رياضة

كأس آسيا – الإمارات 2019 … الكنغارو الأسترالي كسب الرهان ومنتخبنا خسر في الامتحان

| ناصر النجار

لم يصلح (فجر) ما أفسده (شتانغة) هذا هو العنوان العريض لمباراتنا الأخيرة مع أستراليا ولخروجنا المبكر من النهائيات الآسيوية صفر اليدين وهي التي عقدنا عليها الآمال الكبيرة والعريضة وعقدنا العزم على بلوغ أعلى سقف في البطولة، ودفعنا العير والنفير من أجل تحقيق ذلك. لكن للأسف لم نحقق أدنى تطلعات الجمهور ولم يعط المنتخب الصورة المطلوبة منه.
وسبق أن قلنا إن منتخبنا لا يفلح في المباريات المصيرية، وآخرها كانت أستراليا التي أحبطتنا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وها هي تحبطنا أمس، والأردن سبقتها في نهائيات 2011 التي خسرنا أمامها بالمباراة المصيرية 1/2، والعراق هكذا، ومثلها أوزبكستان، والقائمة تطول في البطولات الدولية والآسيوية والعربية.
هذه علة كرتنا على مدى العصور والدهور ومع اتحادات كروية متعددة.
كلنا مقهورون، لكن أين يكمن الحل؟ المدرب الأجنبي (خدعنا) والوطني (لم يطربنا) فما السبيل؟
أعتقد أننا بحاجة إلى إستراتيجية واقعية منطقية تبدأ العمل بالكرة من القواعد، مثلما فعلت اليابان والصين وغيرهما من البلدان، وأعتقد أن منتخبنا الحالي رغم أنه فشل في امتحانه إلا أنه يمكننا البناء عليه، فالعودة إلى نقطة الصفر أمر غير محمود.
هناك العديد من السلبيات التي وقع فيها المدرب الألماني، وما زلت أصر على أنه يتحمل مسؤولية الإخفاق، أول هذه السلبيات أن منتخبنا لم يصل إلى تمام الانسجام، ومن الأدلة على ذلك أن منتخبنا أشرك أغلب لاعبيه في المباريات الثلاث باستثناء الحارسين الاحتياطيين.
ومن السلبيات أن شتانغة لم يزرع في صفوف المنتخب روح المحبة والألفة، بل زرع التفرقة وكأنه يمشي بمقولة (فرّق تسد).
في كل المباريات الاستعدادية التي لعبها تشانغة وأشرك فيها (37) لاعباً على مستوى التجريب والاختبار، لم يقدم الأداء المطلوب بل أضاع شخصية الفريق وهويته التي بناها في التصفيات الآسيوية الأولى والتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم.
إضافة إلى المدرب الألماني فإن المدرب المساعد طارق جبان يتحمل المسؤولية، لأنه كان يجب عليه أن يضع اتحاد الكرة بصورة سوء إدارة تشانغة الفنية، وإن لم يستجب إليه أحد فعليه أن يستقيل.
اتحاد كرة القدم أخطأ بالصبر على شتانغة وكان المفترض به أن يقيله بعد التعادل مع فلسطين مباشرة.
الآن ماذا علينا أن نفعل؟ العمل بردود الأفعال هو أكبر خطأ فعلينا دراسة الأخطاء المرتكبة بعقلانية وواقعية، وعلينا العمل وفق خطة إستراتيجية، فقد خسرنا بطولة ولم نخسر الحياة، فلا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة.

بداية متميزة
قدم منتخبنا أجمل عشرين دقيقة مطلع الشوط الأول وكان الأفضل بكل شيء وضاعت منه فرص حقيقية عبر رأسية السومة فوق المرمى وتسديدة الخريبين التي ابتعدت عن القائم الأيسر رد الكنغارو بكرة قوية تصدى لها العالمة بشطارة، وطالب السومة بجزاء تجاهلها الحكم، ثم ألغى هدفاً للخريبين للاحتكاك مع المدافع.
انتقلت السيطرة للأستراليين الذين هددوا مرمانا بكرتي ماكلارين ردهما العالمة بشجاعة، وهدف أوروبي سجله أوير ماييل من خارج المنطقة د41. عمر الخريبين أعاد المباراة إلى نقطة البداية بعد دقيقتين بتسجيله هدف التعادل من موزونة العجان برأسه فارتدت من الحارس وأعادها في الشباك من قلب محروق هدفاً للتعادل.

شوط المدربين
كانت قراءة المدرب الأسترالي للمباراة أفضل، وبالأساس فإن المدرب كان يعرف ما يريد من المباراة، فجاء أسلوبه في الشوط الثاني مطابقاً لأهدافه وكانت تبديلاته تدعم خطته، بينما كان مدربنا يتمنى التعادل كأفضل الحلول وخصوصاً أنه غير مسؤول عن الخروج، وعندما لبى النداء كان من باب المغامرة فربما ينجح ويكسب ما فقده سابقاً، ولا شيء أدل على صدق هذا الكلام إلا تأخره بالتبديل، فكيف لمدرب متأخر على أرض الملعب أداء ونتيجة أن يتأخر في الرهان على أوراقه الرابحة ويبقيها على دكة البدلاء حتى الدقيقة 72؟!.
تلقينا مطلع الشوط الثاني هدفاً (لا طعم له) من سوء تغطية حسين جويد، سجله يكونو ميديس من تحت العالمة د55.
حاول منتخبنا العودة إلى المباراة لكن الخطوط الدفاعية الأسترالية كانت موصدة بإحكام، وتغافل الحكم مرة أخرى عن جزاء واضحة وضوح الشمس د59 دون أي تبرير مقنع، وفرصة التعادل تهيأت لعمر خريبين من مباشرة ردها الحارس، حتى تمكن السومة من إدراك التعادل بجزاء د79.
ربع الساعة الأخيرة من المباراة لم تمض كما نشتهي، فما استطعنا الحفاظ على التعادل، ولا أفلحنا في خطف الفوز الذهبي، وعلى العكس تماماً، حقق الكنغارو ما يريد فسجل توم روجيك هدفاً قاتلاً د93، أضاع به أحلام السوريين ببصيص الأمل المتبقي.
في المباراة الثانية تعادل منتخبا الأردن وفلسطين بلا أهداف.

تحكيم سيء
كان قدرنا أن نظلم في هذه المباراة تحكيمياً، فكل المحللين اعترفوا بأخطاء الحكم المكسيكي التي ظلمت منتخبنا كثيراً في المباراة، وهكذا نعود إلى فقرة (المدعومين) التي نشرناها أمس وتكلمنا فيها عن الأخطاء التحكيمية التي ظلمت منتخبات عديدة على حساب سطوة منتخبات خليجية وغيرها.

بطاقة المباراة
أستراليا × سورية = 3/2.
سجل لأستراليا أوير ماييل د41- يكونو ميديس د55 توم روجيك د93.
سجل لسورية عمر خريبين د43 وعمر السومة د79 جزاء.
حكم الساحة المكسيكي: سيزار ارتورو بالازويلوس.

تشكيلة المنتخب
إبراهيم عالمة- حسين جويد (عبد الملك عنيزان)- أحمد الصالح- عمرو ميداني- مؤيد عجان- محمود المواس- تامر حاج محمد- خالد مبيض (محمد زاهر ميداني)- محمد عثمان (فهد اليوسف) – عمر خريبين- عمر السومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن