ثقافة وفن

وفاة شرير السينما المصرية الأنيق … سعيد عبد الغني.. درس الحقوق واستهواه التمثيل فهجر الصحافة

| وائل العدس

لم يمر الشهر الأول من العام الجاري من دون أن يخطف أول الفنانين، هكذا فارق الممثل المصري سعيد عبد الغني الحياة عن عمر 81 عاماً إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد بعد مسيرة طويلة وفنية في عالم الفن.
ويعد الراحل من أبرز رواد العصر الذهبي للسينما المصرية، وقد توفي في الشهر الذي شهد مولده، حيث تدهورت حالته بشدة، في نهاية كانون الأول، وأصبح غير قادر على الحركة والكلام والتنفس، فتم نقله إلى العناية المركزة.

من الصحافة
ولد في كانون الثاني عام 1938 في محافظة الدقهلية، تخرج في كلية الحقوق في عام 1958، ولم يكن في حسبانه أنه سيعمل في الفن، فقد اتجه إلى العمل في جريدة «الأهرام» وعمل في القسم الفني، ثم ترقى حتى أصبح رئيس القسم الفني بالجريدة، ومنها ترأس القسم الفني بجريدة «الأهرام المسائي»، وخلال فترة عمله بهذه الجريدة تعددت لقاءاته وحواراته مع الممثلين والمخرجين وكان ذلك بداية الالتحاق بالتمثيل.
وخلال حرب حزيران من عام 1967 كان الراحل يعمل مراسلاً حربياً، وخلال تغطيته لأحداث الحرب تعرض لصدمة شديدة عقب رؤيته لجثث وأشلاء.
وعقب انتهاء الحرب ظل لمدة 10 أيام كاملة لا يتحدث مع أحد ولا يتناول الطعام، ورفض منذ تلك اللحظة ارتداء أي ألوان في ملابسه سوى اللون الأبيض لكراهيته للون الأسود الذي يذكره بالحداد على أصدقائه، وبعدها طلب من رئيس تحرير «الأهرام»، نقله للقسم الفني.
200 عمل

بداية حياته الفنية كانت على خشبة المسرح وكانت أولى مسرحياته مسرحيتي «القرار» و«جبل مغناطيسي» على مسرح الطليعة عام 1973، ومثل في تلك الفترة أيضاً في عدة أعمال تليفزيونية.
بدأ أعماله الفنية في المسرح ثم في عام 1973 مثل للتلفاز عدداً من السهرات والمسلسلات التلفازية، وظهر للمرة الأولى في السينما مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «العصفور» عام 1972، ثم تبعه بدور آخر في فيلم «المذنبون»، بعدها تتابعت أعماله السينمائية والدرامية والمسرحية فقدم ما يزيد على 200 عمل خلال مشواره الفني، وخلال مشواره اشترك بعدة أدوار كان القاسم المشترك بينها شخصية الرجل الشرير الأنيق.
ومن أهم أفلامه «امرأة في مهب الريح» و«الفاتنة والصعلوك» 1974 و«المذنبون» 1975 و«عندما يسقط الجسد» 1976 و«الغربة» 1977 و«إحنا بتوع الأتوبيس» 1979 و«دماء على الثوب الوردي» 1981 و«رجل في سجن النساء» 1982 و«الطماعين» 1984 و«زوج تحت الطلب» 1985 و«ابنتي والذئاب» 1986 و«روض الفرج» 1987 و«أيام الغضب» 1989 و«امرأة وحدة لا تكفي» 1990 و«زمن الجدعان» 1991 و«الشقي» 1992 و«علاقات مشبوهة» 1996 و«امرأة تحت المراقبة» 2000 و«رحلة مشبوهة» 2001 و«حبك نار» 2004.
ومن أهم الأعمال الدرامية التي شارك فيها «الغربة» 1977 و«مبروك جالك ولد» 1980 و«الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين» 1981 و«الخليل بن أحمد» 1982 و«صرخة بريء» 1987 و«يحكى أن» 1989 و«المزاد» 1993 و«الفرسان» 1994 و«رد قلبي» 1998 و«أم كلثوم» 1999 و«الوشاح الأبيض» 2000 و«نساء لا تعرف الندم» 2009 و«شمس الأنصاري» 2012 و«ولادة السيدة» 2015.
حصل على جائزة أفضل ممثل دور ثان عن فيلم «أيام الغضب» 1989، كما حصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون عام 1996، وكان آخر تكريم له في الدورة 65 لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما في 2017، وشهد حفل الافتتاح الظهور الأخير للفنان الراحل في أي مناسبة، وبدت علامات التقدم في العمر واضحة عليه.
يعمل ابنه أحمد سعيد عبد الغني في التمثيل أيضاً وورث عن أبيه تقديم أدوار الرجل القوي والشرير أحياناً، والذي يتأنق دائماً ويهتم بملابسه، ويظهر في أفضل صورة.

وصية
نفى نقيب الممثلين أشرف زكي الأنباء التي تم تداولها مؤخراً حول تحرير الفنان الراحل سعيد عبد الغني وصية طالب فيها بتخصيص 17 مليون جنيه من تركته لمصلحة مرضى السرطان، مؤكداً أن الفقيد مر في الفترة الأخيرة من حياته بغيبوبة طويلة، ولم يتواصل إلا مع ابنه أحمد ولم يطلب محاميه.
الشائعة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أفادت بأن الفنان سعيد عبد الغني ترك وصية لابنه الفنان أحمد بألا يدخل عليه أحد بعد موته إلا أفراد أسرته، وألا تقام له سرادق عزاء بحضور نجوم الفن وأن يتبرع بـ17 مليون جنيه، وهو ما تبيّن كذبه بالكامل، وأكد أشرف زكي أنه ملّ من مثل هذه الشائعات السخيفة التي تطارد نجوم الفن في حياتهم وبعد موتهم.

رثاء إلكتروني
خيم الحزن على الوسط الفني المصري إثر الإعلان عن وفاة النجم سعيد عبد الغني، بعد صراع مع المرض لتتحول مواقع التواصل الاجتماعي لسرادق عزاء مملوءة بالكلمات المؤثرة لوداعه.
أبدى ​عادل إمام​ حزنه الكبير حيث نشر مقطع فيديو يجمعهما من فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس»، وعلق بـ: «وداعاً سعيد عبد الغني».
أما نادية الجندي فكتبت: «رحل عنا اليوم الفنان الكبير سعيد عبد الغني.. اللـه يرحمه يارب نسألكم الفاتحة.. فقدنا فناناً جميلاً ومحترماً وملتزماً من الفنانين اللي سعدت جداً بالشغل معهم في عملين مهمين.. خالص التعازي لابنه ولأسرته».
وأعربت الفنانة سهير رمزي عن حزنها الشديد وكتبت: «إنا لله وإنا إليه راجعون، رحل عن عالمنا الفنان القدير سعيد عبد الغني، اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وثبته عند سؤال الملكين، خالص التعازي لابنه ولكامل أسرته».
وكتب سامح الصريطي: «وداعاً للفنان والصحفي الكبير الحبيب سعيد عبد الغني، وقع الخبر كالصاعقة وأنا في سلطنة عمان وجر معه شريطاً من ذكريات الفن والإبداع والصحبة الجميلة داخل مصر وخارجها، رحمك اللـه يا سعيد وغفر لك وتغمدك برحمته وأسكنك فسيح جناته وجعل ابنك أحمد خير خلف لخير سلف وله وللأسرة الصبر وخالص العزاء».
ونشر سعد الصغير صورة للراحل وعلق: البقاء لله وإنا إليه راجعون، الفنان الجميل سعيد عبد الغني رحمه الله».
وأعربت الفنانة منة فضالي عن حزنها الشديد وكتبت: «لا حول ولا قوة إلا بالله، النجم الجميل سعيد عبد الغني في ذمة الله، ربنا يرحمه برحمته، حتوحشنا يا أستاذ، أرجو قراءة الفاتحة».
ونعت الفنانة اللبنانية مادلين طبر، الفنان الراحل وقالت: «الله يرحم الفنان والإعلامي الكبير سعيد عبد الغني، خسارة عمري ما اشتغلت معه، كاراكتر نادر في السينما المصرية، جمع أناقة الأداء وتفرده بالشر الشيك غير الصريح، تعازي للوسط الفني والإعلامي ولعيلته، وأخص بالذكر زميلنا ابنه الممثل المتميز أحمد، رحمه الله، كبير من جيل الكبار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن