سورية

بومبيو في بغداد وأربيل على نحو مفاجئ «للتأكد من سلامة» حلفاء بلاده … موسكو: لا نتصور إنهاء أميركا وجودها في سورية بشكل كامل

| وكالات

جددت موسكو تشكيكها بأن الولايات المتحدة الأميركية تريد إنهاء وجودها العسكري في سورية بشكل كامل، على حين حط وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو على نحو مفاجئ في العراق في خرق لجدول زيارته الشرق أوسطية، وأكد أن بلاده تسعى «للتأكد من سلامة أولئك الذين قاتلوا معنا».
وكان البيت الأبيض أعلن في 19 كانون الأول الماضي بدء سحب قواته من سورية، موضحاً أن ذلك لا يعني نهاية وجود «التحالف الدولي» قبل أن يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالموقف إلى الوراء تدريجياً منذ أيام، ويقول: «لن ننسحب بالكامل حتى يتم القضاء بالكامل على تنظيم داعش» الإرهابي.
ويوم أمس، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات صحفية نقلها الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: أعتقد شخصياً، أن أنصار الحفاظ على الوجود العسكري الأميركي غير الشرعي، لديهم مواقع قوية في واشنطن. وأضاف: لا أدري كيف ستتم صياغة هذا الوجود، وهل سيكون علنياً أم سرياً، لكن في ظل ما نشهده حالياً من طموحات واشنطن الجامحة للهيمنة العالمية وسعيها للحضور في كل مكان، وحل المشاكل على شروطها هي، لا أستطيع أن أتصور أن تنهي الولايات المتحدة وجودها العسكري في سورية على الأرض بشكل كامل وغير قابل للتشكيك، بعد أن كانت موسكو شككت أكثر من مرة بجدية قرار ترامب.
وأكد ريابكوف، أن الاتصالات بين بلاده والولايات المتحدة مستمرة من دون انقطاع، وأن «الفواصل الزمنية بين هذه الاتصالات قد تختلف مدتها، لكنها لا تكون طويلة»، موضحاً أن «هذه الاتصالات لا يعلن عنها في بعض الأحيان، لأن تسريبها إلى الإعلام يثير اهتماماً زائداً»، وأشار إلى اتصالات جديدة في وقت قريب.
وإلى بغداد وصل أمس بومبيو في زيارة لم تكن معلنة على جدول جولته في الشرق الأوسط التي تشمل الأردن ومصر والبحرين وقطر والإمارات والسعودية والكويت وسلطنة عمان، والتقى بحسب وكالة «رويترز» مع القوات الأميركية وزعماء عراقيين لطمأنتهم بشأن انسحاب القوات الأميركية من سورية والتحذير من أن إيران لا تزال تشكل خطراً أمنياً في المنطقة!.
ولفتت الوكالة إلى أن مسؤولين أميركيين رفضوا تأكيد الأنباء بشأن الزيارة إلى أن غادر بومبيو العراق، حيث التقى مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير الخارجية محمد الحكيم ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي والرئيس برهم صالح.
وقال بومبيو: إنه «سعيد للغاية بالوجود هنا»، وذلك خلال اجتماعه مع عبد المهدي، وأضاف: «التوقيت جيد» وفقاً لتقرير أورده ممثل شبكات إعلامية أميركية.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأميركية، أن بومبيو أكد في لقائه مع عبد المهدي «التزام الولايات المتحدة بدعم سيادة العراق… (و) بحث هزائم تنظيم داعش في الآونة الأخيرة في سورية واستمرار تعاوننا مع قوات الأمن العراقية».
ونقلت الوكالة عن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية قبل الزيارة أن بومبيو سيدحض «الروايات الكاذبة المحيطة بالقرار المتعلق بسورية» عن أن الولايات المتحدة تتخلى عن الشرق الأوسط.
من جهته لفت موقع «روسيا اليوم» إلى أن بومبيو زار العراق لطمأنة العسكريين الأميركيين الموجودين هناك والقادة العراقيين، حول سحب بلاده قواتها من سورية.
من جهتها، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن زيارة بومبيو لبغداد استمرت «لساعات فقط» انتقل بعدها إلى إقليم كردستان العراق والتقى في مدينة أربيل زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» العراقي الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني.
ونقلت وكالة «فرانس برس» في وقت لاحق عن بومبيو تأكيده من أربيل أنه «من المهم بذل كل ما في وسعنا للتأكد من سلامة أولئك الذين قاتلوا معنا» في إشارة إلى القوى الكردية وعلى رأسها «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وأضاف: «أردوغان قد قدم ضمانات، وهو يقدر (…) أننا نريد التأكد منها».
وتابع: «سنحقق تقدماً حقيقياً في الأيام المقبلة»، على حين نفت أنقرة الثلاثاء بشكل قاطع أنها قدمت التزاماً لترامب بخصوص تعهدها ضمان أمن «وحدات حماية الشعب» الكردية بحسب «فرانس برس».
الجدير بالذكر أن رئيس النظام التركي وعقب رفضه استقبال مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون أول من أمس، أعلن أن التحضيرات لعدوانه المزمع شرق الفرات «أوشكت على الانتهاء».
وبين التشكيك الروسي وتطمينات بومبيو، قالت صحيفة «إلمونيتور» الأميركية إن النشوة التي نتجت عن قرار ترامب سحب قوات من سورية تحولت سريعاً إلى حالة من السعار حين أخفق البلدان في التوصل إلى اتفاق بشأن مصير الأكراد.
ورأت الصحيفة بحسب «روسيا اليوم» أن ذلك يظهر في رفض أردوغان تلقي أوامر من الولايات المتحدة، ورفضه الاجتماع مع بولتون.
وذكرت الصحيفة أن صحيفة «حرييت» التركية، المقربة من أردوغان اتهمت في افتتاحية لها أول من أمس بولتون بتدبير «انقلاب ناعم» ضد ترامب، وذلك من خلال الزعم بالتمهيد للانسحاب بالطلب من تركيا بأن تتعهد (أنقرة) بعدم مهاجمة القوات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تقاتل داعش».
وخلصت الصحيفة إلى استنتاج يقول: إن إدارة ترامب إذا أصرت على مسعاها في الحصول على ضمانات لحلفائها الأكراد ضد أي عمل عسكري تركي محتمل، فمن المتوقع أن تتصاعد التوترات بين أنقرة وواشنطن.
في الأثناء علق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على انسحاب القوات الأميركية من سورية، بالقول لصحفيين روس أمس: «وجودهم في سورية لم يوفر الأمن في البلاد، وسيكون من الأفضل لسورية أن يرحلوا»، بحسب وكالة «سبوتنيك».
أما وكالة «إرنا» الإيرانية فنقلت عن رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في إيطاليا، أدريا مارشيلتي قوله: إن القوات الأميركية ستغادر هذا البلد (سورية)؛ وإن شؤون هذا البلد داخلية ويجب أن يحلها شعب هذا البلد.
وشدد مارشيلتي على أهمية مكافحة الإرهاب، قائلاً: إن الدول العربية في المنطقة وآسيا يجب أن تتابع هذا الموضوع بجدية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن