ثقافة وفن

هل يفتتح «باب الحارة» في رمضان 2019؟ … محمد قبنض لـ«الوطن»: ممنوع أن يكون هناك إلا عمل واحد اسمه «باب الحارة» من إنتاجي أنا فقط

| سارة سلامة

خلافات كثيرة طالت الجزء العاشر من «باب الحارة». العمل الذي شاركنا المائدة الرمضانية لسنوات، وشهد غياب العام الفائت وتعثر هذا العام ما أثار جدلاً واسعاً في أروقة المحاكم من خلال طرفي النزاع المنتج محمد قبنض وبسام الملا (شركة ميسلون). ونشهد أخيراً حصول شركة قبنض على حقوق «باب الحارة 10» بعد قرار محكمة صدر في 2 تشرين الأول الماضي، وسيشهد العمل تغييرات جذرية تطال ثلة من الممثلين الذين شكلوا ركناً حصيناً منذ انطلاقته الأولى، وسط كلام عن تنحيه من شاشة mbc.
وسيتم استبدال «حارة الضبع»، «بحارة الصالحية» التي ستحمل في أزقتها العديد من الوجوه الشابة من نجوم الدراما وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية. العمل (كتابة مروان قاووق، وإخراج محمد زهير رجب، وإنتاج شركة قبنض). ولم يكشف حتى الآن عن أسماء الفنانين المشاركين في العمل، وفي حديث لـ«الوطن» أكد عضو مجلس الشعب والمنتج محمد قبنض أحقيته في التصوير وهذا ما أباح به.

ما التغييرات التي ستطرأ على «باب الحارة»؟

يتناول الجزء العاشر الفترة الممتدة بين عامي 1945، و1960، وفي هذا التاريخ ضرب الفرنسيون دمشق، وتولد القصة من خلال حريق كبير يلم بحارة الضبع، ينسف معه كل مكونات الحارة، لندخل حارة جديدة تدعى (الصالحية) يلجأ لها كل ناج من الحريق. والعمل يحضر للموسم الرمضاني القادم من إخراج محمد زهير رجب.

هل يطال هذا التغيير الممثلين الأساسيين في العمل؟

أعود في الجزء العاشر إلى الكاتب الأساسي مروان قاووق الذي كتب الأجزاء الثلاثة الأولى، لأن الأجزاء التي كتبت بعد الثالث لم تنل نصيبها من النجاح، أما شخصيات العمل فهي بشكل تقريبي نفسها ولم تتغير إلى حد كبير.

باب الحارة كماركة تجارية رمضانية، هل استطاع حسم النزاع بينك وبين الملا؟

بكل تأكيد العمل مرغوب من الجمهور العربي بشكل كبير إذا لم نقل الجمهور السوري، وأصبح ماركة تجارية رمضانية مهمة. وأنا اشتريت العمل في الجزء الثامن، إلا أن الملا كان قد وقع مع تلفزيون mbc، وقبض ثمن العمل، وحتى لا أقف بطريقه تركت له الثامن والتاسع من خلال اتفاق وشراكة تمت بيننا.
حاولت مجدداً في الجزء العاشر التحدث مع الملا لنتفق على صيغة جديدة ولكنه لم يجب على الهاتف أو الرسائل وحتى على وسائل الإعلام وكاتب العدل، لا أدري إذا كان ذلك نوعاً من التكبر.
وفوجئت بأخبار تحدثت على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يحضر لتصوير العمل مع (الكاتب فؤاد شربتجي، إخراج مأمون الملا، وإنتاج شركة ميسلون)، على الرغم من العقد المبرم بيننا، لذلك قدمت أوراقي للقضاء وربحت الحكم.

نرى كل يوم أسماء جديدة من النجوم توقع مع الملا؟

حتى لو مضى الناس كما فعل بالجزء الثامن، لكنه عندما لجأ إلي رضيت بكلمة واحدة والتزمنا بعقد، ولو أنه تواصل معي وطلب العمل لتنازلت عنه.

هل ممكن أن نرى نسختين من العمل؟

ممنوع أن يكون هناك إلا عمل واحد اسمه (باب الحارة) للمنتج محمد قبنض.
حتى لو غيّر الاسم وبقي على النص كأن يضع مثلاً: (دعوة باب الحارة، أو يوميات باب الحارة) أو أي شيء من هذا القبيل، العمل من حقي، وأنبه محطات العالم العربي عرض العمل وأتوعد بإيقافه مهما يكن. يجب أن نلتزم ونخضع للقانون جميعاً.

هل سنرى العمل على شاشة mbc كما جرت العادة؟

لا يهمني أين سيعرض العمل وأرحب بكل من يشتريه ولا أهتم بغير ذلك.

ألم يخرج العمل عن نطاق المشروع الثقافي ويتجه نحو الاستثمار بشكل كبير؟

نحن في شركة (قبنض) لم يكن هدفنا مادياً في يوم من الأيام، ما يهمنا بالدرجة الأولى مصلحة بلدنا ومصلحة الشعب السوري. وفي الضفة الأخرى فإن الشركة تشغل ما يقرب 3 آلاف شخص سنوياً، ونحصد كل عام مجموعة من الجوائز داخل سورية وخارجها، وأنا إنسان أتوكل على اللـه وأؤمن برزقي.

هل سيكون عباس النوري «أبو عصام» جزءاً من العمل؟

من الممكن جداً أن يكون في العمل ولكن إلى الآن لم نقرر الشخصيات المشاركة، ونحرص في شركتنا على تخريج أجيال جديدة وشابة وإعطاء الفرصة للشباب حتى يثبتوا وجودهم.

ألا يشكل الفنان عباس النوري السبونسر الأول للعمل؟

شركة (قبنض) تبيع على اسمها ولا تُسأل عن نجومها. البطل عندي هو العمل والقصة وليس الشخص. وأعمالي كلها تحمل هوية البطولة الجماعية مثل (لعنة الطين، وعناية مشددة، وحريم الشاويش، وعطر الشام، وطوق البنات، وزمن البرغوث). لذلك لا أفكر كثيراً إن ذهب أحدهم أم بقي. وبفضل الثقة الكبيرة التي حققتها شركتنا عند الكثير من القنوات فإنهم يشترون من غير السؤال عن النجم.
وبكل تأكيد الفنان عباس النوري له خط مهم ويشكل قيمة مضافة للعمل وهو إنسان مثقف، ولكن نحن نعمل على صناعة 100 نجم في سورية لا أن يكون لدينا 10 نجوم فقط.

برأيك هل تم اختراق كتّاب (باب الحارة) حتى رأينا نصوصاً أقل من المستوى؟

قبل البدء قمت بالاعتماد على شهادات كثيرة أجمعت كلها أن الأجزاء الثلاثة الأولى كانت الأفضل من حيث النص. الأمر الذي دفعني للعودة إلى الكاتب الأساسي مروان قاووق.
لذلك لا يهمني من كتب بعده، وبالنسبة لي لم أشاهد حلقة واحدة من العمل، ما يهمني هو رأي الناس فقط.

هل سنرى العمل من جديد ينافس أهم المسلسلات العربية؟

في ظل الأزمة لم تهزم الدراما السورية رغم ضعفها وقدمنا درامانا إلى كل العرب، ولم أترك مهرجاناً في الأزمة إلا وذهبت إليه لنوصل رسالتنا إلى الخارج ونقول إن الدراما موجودة. وحصلنا على العديد من الجوائز منها في البحرين نلت جائزة ذهبية، ومصر أكثر من 20 جائزة ولبنان وتونس وسورية والعراق. فما بالك الآن؟ بالطبع أثق بأننا سننجز عملاً مهماً يترك أثراً عند الناس.

ما الجديد الذي سيحمله توقيعك؟

العمل سيضم عدداً من النجوم حتى من خارج سورية، على اعتبار أن البيئة الشامية تجمع أشخاصاً من لبنان والأردن ومصر تزوجوا وسكنوا فيها، وكلنا في بلد واحد اسمه بلاد الشام.
والآن أقوم ببناء مدينة باسم «قبنض». في منطقة دير قانون بالقرب من الديماس، من ضمنها حارة تدعى «الصالحية» التي سنصور فيها العمل.

قيل إن شركة «قبنض» تبيع الحلقات بأسعار بخسة، وعملت على كسر السوق لماذا؟

هذا الكلام غير دقيق، وظهرت العام الماضي على قناة mbc، وlbc والجديد، وبينت عقودي، هذا مجرد كلام للنيل من قدرتنا وليس له أساس من الصحة، هو نوع من الغيرة لأننا نبيع أكثر من غيرنا وبأسعار أفضل، ولأن الكثير من الشركات لا تعرف كيف تبيع فيقومون بالادعاء ليسوغوا لأنفسهم فشلهم، أو ربما يكون دهاء من المحطات في أن تخبرهم بأنها تأخذ مني بسعر زهيد لينزلوا بأسعارهم.

ما قائمة الأعمال الجديدة لدى الشركة المجدولة للموسم القادم؟

(فرصة أخيرة 66 حلقة، وعطر الشام الجزء الرابع، وطوق البنات الجزء الخامس، وجوكر، وعمل كوميدي أردني سوري. للمخرج محمد نصر الله، واسمعوني للمخرجة سهير سرميني، وعمل بيئي بعنوان كرسي الزعيم).

ما رأيك بعودة الفنانين الذين خرجوا منذ بداية الأزمة؟

السيد الرئيس قلبه كبير وهو بمنزلة الأب والأخ الكبير الذي يسامح أبناءه وأخوته على أمل إصلاحهم. وحكمته علمتنا أن نسامح الجميع ونرحب بهم.

وجهة نظر

القضية باختصار كما رواها كل من محامي محمد قبنض (محسن شيخ السوق)، ومحامي مروان قاووق (عامر سعد): العمل وفكرته في الأساس للكاتب مروان قاووق منذ الجزء الأول ومحمي من وزارة الثقافة، وهناك تنازل في كل من أجزاء الرابع والخامس والسادس والسابع لبسام الملا وتم تكليف كاتب آخر بالعمل.
وعاد قاووق لكتابة الجزأين الثامن والتاسع لتبدأ الخلافات بين شركتي (قبنض) و(ميسلون) التي يملكها بسام الملا.
وبعد ذلك تنازلت شركة قبنض لميسلون عن إنتاج الجزأين الثامن والتاسع مقابل اتفاق أبرم بينهما، وفي الجزء العاشر تجدد الخلاف بين قبنض والملا وعاد قاووق إلى كتابة النص.
هي دعوى جزائية وليست دعوى مدنية. أما بالنسبة للخلاف المدني بين مؤسستي ميسلون وقبنض فهذا الأمر حسم لمصلحة شركة قبنض ولا يستطيع بموجبه الملا التصوير، ونستطيع إيقافه في أي وقت.
نحن اشترينا النص من قاووق بحكم قضائي ووضعناه في التنفيذ وأخذنا شهادة ملكية من لجنة صناعة السينما، طبعاً هذا القرار لم يرق للملا الذي اعترض عليه وإلى الآن الاعتراض قائم وأصبحت إشكالات بالتنفيذ فقط ولكنه لم يأخذ القرار الأساسي.
لدى الملا مسألة يلوّح بها دائماً ليس لديها ارتباط بباب الحارة هي شهادة حماية علامة فارقة لاسم باب الحارة، توضع على المنتجات في وزارة التموين، وللأسف نحن هنا نتحدث عن فكر ومنتج أدبي، ربما العمل بالنسبة له تمويني.
الجديد الآن نحن انتهينا من الإشكالات التنفيذية وأخذنا إذن التصوير والموافقة الأمنية وسنباشر التصوير في أقرب وقت.

على الهامش

توخياً للدقة وضرورة وجود الآراء المتعددة للأطراف المتنازعة تواصلنا مع عدد من المعنيين بالجهة الأخرى ولم نستطع أن نحصل على أي حديث أو تصريح وغاية ما وصلنا إليه موافقة أحدهم على التصريح بعد انتهاء المرحلة التفاوضية بين قبنض والملا..!
والجدير ذكره أننا أثرنا موضوع باب الحارة العام قبل الفائت وفي اللحظة الأخيرة تم الاتفاق بين طرفي النزاع فهل تعود المسألة كما في الجزء السابق إلى التفاوض وتخلي أحد الأطراف عن إنتاج باب الحارة لجهة أخرى؟!
وهل تعد هذه الحركة للحصول على عوائد مادية وحسب؟
وهل هذا النزاع لمصلحة الدراما السورية؟
ألم يبق من فكرة سوى ما كان في باب الحارة؟
هل باب الحارة استثمار بالمال المستعار عن طريق هذا المنتج أو ذاك؟
أم هو استثمار بنجوم يجري استبدالهم مراراً وتكراراً وبأقلام تتلون بمزاج المحطات وطلباتها وشروطها؟ أم هو استثمار بالجمهور الذي أعلن ملله واستياءه؟
هل اتفاق المنتجين اتفاق مصالح؟.. وعلى حساب من؟
ألا يستدعي كل ذلك التساؤل فيما إذا كان لباب الحارة «صندوق أسود»؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن