عربي ودولي

للأسبوع التاسع.. عودة تصاعد الاحتجاجات في فرنسا وتوقيف 43 شخصاً في باريس

| وكالات

تظاهر آلاف الأشخاص أمس في فرنسا في استمرار لحركة الاحتجاج التي تشهدها البلاد منذ نحو شهرين وتخللتها أعمال عنف، وذلك قبل ثلاثة أيام من الحوار الكبير الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مسعى لتهدئة غضب «السترات الصفر».
وبعد انطلاقهم من مقري وزارتي الاقتصاد والمالية شرق باريس تجمع آلاف من المحتجين ظهراً في ساحة الباستيل رافعين الأعلام الوطنية. وهتف المحتجون: «ماكرون ارحل» وهم يصفرون أو يطرقون عوائق.
وتم نشر قوات أمنية كبيرة في المنطقة وخصوصاً أربع عربات مصفحة تابعة للدرك.
وقرر المحتجون التوقف بوسط باريس على مقربة من المكان الذي شهد صباح أمس انفجاراً نجم عن تسرب غاز أوقع أربعة قتلى على الأقل، بحسب آخر حصيلة.
وفي باقي فرنسا تجمع المحتجون في مراكز المدن الرئيسية وخصوصاً في بورج المدينة التي تضم 66 ألف ساكن وتقع وسط البلاد.
وبعد تراجع حركة الاحتجاج مع أعياد نهاية السنة، فإن مستوى التعبئة أمس عادت إلى ما كان عليه قبل الأعياد. ففي 15 كانون الأول تظاهر 66 ألف شخص في فرنسا بحسب أرقام رسمية يرفض المحتجون صحتها.
وتوقعت السلطات أمس تعبئة «أكبر» و«أشد» وأعدت تعزيزات أمنية كبيرة لمواجهة ذلك بنشر 80 ألف شرطي ودركي في أنحاء البلاد ونحو خمسة آلاف في باريس.
وأعلنت الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس، عن توقيف 43 شخصاً أثناء تظاهرات «السترات الصفراء» في المدينة.
وأوضحت الشرطة أن الموقوفين هم أشخاص كانت بحوزتهم أسلحة أو أدوات يمكن استخدامها كأسلحة، إضافة إلى حيازتهم أقنعة واقية من الغاز المسيل للدموع، وهي أدوات يمنع استخدامها أثناء التظاهرات وفقاً للقانون. ويوم الاحتجاج هذا يشكل اختباراً لماكرون وحكومته. وحركة الاحتجاج التي لها آثار جدية في الاقتصاد بحسب السلطات، لا تزال تحظى بشعبية لدى الرأي العام رغم أعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات.
والمحتجون غير مبالين بالتنازلات التي أعلنها ماكرون في محاولة لتهدئة الأزمة.
وأثارت تصريحات لماكرون الجمعة انتقادات بعدما قال: «إن الاضطرابات التي يشهدها مجتمعنا سببها أحياناً أن الكثير من مواطنينا يعتقدون أنه بالإمكان الحصول» على شيء «بلا جهد».
ومن المقرر أن تبدأ السلطات الثلاثاء «حواراً وطنياً» لتقريب الناس من صناع القرار السياسي. ودعا ماكرون الجمعة الفرنسيين إلى اغتنام «هذه الفرصة الكبيرة جداً».
وأشارت دراسة للمعهد الفرنسي للبحوث السياسية إلى أن انعدام الثقة بالمؤسسات السياسية والفاعلين في الحياة الديمقراطية في فرنسا وخصوصاً ماكرون، بلغ أعلى مستوى له.
في هذه الأثناء قتل أربعة أشخاص أمس وأصيب أكثر من 37 آخرين بينهم 10 بحالة حرجة بانفجار عنيف وقع داخل مخبز في شارع تريفيز في الدائرة التاسعة للعاصمة الفرنسية باريس.
وفي وقت سابق أمس قال أحد قادة فرق الإطفاء إريك مولين: إن ثلاثة إطفائيين أصيبوا بجروح خطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن