رياضة

تمهلوا..!

| مالك حمود

الأحداث تفرض نفسها في الحديث والمحادثات، لتغدو حكاية الحكايات، ومادة متاحة لإطلاق أحكام النقد وابتداع النظريات.
هكذا كانت ومازالت ردود أفعال الشارع الرياضي السوري عقب تعادل منتخب سورية مع نظيره الفلسطيني..!
التعادل أثار غضب جمهورنا بهذا الشكل الكبير، ترى ماذا لو خسر المنتخب (لا سمح الله).؟!
صحيح أن التعادل كان مخيباً للبداية القوية والواثقة التي كنا ننشدها في بداية المشوار، لكنه البداية وليس النهاية.
البداية التي يمكن أن يستفيد منها المنتخب مدرباً ولاعبين للتعويض في بقية المباريات.
ما حدث أعادني بالذاكرة إلى مونديال الأرجنتين عام 1978، حيث تعرض المنتخب الأرجنتيني صاحب الأرض والجمهور للخسارة أمام إيطاليا في الدور الأول على أرضه وأمام عشاقه وما أكثرهم وما أشدهم في التعصب الكروي. ورغم ذلك لم يفقدوا صوابهم، بل وقفوا خلف فريقهم في بقية المشوار وساندوه مباراة تلو الأخرى إلى أن وصل إلى المباراة النهائية ليواجه هولندا ويفوز عليها ويتوج بطلاً لكأس العالم..!
على حين كان الطليان يودعون البطولة قبل الوصول إلى الذروة، ولم ينفعهم فوزهم على الأرجنتين التي دخلت التاريخ من بابه الواسع متوجة بكأس العالم.
والصورة مماثلة لما حدث مع منتخب إسبانيا في مونديال 2010 عندما خسر افتتاحاً أمام سويسرا ولكنه تأهل مواصلاً طريقه نحو اللقب، على حين لم ينفع الفوز منتخب سويسرا الذي ودع من دوري المجموعات.
ويضحك كثيراً من يضحك أخيراً، وكل شيء ممكن في عالم كرة القدم، ونتيجة مباراة واحدة لا تكفي لإطلاق الأحكام وحسم الكلام، وعلينا دعم منتخبنا حتى آخر لحظة، والأهم إبعاده عن الضغوطات النفسية المنهكة، ومنها الحملة الترويجية والإعلانية والإعلامية للمنتخب وبعضها توجته بطلاً لآسيا من قبل أن يبدأ المعمعة.
لنكن واقعيين ولنوجه طاقاتنا النقدية إلى حماس وتشجيع للمنتخب ولنتفاءل بالقادمات، وبعد انتهاء البطولة ليدلي الكل بدلوه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن