رياضة

عجز السلة السورية يعالج بوصفة آسيوية

| مهند الحسني

لم يجد اتحاد كرة السلة مناصاً من ابتداع حلول رمادية للهروب إلى الأمام حيال المشكلة التي اعترضته في ترتيب فرق الوحدة والجلاء والكرامة لتحديد متصدر ووصيف المجموعة، وتغافل الاتحاد عن العجز والعقم الظاهر في لوائحه بالهروب إلى الأمام، وإلقاء الحمل على المكتب الإقليمي لاتحاد غرب آسيا لتجنب الدخول في حوارات جديدة مع الناديين، بعد أن ظهر ضعف الاتحاد في العديد من الملفات، والحلول المنقوصة التي لم ترض الأطراف، ولم تحقق العدالة.

حقيقة
القضية وشرارة الخلاف انطلقت عندما تعادل الوحدة والجلاء في صدارة مجموعتهما في مسابقة كأس الجمهورية لكرة السلة، وكل منهما يطالب أن يكون أول المجموعة تجنبا لملاقاة نادي الجيش ورغبة في الوصول إلى المباراة النهائية.
اتحاد كرة السلة وجد نفسه فجأة في مواجهة مشكلة من صنع يديه، حيث لم تحدد لائحة المسابقة طريقة حسم الترتيب في حال تعادل عدد مرات الفوز والخسارة، وتبادل الفوز ذهابا وإياباً، والتعادل في فارق نقاط الفوز (الوحدة فاز على الجلاء بنتيجة، والجلاء فاز على الوحدة بنتيجة) وبدلا من أن يسعى الاتحاد لحل مشكلته ومعالجتها قام بخطوة أمامية طويلة ومبتكرة، ولكنها ليست جديدة على رياضتنا من خلال تصدير المشكلة للخارج، والاستعانة بآراء واجتهادات خارجية لتقديم الحل لمشكلة داخلية، ولا نعلم إذا كان المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي موافقا على أن تحكم مسابقاته المحلية من جهات قارية، وهل سيقبل هذا المكتب اللجوء إلى هذه الجهات كلما طلب ناد من الأندية ذلك؟ وهل سيكون مرجعنا التشريعي الرياضي موجوداً في طهران، أو لوزان، أو بيروت، أو ربما هونولو؟ وهل يعلم هؤلاء المشرعون ظروف مسابقاتنا؟ وهل يعلمون بأن كرة السلة السورية تمارس اليوم في ظروف استثنائية، وبأن مقومات اللعبة غائبة، وبأن صالاتها تنخفض درجات حرارتها إلى ما دون الصفر مئوية، وبأن وبأن؟ فكيف يمكن لأحكام وتفسيرات هؤلاء المشرعين أن تستوعب تفاصيل مسابقاتنا المحلية الفريدة عالميا، التي تجاوزت في كثير من الأحيان كل التشريعات كلعب مباريات الذهاب والإياب لفرق عدة محافظات في مدينة واحدة، وأمور أخرى كثيرة كانت الحجة جاهزة في تبرير الخروج عن القواعد الدولية، وهي خصوصية منافساتنا المحلية؟

محاضرون ومراقبون
خلال الأعوام السابقة امتلأت شاشات مواقع التواصل الاجتماعي بصور مراقبينا الدوليين، وهم يحاضرون ويراقبون، ويشرحون، ويحللون، ويوجهون، ويقيمون، وفجأة، لم نلمس لهم أي أثر أو حضور، وغابوا تماما عن المشهد في هذه المشكلة، ولم يعتمد عليهم الاتحاد، ولم يرجع إليهم رغم وجود بعضهم ضمن عضوية الاتحاد، وآخرين من خارج العضوية، فلا الأعضاء، ولا غير الأعضاء تم الرجوع إليهم لنجد أنفسنا في موقف الفقير المعدم الذي غاب عنه كل مقومات الحياة، وأننا إذ لا نلوم الاتحاد فقط على تهميش المراقبين والخبرات، ولكننا نلومهم هم أيضاً بعد أن تفرغوا لشرح اتجاه إدخال الكرة والحالات التحكيمية الدقيقة غير الواقعية بينما كان صمتهم مطبقا أمام قضية مصيرية تخص سلتنا المحلية.
استكمالا للأزمة السلوية، وعناصرها الرياضية خاطب اتحاد كرة السلة المكتب الإقليمي لاتحاد غرب آسيا بدلاً من مخاطبة الاتحاد الدولي لمعرفة تفسيره وقراره بهذا الخصوص، ليأتي الرد من المكتب الإقليمي خجولاً وبلا صفة رسمية، ومن دون أي تفسير بأن الترتيب هو على الشكل التالي الجلاء أولاً والوحدة ثانياً.

خيبات
سلتنا اليوم وأكثر من أي يوم تعاني الأمرين، فلا هي أفلحت بمنتخباتنا الوطنية، ولا نجحت في تنظيم مسابقاتنا المحلية، واتحادها هروبا من دوره ومسؤوليته انتقل من مشكلة إلى مشاكل، وهنا السؤال لماذا اعتمد اتحاد كرة القدم في سنوات سابقة على تفسير داخلي للوائحه عند الاختلاف حول أحقية نادي الكرامة والاتحاد؟ وبناء عليه ونظرا لغياب النص عن اللائحة قام بتنظيم مباراة فاصلة على أرض محايدة، ولماذا لم يراسل اتحاد كرة القدم يومها لوزان وكوالالمبور، وهونولو للهروب من مسؤوليته، وإلقائها على جهات دولية، رغم أن القضية يومها تعلقت بلقب بطولة، وليس بتأهل إلى نصف نهائي، أو مباراة نهائية؟

خلاصة
فهل اتحاد كرة السلة اليوم بات أضعف من أن يتخذ قرار ترتيب فرق مجموعة، أم إن في الأمر ما لا نشاهده، ولكن نشعر به؟ وهل بات قرار الاتحاد يدار من مراكز قوى داخلية تحاول أن تبني لنفسها أمجادا وهمية نعلم أن خصال الخير موجودة لدى رئيس الاتحاد، وبعض أعضائه، ولكننا لم نلمس ذلك من جميع الأعضاء، وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن