سورية

تقرير أكد استخدام أنقرة ضباطاً سابقين لتدريب الإرهابيين وتسليحهم بهدف «قلب النظام» … مسؤول أميركي سابق: شراكة أردوغان مع المتطرفين تشكل تحدياً أمنياً دائماً للمنطقة

| وكالات

حذر المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مايكل روبين، من أن شراكة النظام التركي المستمرة مع الجماعات المتطرفة في سورية ستشكل تحدياً أمنياً دائماً للمنطقة وتركيا نفسها، على حين أكد تقرير أن هذا النظام استعمل ضباطاً سابقين لديه لتدريب وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية.
وبحسب وكالة أنباء «هاوار» الكردية، استند روبين في مقال تحليلي له في مجلة «واشنطن ايكسامينير» الأميركية، على تقرير أعده عبدالله بوزكورت، قال الأخير فيه: «إن إبراهيم سن، الذي تم اعتقاله فيما بعد في باكستان كعضو في(تنظيم) «القاعدة» (الإرهابي)، كان مسؤولاً عن نقل تعليمات الاستخبارات التركية إلى مجموعات في سورية، والأهم من ذلك، نقل 600 ألف دولار إلى «حركة الشباب الصومالية» في عام 2012».
وأوضحت الوكالة، أن روبين هو باحث مقيم في معهد «أميركان إنتربرايز» ومسؤول سابق في «البنتاغون».
ووفقاً لـبوزكورت الذي كان يعمل كصحفي سابق في إحدى الصحف التركية، حاولت السلطات التركية إخفاء عمل سن حول سورية، في حين أشار روبين إلى أن الحكومة التركية أسقطت التحقيقات التي جرت عام 2014، وأقالت رؤساء الشرطة والمدعين العامين والقضاة الذين شاركوا في التحقيق ومقاضاة ومحاكمات سن ورفاقه.
وبحسب روبين، كشفت عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية التي حصل عليها ممثلو الادعاء بموجب أمر من المحكمة، عن صلات سن بوكالة الاستخبارات التركية.
واعتقد المحققون، أن سن استخدم العديد من المنظمات غير الحكومية الأمامية، بما في ذلك مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية، لإخفاء الشحنات غير القانونية لـ«الجهاديين» في سورية، وأن ثلاثة أشخاص تعرفت عليهم الشرطة كشركاء لـسن في تهريب البضائع إلى سورية هم عمر فاروق أكسيبزي (الذي يعمل في فرع هيئة الإغاثة في فرع قيصري)، وريد كامدالي (عضو في هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في فرع قيصري) وإبراهيم هليل إجلي (يعمل في فرع كيليس).
وبحسب ما ذكرت الوكالة نقلاً عن التقرير، فقد أظهرت نسخ من سجلات التنصت على المكالمات الهاتفية بين سن وهؤلاء النشطاء، كيف كانوا يخططون لاستخدام سيارات الإسعاف لنقل البضائع إلى «الجهاديين»، عندما منع الحاكم الشاحنات الصغيرة من العبور إلى سورية.
وأشار الكاتب إلى أن تركيا كانت تدعم بنشاط أحد أعضاء «القاعدة» في سورية، وكانت على الأقل تدعم داعش بعدم تحركها ضده. وأضاف: «إن شراكة تركيا المستمرة مع الجماعات المتطرفة في سورية ستشكل تحدياً أمنياً دائماً للمنطقة الأوسع وتركيا نفسها».
وفي تقرير آخر نقلته الوكالة عن موقع «نورديك مونيتور» السويدي، فقد شكلت الاستخبارات التركية بعد اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، مكتباً خاصاً يضع نصب عينيه هدفاً واحداً يتمثل باستبدال نظام الحكم بآخر متشدد يأتمر بإملاءات أردوغان، والذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء آنذاك.
ونقل «نورديك مونيتور» عن مصدر أمني تركي سابق لم يكشف عن اسمه: أن أول إجراء قامت به الاستخبارات التركية هو استدعاء ضباط الشرطة والجيش وعناصر العمليات الخاصة السابقين ممن كانت لديهم مشكلات قانونية في الماضي، وكلفتهم بمهمة وصفتها بـ«الوطنية» لتدريب وتسليح وتنظيم جماعات متشددة، ومن بينهم في بعض الأحيان عناصر تابعين لـ«القاعدة» وداعش.
ووفق ما نقل الموقع السويدي عن المصدر، كان من بين العسكريين المفرج عنهم الرائد في فرع العمليات الخاصة نوري غوخان بوزكير، والذي حكم بالسجن ست سنوات في العام 2017 على خلفية قضية ابتزاز عرفت محلياً باسم «عصابة الساونا»، كما حوكم لسرقته وثائق سرية من قاعدة عسكرية، ومثل أمام محكمة مدنية أيضاً بتهمة جنائية برئ منها في تشرين الثاني 2016، عقب تدخل حكومة أردوغان في القضية، ومكافأة بوزكير بضمه لوكالة الاستخبارات.
كما تحدث المصدر عن شحنة أسلاك تفجير نقلت لداعش تحت إشراف جهاز الاستخبارات التركية، موضحاً أنه تم كشف القضية عندما ضبطت الشرطة شاحنة بمنطقة أكجاكلي في شانلي أورفا جنوبي تركيا في 8 أيلول 2015، وأخفيت الشحنة تحت أكياس بصل في الشاحنة التي رافقتها سيارات أمنية، مبيناً أن سائق الشاحنة يالشين كايا قال أمام المحكمة إن المسؤولين عن الشحنة أعلموه بأن الدولة التركية وافقت عليها، وألا يخشى أي شيء على الإطلاق.
في الأثناء، أكدت المتحدثة باسم رئيس الادعاء البلغاري روميانا ارناودوفا أن ممثلي الادعاء وجهوا اتهامات لخمسة سوريين وبلغارية، بأنهم «أعضاء في مجموعة إجرامية، أرسلت أكثر من 25 مليون يورو (28 مليون دولار) إلى منظمات إرهابية أجنبية منذ 2016»، مبينة أن المجموعة اشترت 100 سيارة على الأقل في بلغاريا، ونقلتها عبر تركيا إلى سورية حيث وصلت لأفراد منظمات إرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن