سورية

برلين تكسر القيود على مشاركة طهران في حل الأزمة السورية.. و«الحرس الثوري» يؤكد: واجب إيران تقديم دعم شامل وحاسم لدمشق…ظريف يصوغ في تونس والجزائر إطاراً ضد الإرهاب: لعدم تنفيذ ما تراه الأطراف الخارجية في سورية واليمن

فيما كانت ألمانيا تعمل على كسر القيود على مشاركة إيران في حل الأزمة السورية، كانت الدبلوماسية الإيرانية تعمل على صوغ إطار موحد مع كل من تونس والجزائر لمواجهة الإرهاب، مؤكدةً في ذات السياق عدم تنفيذ ما تريد الأطراف الخارجية لحل أزمتي اليمن وسورية.
واعتبر الحرس الثوري الإيراني، أن من واجب بلاده تقديم الدعم الحاسم والشامل لسورية، معرباً عن استعداده لنقل تجاربه إلى جبهة المقاومة في المنطقة ولمواجهة «الحروب بالوكالة» ضدها.
من تونس شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على «ضرورة احترام مطالب الشعب في كل من سورية واليمن وعدم تنفيذ ما تراه الأطراف الخارجية».
وأشار ظريف في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الإيرانية في تونس العاصمة، إلى أنه بحث مع مسؤولين تونسيين «مسألة ضرورة مكافحة التطرف والطائفية في المنطقة».
ووصل ظريف إلى تونس أول أمس، حيث التقى رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، واستعرض مسائل تتعلق بالتعاون الإقليمي بين البلدين كون المنطقة تواجه قضايا التطرف والإرهاب وعدم الاستقرار.
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي هجومين دمويين في تونس العام الحالي، أسفرا عن مقتل 59 سائحاً أجنبياً وشرطياً تونسياً واحداً، فضلاً عن أن أكثر من 4 آلاف تونسي يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية في كل من سورية والعراق كداعش و«جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية. وأضاف ظريف في مؤتمره الصحفي أمس، بعد لقاء جمعه ونظيره التونسي الحبيب البكوش، «نتفق مع أصدقائنا التونسيين على أن مكافحة تنظيم (داعش) ليست مجرد عملية عسكرية»، واستطرد قائلاً: «يجب أن تكون هناك حملة متعددة الأوجه: ثقافية، دينية، سياسية وإن لزم الأمر عسكرية ضد هذا التهديد».
وأفاد «نحن بحاجة إلى اجتثاث المصادر والأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى بروز هذه الظاهرة».
وذكرت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها أن البكوش وظريف، تبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الأوضاع في كل من ليبيا وسورية والعراق واليمن، حيث أكد الطرفان مساندتهما للجهود المبذولة من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمات عبر الحوار.
واقتربت تونس من استعادة علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع سورية خلال الأشهر الماضية، إلا أن ضغوطاً خليجية أحبطت ذلك، فاكتفت تونس بتعيين قنصل عام في دمشق.
ومن المقرر أن يغادر ظريف تونس متوجهاً إلى الجزائر حيث يبحث مع المسؤولين الجزائريين الجهود لمواجهة الإرهاب في المنطقة.
في طهران أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أن من واجب إيران تقديم الدعم الحاسم والشامل لسورية، مشدداً على أن قوات الحرس الثوري مستعدة لتقديم الدعم الاستشاري ونقل تجاربها إلى جبهة المقاومة في المنطقة ولمواجهة الحروب التي تشن بالنيابة وتثيرها القوى المعادية لهذه الجبهة.
وقال جعفري في مؤتمر صحفي أمس: «سنجري خلال هذا العام 20 مناورة عسكرية تم التخطيط لتنفيذها ونحن بذلنا قصارى جهودنا لتطوير دقة الإصابة في الصواريخ البالستية التي يبلغ مداها دون ألفي كيلو متر ونرفض أي قيود على هذا الصعيد»، وأشار إلى أن «القلق بعد الاتفاق النووي يتمثل في تصور البعض بأن عداء أميركا لإيران انتهى أو انخفض»، وأكد «أن السبيل الوحيد للتصدي للعداء الأميركي يتمثل في الحفاظ على الاقتدار العسكري وتطويره».
بدوره أكد رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران محمد يزدي أن أميركا تثير الأزمات والفتن في المنطقة للحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي.
وقال يزدي في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمجلس خبراء القيادة: إن «الأعداء يحاولون تغيير الحكومة السورية على حين أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مستقبله بنفسه من دون أي تدخل بشأنه».
في برلين أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ترحيب بلادها بمشاركة إيران في أي مفاوضات تهدف إلى حل الأزمة في سورية.
تصريحات ميركل التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الألمانية، تشير إلى تغير في السلوك الأوروبي إزاء إيران منذ أن وقعت الاتفاق الشامل لإنهاء أزمة ملفها النووي مع مجموعة 5+1، والتي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى جانب ألمانيا. وقد عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن مواقف مماثلة الأسبوع الماضي.
وعندما سئلت إن كانت تعتقد أن إيران يمكنها أن تقوم بأي دور بناء، قالت ميركل: «أعتقد أن إيران لها قدر كبير من النفوذ على ما يحدث في سورية. وأي طرف موضع ترحيب للمشاركة بطريقة بناءة في المفاوضات»، ودعت إيران إلى تغيير مواقفها من إسرائيل.
(أ ش أ– سانا– رويترز– أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن