سورية

أكد ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورحب بالحوار مع الأكراد … لافروف: الحكومة والجيش يجب أن يسيطرا على شمال شرق البلاد

| وكالات

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الحكومة السورية والجيش السوري يجب أن يسيطرا على المناطق التي تنسحب منها أميركا، وذلك بعد مقترح من الولايات المتحدة بإقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركية، وأكد أن الإرهابيين في إدلب مازالوا يشكلون بؤرة إرهابية ينبغي القضاء عليها.
وخلال مؤتمره الصحفي السنوي حول حصاد الدبلوماسية الروسية لعام 2018، قال لافروف، بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» في رده على سؤال حول مصير المناطق التي تنوي الولايات المتحدة الانسحاب منها في سورية: «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية».
وأشار لافروف إلى المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي حول إنشاء ما سماه «منطقة آمنة»، وشدد في معرض تعليقه على الأمر، بوجوب «تقييم إنشاء المنطقة الآمنة، في إطار وحدة الأراضي السورية»، مشيراً أن الهدف الرئيسي هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية بموجب القرار الأممي الذي وافق عليه جميع أعضاء الأمم المتحدة بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وتركيا. وقال في هذا السياق: «يجب النظر إلى هذه المنطقة الآمنة من منظور قدرة الدولة السورية على تحقيق وحدة أراضي البلاد في أسرع وقت، وبالطبع سنناقش هذا الأمر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حين يزور موسكو للقاء الرئيس (فلاديمير) بوتين». وأضاف: «نرحب بالاتصالات التي بدأت الآن بين ممثلي الأكراد والسلطات السورية بهدف الاتفاق على كيفية استعادة الحياة ضمن دولة موحدة، من دون تدخلات خارجية».
وقبل عدة أيام أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر «تويتر» عزمه إنشاء «منطقة آمنة» في الشمال السوري بعمق 32 كيلومتراً، وعقب هذا الإعلان جرى اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، تناولا فيه تفاصيل هذه المنطقة، ليعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عقب ذلك، عزم الرئيس التركي زيارة روسيا في 23 من الشهر الحالي، بهدف تنسيق الوضع الناجم بُعيد قرار الانسحاب الأميركي من سورية.
وتطرق لافروف إلى خطة الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية، وأشار إلى تضارب المواقف الأميركية بخصوص تفاصيل هذه العملية، مذكراً بالقول المأثور الذي جاء على لسان الكاتب الأميركي مارك توين: «الإقلاع عن التدخين من أسهل الأمور في العالم، فعلت ذلك مرارا!». وحول الوضع في إدلب، اعتبر وزير الخارجية الروسي، أن الإرهابيين المنتشرين في محافظة إدلب وخاصة تنظيم «جبهة النصرة» يشكلون بؤرة رئيسية للإرهاب في سورية، وهم يواصلون خرق اتفاق المنطقة «المنزوعة السلاح» وقصف مواقع الجيش السوري والقرى والبلدات المجاورة، ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم الأمر الذي «يتطلب القضاء على الإرهاب»، واستكمال الحرب عليه، وخاصة في الوقت الذي فرضت فيه «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لـ«جبهة النصرة» الإرهابية، السيطرة الكاملة على محافظة إدلب.
وجدد لافروف التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تزال تحتل أجزاء في منطقة التنف وهي تتحمل كامل المسؤولية حول مصير المهجرين الموجودين في هذه المنطقة.
وأوضح لافروف، أن الولايات المتحدة تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القاطنين في «مخيم الركبان»، لافتاً إلى أن منظمات الأمم المتحدة تعتزم تنظيم قافلة إنسانية جديدة إلى المنطقة الأمر الذي يتطلب من واشنطن توفير شفافية كاملة لإيصال هذه المساعدات إلى المهجرين وضمان عدم وقوعها بأيدي الإرهابيين الذين تحميهم في منطقة التنف.
وأشار لافروف إلى أن الإرهاب الدولي يخسر الآن في سورية، وأن أولوية بلاده هي إنشاء تحالف دولي شامل ضد الإرهاب، مؤكداً ضرورة مواصلة العمل على حل الأزمة في سورية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، مضيفاً: أن موسكو ستواصل العام المقبل عملها على تثبيت النزعات الإيجابية في هذه البلاد.
وفي سياق آخر، أعرب لافروف عن قلق بلاده من النشاط العسكري لحلف الناتو واقترابه من الحدود الروسية، وبين أن الأوضاع في العالم ظلت خلال العام الماضي صعبة ومعقدة مع تصعيد حدة النزاعات نتيجة إصرار بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة على رفض واقع العالم متعدد الأقطاب وسعيها إلى فرض إرادتها عبر أدوات القوة والاقتصاد والدعاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن