سورية

الأمم المتحدة ت ستجيب بمزيد من «التباكي».. و«اليونسكو» رأت أنها «جريمة ضد الحضارة»…بعد تدمير داعش لمعبد بل.. سورية تجدد الدعوة لتضافر الجهود للقضاء على الإرهاب

«القومي الاجتماعي» طالب باتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المرتكبين والداعمين

 وكالات : 

في مقابل الدعوة السورية إلى تضافر كل الجهود الصادقة من أجل القضاء على الإرهاب التكفيري الظلامي، صوناً للاستقرار والسلم الإقليمي والدولي وحفاظاً على التراث الحضاري والثقافي للإنسانية جمعاء، واصلت الأمم المتحدة لعب دور المتفرج المتباكي على تراث آلاف سنين الحضارة وهي تدمر وتحرق في سورية والعراق على أيدي تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يستثن البشر ولا الحجر.
فبعد تباكيها على تدمير التنظيم لمدينة نمرود الأثرية ومعظم آثار الموصل في العراق وصولاً إلى مدينة تدمر وتدميره معبد بعل شمين وغيره من الآثار في سورية، ها هي المنظمة الأممية المولجة الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وفرعها للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» المختص رعاية التراث الحضاري الإنساني، تجدد «تنديدها» بتدمير تنظيم داعش لمعبد بل الأثري في مدينة تدمر العائد لعام 32م، معتبرةً أنها «جريمة لا تغتفر بحق الحضارة» الإنسانية.
وفي تصريح له قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: «مرة جديدة يسفر تنظيم داعش الإرهابي عن وجهه الهمجي وذلك بتدمير معبد بل الذي يعتبر أحد أبرز معالم مدينة تدمر الأثرية التاريخية»، مبيناً أن هذه الجريمة الجديدة ضد الإرث الثقافي والحضاري والتاريخي لسورية توضح حقيقة العدوان الذي تتعرض له سورية والذي يستهدف وجودها وهويتها وذاكرتها الحضارية ودورها البناء المتجدد عبر التاريخ.
وأضاف المصدر في التصريح الذي بثته وكالة «سانا» للأنباء: إن سورية التي راعها هذا الاعتداء البربري تجدد الدعوة إلى تضافر كل الجهود الصادقة من أجل القضاء على الإرهاب التكفيري الظلامي صوناً للاستقرار والسلم الإقليمي والدولي وحفاظاً على التراث الحضاري والثقافي للإنسانية جمعاء.
وعلى الفور وصلت الدعوة السورية مسامع منظمة الأمم المتحدة، فندد المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك بتدمير داعش للمعبد الأثري.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دوجاريك قوله في بيان: «إن هذا التدمير غير مبرر لموقع ذي قيمة لا تقدر بالنسبة إلى تراثنا العالمي المشترك».
وأكدت المنظمة الدولية الإثنين تعرض معبد بل في مدينة تدمر للتدمير اعتماداً على صور التقطتها أقمار اصطناعية، ليصبح بذلك ثاني معبد يدمره داعش في غضون أسبوع في تدمر.
وقال معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث «يونيتار»: «بوسعنا أن نؤكد واقعة تدمير المبنى الرئيسي لمعبد بل وكذلك لصف من الأعمدة ملاصق له»، مشيراً إلى أنه خلص إلى هذه النتيجة استناداً إلى صور التقطتها أقمار صناعية بعد التفجير الذي هز أرجاء المدينة الأثرية الأحد وشكل الفصل الثاني من الأعمال التخريبية التي يرتكبها التنظيم الإرهابي بحق المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.
وكان آخر المنددين الأمميين، فرع الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم المختص برعاية التراث الحضاري الإنساني ويدرج مدينة تدمر بآثارها على لائحته لهذا الغرض، حيث اكتفى كغيره من الدول وكمنظمته الأم بـ«التنديد» بتدمير داعش للمعبد معتبرةً أنها «جريمة لا تغتفر بحق الحضارة» الإنسانية.
وعبرت «اليونيسكو» في بيان عن «عميق حزنها»، كما أكدت مديرتها ايرينا بوكوفا أن «هذه الجريمة لن تمحو 4500 سنة من التاريخ».
وأكد بيان اليونيسكو أنه «أمام هذه الجريمة الجديدة، تؤكد اليونيسكو تصميمها على متابعة حماية ما يمكن حمايته من خلال نضال لا هوادة فيه ضد المتاجرة المحظورة بالقطع الأثرية من خلال التوثيق والربط بين آلاف الخبراء في سورية والعالم الذين يعملون على تشجيع نقل هذا التراث إلى الأجيال القادمة بما في ذلك عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة».
وقبيل تدميره لمعبد بل بأيام قليلة، دمر داعش معبد بعل شمين الشهير في مدينة تدمر ما أدى إلى تدمير الهيكل وانهيار الأعمدة.
وفي دمشق أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدة «الجريمة» الهمجية التي ارتكبها التنظيم المتطرف باستهداف معبد بل. وقال رئيس المكتب السياسي للحزب جوزيف سويد في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: إن «هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإرهابية التي تستهدف أرضنا وحضارتنا وهويتنا».
وأضاف: «إننا نضع هذه الجريمة النكراء برسم المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والقانونية والثقافية والإنسانية»، محملا جميع الدول الداعمة والممولة والمساندة للإرهاب المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم»، مطالبا باتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المرتكبين والداعمين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن