سورية

«المجتمع الديمقراطي» رحبت بتصريحاته.. و«الاتحاد الديمقراطي»: مستعدون لمواجهة الاعتداء التركي المحتمل … المقداد: دمشق فعلت اتصالاتها مع الأكراد والقوات الأجنبية ستغادر سورية قريباً

| وكالات

بينما أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس، أن دمشق فعلت اتصالاتها مع الأكراد في ضوء تهديدات أنقرة بشن اعتداء جديد على الأراضي السورية، وأنه لا بديل عن الحوار معهم، رحبت أوساط كردية بتلك التصريحات وأعلنت عن استعدادها لمواجهة القوات التركية في حال نفذت أنقرة تهديداتها.
وأكد المقداد، في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحفيين، نقلها الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن الحكومة السورية فعلت اتصالاتها مع الأكراد في ضوء «التدخل التركي»، منوهاً بأنه لا بديل عن الحوار مع «الفصائل الكردية».
وقال المقداد: «التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها، وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سورية فهذه هي الظروف المواتية، لذلك أنا أشعر دائماً بالتفاؤل».
وتابع المقداد: «نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات»، مضيفاً إنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك.
وحول وجود القوات الأجنبية غير الشرعية على الأراضي، عبر نائب وزير الخارجية والمغتربين عن قناعته بأن تلك القوات ستغادر سورية قريباً.
وفي مطلع الشهر الجاري كشفت الرئيسة المشتركة لما يسمى مجلس الرقة المدني ليلى مصطفى، عن وجود مفاوضات بين ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وبين الحكومة السورية بشأن وضع منطقة الجزيرة.
ونقلت مصادر إعلامية معارضة حينها عن مصطفى قولها: «أجريت مؤخراً مفاوضات مع ممثلين عن الحكومة السورية في بلدة عين عيسى»، كاشفة عن لقاءات مستقبلية ستجري خلال المرحلة القادمة.
ووصفت مصطفى علاقة «قسد» بالدولة السورية كعلاقة «الأب بأبنائه»، معتبرة أنهم «لا يهتمون إن بقيت القوات الأميركية أو ذهبت».
والسبت الماضي، قال القيادي الكردي البارز في «قسد» ريدور خليل في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «لا مفرّ من توصّل الإدارة الذاتية إلى حلّ مع الحكومة السورية لأن مناطقها هي جزء من سورية».
يأتي ذلك، في وقت يهدد فيه النظام التركي باعتداء جديد على الأراضي السورية وخاصة في منطقة شرق الفرات (أماكن سيطرة الميليشيات الكردية).
وأول من أمس، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن التحضيرات للحملة العسكرية (العدوان) على شرق الفرات أوشكت على الانتهاء.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، ردت «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية على تصريحات المقداد ووصفتها بـ«الإيجابية».
وقالت الحركة بحسب «روسيا اليوم»: تصريحات المقداد إيجابية وما قاله إيجابي، ونتمنى أن تتفعل قنوات الاتصال ونصل إلى نتائج عملية».
وأضافت: «عملنا منذ بداية الأزمة للحفاظ على وحدة سورية ومصرون على ذلك وقمنا بواجبنا الوطني في حماية وحدة سورية والوقوف في وجه الإرهاب والاحتلال التركي».
بموازاة ذلك، نقلت قناة «سكاي نيوز» أمس، عن الرئيس المشترك لــ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، شاهوز حسن، تأكيده لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية للأنباء، أن «مقاتليه مستعدون لمواجهة القوات التركية إذا دخلت شمال شرقي سورية»، مضيفاً: إنه من «الواضح من تصريحات أنقرة الأخيرة أن لدى تركيا خطة لغزو المنطقة».
وقال: «نستعد لمواجهة التهديدات التركية من خلال المقاومة».
جاءت تصريحات حسن، بعد وقت قصير من رفض أردوغان لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي كان يحاول أخذ ضمانات من تركيا بعدم التعرض للأكراد في ضوء الانسحاب الأميركي من سورية.
وعبر حسن عن أمله أن تتضح نتائج زيارة بولتون إلى تركيا في الأيام القليلة المقبلة، وقال: إن أكراد سورية على اتصال بالروس والحكومة السورية، ويمكنهم التوصل إلى اتفاق مثل الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، عندما دخلت قوات الجيش العربي السوري منطقة قريبة من بلدة منبج الشمالية التي هددت تركيا بالهجوم عليها.
وأضاف: «حتى الآن لم يحدث تدخل عسكري (تركي)، لكن إذا حدث ذلك أعتقد أننا سنكون مستعدين لمواجهته، فضلا عن العمل السياسي والدبلوماسي مع جميع الأطراف».
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أعلنت في 28 الشهر الماضي في بيان دخول وحدات من الجيش إلى منطقة منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن