سورية

أنقرة: تحضيرات متواصلة لعقد قمة رؤساء «الضامنة».. وموغيريني تهاتف بيدرسون وتدعوه لزيارة بروكسل … مباحثات روسية إيرانية اليوم لتسوية الأزمة السورية

| وكالات

أعلنت روسيا عن أن مباحثات روسية إيرانية حول تسوية الأزمة السورية ستجري اليوم في موسكو، وأن زيارة يقوم بها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا في القريب العاجل، على حين أكدت أنقرة أن التحضيرات تتواصل لعقد القمة الثلاثية لرؤساء تركيا وروسيا وإيران، المقررة في روسيا. وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية، وفق وكالة «سانا» للأنباء، أن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشنين سيجري مباحثات مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري حول تسوية الأزمة في سورية.
وأوضح المصدر في تصريح لوسائل الإعلام، أن المباحثات ستجري اليوم في العاصمة الروسية موسكو.
وفي وقت سابق، كانت السفارة الإيرانية في موسكو، أعلنت أن جابري أنصاري سيصل إلى موسكو في التاسع من كانون الثاني الجاري وسيناقش خلال المحادثات في موسكو الوضع في سورية.
على خط مواز، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن التحضير جار لزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى روسيا في القريب العاجل، لكن تاريخ الزيارة لم يحدد بعد.
وقال بيسكوف للصحفيين، رداً على سؤال عن موعد الزيارة: «في القريب العاجل، إن لم يكن في أقرب وقت، نحن نترقب هذه الزيارة ونحضر لها. وفي نفس الوقت، لا توجد تواريخ محددة حتى الآن».
وكان المكتب الصحفي للرئيس التركي قد أعلن، قبل أيام، أن أردوغان يعتزم زيارة إلى روسيا في كانون الثاني الجاري.
كما أعلن أردوغان، نهاية الشهر الماضي، أنه يعتزم لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال الأيام القريبة في موسكو، لمناقشة الوضع في سورية، مشيراً إلى أن وفداً تركياً سيصل إلى روسيا عشية زيارته.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية التركي مولوود تشاووش أوغلو، خلال كلمة ألقاها في البرلمان التركي، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن واشنطن تواجه صعوبات في سحب قواتها من سورية.
وأكّد أوغلو، أن التحضيرات متواصلة من أجل عقد القمة الثلاثية لرؤساء تركيا وروسيا وإيران، المقررة في روسيا، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
وأشار، وفق وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، إلى وجود العديد من القضايا الهامة في أجندة السياسة الخارجية التركية، وأن الملف السوري هو من بين الأولويات، وأوضح أن بلاده تبحث في الوقت الراهن كيفية تنسيق عملية انسحاب الولايات المتحدة من سورية.
وبيّن أن التنسيق بشأن انسحاب القوات الأميركية جرى تناوله خلال زيارة مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، ورئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد، والمبعوث الأميركي الخاص إلى «التحالف الدولي»، جيمس جيفري، إلى العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء.
وأكّد أوغلو أن هناك مساعي من قبل بعض الدول لجعل الولايات المتحدة تتراجع عن قرار الانسحاب، وقال: إن تركيا تريد أيضاً إلى جانب الدول الغربية، تنسيق الانسحاب مع روسيا وإيران باعتبارها تتعاون معهما في مسار «أستانا».
ومضى قائلاً: «أقول للولايات المتحدة وبقية الدول: إن إيران أيضاً لاعب في سورية، سواء أعجبتكم أم لا.. وبالتالي علينا أن نواصل العمل بشكل بنّاء مع اللاعبين الموجودين هنا».
واستطرد: «لن نتردد أبداً في اتخاذ الخطوات اللازمة شرق نهر الفرات، مثلما اتخذناها في عفرين وجرابلس والباب غرب الفرات».
وأكّد أن الأمر الأهم في سورية هو عملية الحل السياسي، وأنه من الضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في محافظة إدلب، وقال: إن تركيا تتحرك مع روسيا وإيران في هذا الصدد، مضيفاً: «هناك صعوبات ميدانية ولكننا نتغلب عليها».
وادعى أن تركيا لا تتمنى أن تحدث مشاكل في المرحلة القادمة بشأن تطبيق اتفاق إدلب، وتابع: «أود أن أقول إننا قطعنا شوطاً مهماً للغاية بشأن تشكيل اللجنة الدستورية خلال الاجتماع الثلاثي الذي عُقد مع وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف، وروسيا سيرغي لافروف، في جنيف».
وأوضح أن هناك تفاهماً بشأن قائمة المجتمع المدني، ما عدا بعض الأسماء، وأن روسيا وإيران تعملان مع الحكومة السورية بشأن هذه الأسماء.
وعبّر أوغلو عن دعم تركيا لوحدة أراضي وحدود سورية، مشدداً على أهمية تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في البلاد.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أجرت اتصالاً هاتفياً بالمبعوث الأممي الجديد إلى سورية، غير بيدرسن، الذي تولى مهام منصبه الجديد الاثنين الماضي خلفاً لستيفان دي ميستورا.
وجددت موغيريني، كما جاء في البيان الصادر عن مكتبها حول المكالمة، التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي الكامل والمستمر لعملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة للسلام في سورية، مشددة على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.
واستعرضت موغيريني الطرق والوسائل التي يمكن للاتحاد الأوروبي استخدامها لدعم عملية العملية السياسية في سورية، بما في ذلك المؤتمر المزمع عقده في بروكسل خلال الربيع المقبل لدعم مستقبل سورية والمنطقة.
وأوضحت «آكي» أن موغيريني تتحدث هنا عن النسخة الثالثة من سلسلة مؤتمرات استضافتها خلال السنوات الماضية في بروكسل بهدف حث المانحين الدوليين على تقديم مساعدات مالية للمهجرين السوريين في دول الجوار وللنازحين في داخل البلاد، ومحاولة الدفع باتجاه حل سياسي للأزمة السورية.
ودعت موغيريني المبعوث الأممي الجديد إلى زيارة بروكسل في أقرب وقت ممكن لإجراء مزيد من التشاور.
وكان بيدرسون، كتب في تغريدة الاثنين الماضي «يشرفني أن أستهل مهمتي من أجل خدمة الشعب السوري وتطلعاته من أجل السلام. وبناء على توجيهات الأمين العام (للأمم المتحدة سأقوم بمساع حميدة وسوف أعمل من أجل تحقيق الحل السلمي وتطبيق القرار 2254. وإنني أتطلع إلى التشاور على نطاق واسع مع كل الأطراف المعنية داخل وخارج سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن