سورية

بولتون في أنقرة لبحث الانسحاب.. وتقرير إسرائيلي: واشنطن سلمت الشرق الأوسط لروسيا … ترامب: سنغادر سورية بوتيرة ملائمة!

| وكالات

وسط مراوغة تبديها الإدارة الأميركية في تنفيذ قرار الانسحاب من سورية، يبحث مستشار الأمن القومي الأميركي اليوم في أنقرة هذا الانسحاب، بعد زيارة لتل أبيب بحث خلالها الأمر ذاته.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعاد التأكيد أول من أمس على أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سورية، بعدما اتخذ هذا القرار في 19 الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن هذه الخطوة ربما لا تتم سريعاً، وقال للصحفيين في واشنطن: «لم أقل مطلقاً إننا نفعل ذلك على وجه السرعة. لكننا نقضي على تنظيم داعش».
وعاد ترامب أمس، وقال في تغريدة على «تويتر» نقلتها وكالة «فرانس برس»: سنغادر سورية بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم داعش، والتصرف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة لباقي الأمور»، وذلك غداة تصريحات مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي قال: إن الانسحاب يجب أن يتم مع «ضمان» الدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة، بحسب الوكالة، في إشارة إلى «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري وتصنفها تركيا كتنظيم إرهابي.
من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن بولتون الذي يقوم بجولة تستمر أربعة أيام وتشمل «إسرائيل» وتركيا: إنه سيبحث في المحادثات مع مسؤولين أتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، ضرورة ضمان سلامة الأكراد.
وأضاف للصحفيين أمس، قبل محادثات مع مسؤولين إسرائيليين أن الانسحاب سيتم بطريقة تضمن أن داعش قد «هزمت ولا يمكنها إحياء نفسها أو أن تشكل تهديداً مرة أخرى».
واستبقت أنقرة وصول بولتون بالإعراب عن غضبها من تصريحاته بشأن الأكراد، إذ نفى متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن ما سماها «ادعاءات» استهداف تركيا للأكراد، واصفاً إياها بأنها «ادعاءات لا يتقبلها العقل»، مشدداً على أن بلاده تستهدف تنظيمات داعش، (الداعية التركي فتح اللـه) «غولن» وحزب العمال الكردستاني. ولفتت «الأناضول» إلى أنه بعد قرار ترامب، جرى تكليف بولتون من الجانب الأميركي، وقالن، كمبعوثين خاصين لترامب وأردوغان، من أجل بحث مسألة الانسحاب الأميركي، وفتح المجال أمام تركيا لقتال ما تبقى من تنظيم داعش الإرهابي شرق سورية.
ولفتت إلى أن الجانبين سيبحثان الجدول الزمني للانسحاب الأميركي من سورية، وآليات ملء فراغ القوات الأميركية، واستكمال تطبيق بنود خريطة الطريق حول منبج، وتوضيح تفاصيل قتال تنظيم داعش، فضلاً عن مستقبل السلاح المقدم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية.
في الأثناء، اعتبر نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس، أن «الولايات المتحدة تريد إدارة الأزمات في المنطقة وهي من يرعى الإرهاب»، مضيفاً: إن «ترامب أعلن أنه أنفق 7 ترليونات في العراق ولم يستطع القيام بزيارة آمنة لبغداد».
وقال المهندس: إنه «لا يمكن الثقة بالأميركيين في المنطقة والإخوة الأكراد في سورية يلاحظون ذلك»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية والعسكرية الأميركية والسي آي إيه تحاول إدارة لعبة في المنطقة وعلينا أن نكون حذرين».
ووفق موقع «العهد» اللبناني، لفت المهندس إلى أن «المستقبل هو للشعوب المقاومة ومستقبل الولايات المتحدة في منطقتنا مرتبط بمستقبل الشعوب»، مؤكداً أنه «كما خرجت القوات الأميركية من العراق مسبقاً ستخرج لاحقاً إن لم تخرج عبر القنوات الدبلوماسية».
في الغضون نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن المحلل السياسي والباحث الأميركي كوين برت أن انسحاب أميركا من سورية هو بمثابة اعتراف بهزيمة المؤامرة الصهيونية ضد دمشق.
وعن انسحاب أميركا من سورية، قال: إن المؤامرة الأميركية الصهيونية قد فشلت ضد سورية وبيان ترامب (قرار الانسحاب) بهذا الشأن هو أبرز اعتراف بهذه الهزيمة.
في شأن متصل، نقل موقع «رأي اليوم» الأردني دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب ذكرت فيه، بأن رحيل القوات الأميركيّة سيُسّرِع العملية التي بموجبها يُعيد «نظام (الرئيس بشار) الأسد فرض سيطرته على مناطق في شرق وشمال سوريّة».
وتابعت الدراسة أنه بقرارها سحب قواتها، تخلت واشنطن عن «الملف السوري» بشكلٍ شبه كاملٍ إلى روسيا وفقدت ورقة مساومة مهمة في الجهود للتأثير على أي تسويةٍ سياسيّةٍ في سوريّة، وستُحاوِل روسيا استخدام رحيل ترامب من المسرح لزيادة قدرتها على التأثير والمناورة في سوريّة، وبالتالي إثبات أن سياستها تعكِس العزم والمسؤولية والمثابرة والاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن