيطرتها أمس على الأتارب معقلها الوحيد المتبقي بريف حلب الغربي والواقع على طريق باب الهوى الدولي إلى حلب، بعد أن حاصرت المدينة وقصفتها بشتى أنواع الأسلحة ثم فرضت الإذعان على أهلها ووجهائها الذين رضخوا لشرطها إخراج أكثر من 1000 مسلح ومدني وناشط إعلامي ومعارض لها منها إلى مدينة عفرين قبل الاستيلاء عليها.
وكشفت المصادر أن «النصرة» أغلقت جميع الطرق والمعابر التي تصل ريف حلب الغربي بالشمالي بمناطق ميليشيات «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، لمنع وصول ميليشيا «الجيش الوطني» إلى ساحة المعارك غرب حلب.
ولفتت إلى أن معابر سمعان والغزاوية وقطمة ما زالت مغلقة من قبل فرع تنظيم القاعدة في سورية في وجه «الجيش الوطني» الذي ترددت أنباء عن إرساله تعزيزات عن طريق دير بلوط جنوب غرب عفرين باتجاه غرب حلب.
وأشارت المصادر إلى أن تركيا منعت بالفعل وصول أي مؤازرات من الميليشيات التابعة لما يسمى «الجيش الحر» من شمال حلب إلى غربها لوقف تمدد «النصرة»، في ظل صمت رسمي وإعلامي من قبلها عما يجري، وتصفية «حركة نور الدين الزنكي» أبرز ميليشيات ممولة ومؤتمرة منها، ما يعني قبولها بكل ما يخطط له وينتهجه فرع «القاعدة» المدرج على قائمة إرهابها بشكل رسمي لكن من دون أي ردود فعل على الأرض.
ولفتت إلى أن أنقرة أخلت بوعودها أمام موسكو الضامن الثاني لاتفاق «سوتشي» حول «المنطقة المنزوعة السلاح» والتي باتت تهيمن عليها «تحرير الشام» بشكل تام بدل إخراجها منها، واتخاذ إجراءات تصب في محاربة المنظمات الإرهابية التي تدور في فلكها، ما يضع الاتفاق في مهب الريح بعد وقف تنفيذ بنوده كافة.
إلى ذلك حشدت «تحرير الشام» قواتها في محيط مدينة أريحا على أوتستراد حلب اللاذقية، ووجهت مهلة مدتها «48 ساعة» لانسحاب ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«ألوية صقور الشام» منها ومن قرى وبلدات جبل الزواية المقابلة لها، بهدف استكمال السيطرة على كامل نقاط أوتستراد حلب اللاذقية، بالتزامن مع حشود أخرى في محيط معرة النعمان التي تبدلت موازين القوى في أريافها بعد سيطرة «النصرة» على بلدة خان السبل في ريفها الشمالي الواقعة على أوتستراد حلب حماة، في وقت هيمنت «الوطنية للتحرير» على بلدة منس بريفها الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن