رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … منتخبنا ومباراة الثأر الحاسمة مع النشامى

| ناصر النجار

يخوض منتخبنا الوطني في الثالثة والنصف من عصر اليوم في مدينة العين مباراته المصيرية الحاسمة في النهائيات الآسيوية بمواجهة المنتخب الأردني، وتعتبر المباراة بوابة التأهل المفتوح للنشامى، بينما هي بمنزلة استعادة الأمل نحو التأهل الذي كان على طبق من ذهب قبل مباراة فلسطين.
ووضع منتخبنا نفسه بموقع محرج بالتعادل السلبي في المباراة الأولى وهو ما وضع احتمالات التأهل مفتوحة لكل منتخبات المجموعة، بينما أضاع منتخبنا نقطتين كان يحسبهما (شتانغة) في متناول اليد، وبات في موقف صعب لتعويض هاتين النقطتين ولتعويض الأداء الباهت الذي قدمه المنتخب.

العلّة الفنية
جميع النقاد أشاروا إلى أن الخطأ الذي ارتكبه المدرب الألماني يتمثل باللعب بلاعبي ارتكاز في مواجهة فلسطين والمعروف سلفاً أن المنتخب الفلسطيني سيلجأ إلى النهج الدفاعي للحد من خطورة منتخبنا.
أسلوب اللعب (4/2/3/1) هو موضة هذا العصر، وأغلب المنتخبات والفرق تنتهجه، لكن التنفيذ يختلف من منتخب إلى آخر ومن مدرب إلى آخر.
قد لا نلوم شتانغة على أسلوب اللعب، لأن هذا حقه، ونحن نحترم رؤيته في اختيار الأسلوب الذي يناسبه ويناسب لاعبينا، لكننا نلومه على عدم تدخله السريع وعلى جهله بقراءة المباراة ومكامن الضعف والقوة فيها.
وكنا نتمنى لو أن المدرب الجزائري يقود دفة منتخبنا لوجدنا الحلول للمباراة جاهزة عند كل أمر طارئ.
الملاحظة المهمة أن جهة اليمين لدى منتخبنا كانت معطلة تماماً ولم ينتبه لها المدرب حتى أصيب الأومري فحرك القلفا جبهة المنتخب اليمنى لكن من دون الفاعلية المطلوبة.
الملاحظة الأهم وجود تباعد واضح بين خط الهجوم وخط الوسط، فكان السومة عديم الفاعلية وسط مراقبة لصيقة من أربعة مدافعين، وحاول الخريبين التحرر من المراقبة لكنه لم يجد المساندة المطلوبة من خط الوسط والسبب أن خط الوسط على ما يبدو موكل إليه مراقبة المرتدات الفلسطينية أكثر من دعم الهجمات وزيادة فاعليتها، ومن هنا نجد حرص شتانغة على الخروج بشباك نظيفة.
التبديلات كانت أدهى وأمر، المستغرب كان بالتأخير بالتبديلات، فالتبديل الأمرّ فكان اضطراباً لكن لماذا تأخر بالتبديل الثاني على الأقل ومنتخبنا يحتاج نفسَاً هجومياً، ولماذا لم يشرك مهاجماً عندما خسر المنتخب الفلسطيني لاعباً بالحمراء؟
التعادل مع فلسطين لا يقل تأثيراً عن خسارة تايلاند أمام الهند 1/4، تايلاند أقالت مدربها، ونحن ما زلنا نستمع إلى مسوغاته التي لم تتغير منذ المباريات الودية والاستعدادية والتي ينهيها بقوله: أمامنا عمل سريع وجاد لتصحيح الأخطاء، ونخشى أن تبقى هذه المقولة قائمة فنجد منتخبنا خارج النهائيات ونحن ننتظر تصحيح الأخطاء، ومتى ستتم!!
بالعموم منتخبنا لم يتراجع عن المستوى الذي قدمه في المباريات الاستعدادية التسع التي سبقت النهائيات لكننا لم نجد القفزة المطلوبة من مدرب ألماني الجنسية والهوية ولا يمت إلى كرة القدم المحترفة بأي صلة.

مع النشامى
قبل ثماني سنوات وفي قطر تحديداً أخرجتنا الأردن من النهائيات الآسيوية من الدور الأول بفوزها علينا 2/1 والبطولة السابقة كانت أقوى في دورها الأول الذي ضم 16 فريقاً، وهذا يشير إلى أن منتخبات النخبة هي التي كانت تشارك فقط، بينما وجدنا في هذه البطولة منتخبات متباينة المستوى والتصنيف، وهذا يعني أن التأهل للدور الثاني يعادل التأهل للنهائيات في البطولات السابقة، لذلك نقول لشتانغة تأهل منتخبنا إلى الدور الثاني أمر طبيعي، أما الإنجاز فهو التأهل لأبعد من دور الثمانية وعليه أن يقرأ تاريخ منتخبنا بمشاركاته بالنهائيات الآسيوية.
المباراة اليوم صعبة للغاية، فالمنتخب الأردني الذي هزم أستراليا بهدف في مباراة الجولة الأولى يتطلع إلى تأكيد تأهله وصدارته من باب منتخبنا وسيدخل المباراة متسلحاً بمعنوياته العالية الكبيرة وجاهزيته البدنية والفنية الجيدة، ومدربه البلجيكي الذي أحسن قيادة منتخبه نحو الفوز.
الحلول بمباراة اليوم لن تكون ألمانية (لأننا شاهدنا المدرب الألماني فوق وشاهدناه تحت) الحلول يجب أن تكون سورية وطنية بأيدي لاعبينا من خلال إيجاد الحلول الفردية واستثمار كل المهارات لتحقيق الانتصار المطلوب.
لا يهمنا أحد، كل ما يهمنا هو سمعة سورية وكرتها، والحفاظ على الإنجاز الذي تحقق في التصفيات الآسيوية، يهمنا رفع راية الوطن عالية خفاقة، ويهمنا إسعاد الجمهور الذي وقف في كل مكان داعماً ومؤازراً لمنتخبه.
المباراة صعبة وهذه حقيقة لكن رجالنا قادرون على تخطيها بمحبتهم ورجولتهم ووفائهم للوطن وعلمه الغالي.
لن نخوض في التفاصيل لكن ننتظر فوزاً مؤزراً يعيد إلينا البسمة والآمال وبزرع في نفوسنا الأمل بالوصول إلى الأدوار المتقدمة من البطولة.

التعويض والإصرار
المباراة الثانية من المجموعة تقام غداً الجمعة بين فلسطين وأستراليا في الواحدة ظهراً، الفريق الفلسطيني يسعى لاستمرار مفاجآته وحضوره ويأمل بتحقيق مفاجأة كبيرة بالفوز أو التعادل على أقل تقدير، بينما الفريق الأسترالي يأمل بدخول البطولة من البوابة الفلسطينية على أمل تعويض خسارته مع الأردن الافتتاحية وقبل مباراة الختام مع منتخبنا الوطني يوم الثلاثاء القادم لتبقى حظوظه قائمة في الدفاع عن لقبه.
المباراة ستكون من طرف واحد، وسنرى إذا كان مدرب أستراليا قادراً على فتح معابر في الفريق الفلسطيني أم لا؟

تاريخ وذكريات
المواجهات السورية الأردنية هي الأكثر لمنتخبنا الأول مقارنة مع أي منتخب آخر فتقابلا 43 مرة بمختلف المسابقات ففاز منتخبنا بـ16 مباراة مقابل 14 تعادلاً و13 خسارة والأهداف 50/40.
أما اللقاءات المسجلة في الفيفا فعددها 27 انتهت عشر منها بفوز نسور قاسيون مقابل ثمانية تعادلات وفاز النشامى بتسع مباريات والأهداف 32/27 لمنتخبنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن