سورية

سباق بين «الإدارة الذاتية» وأنقرة إلى موسكو.. و«الآمنة» على طاولة بوتين وأردوغان … أميركا تسلح «قسد» لضرب التفاوض مع دمشق.. وماكغورك: لا نملك خطة لما بعد الانسحاب!

| الوطن - وكالات

بينما تحاول واشنطن عرقلة التفاوض بين «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ودمشق، في وقت يتسابق فيه النظام التركي والكرد إلى موسكو لبحث مستقبل شرق الفرات بعد الانسحاب الأميركي الذي أكد مبعوث أميركا إلى «التحالف الدولي» بريت ماكغورك أن بلاده لا تمتلك خططاً لما بعده.
يأتي ذلك على حين يجري رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو هذا الأسبوع تركز على ما يسمى «المنطقة الآمنة» التي كشف الرئيس الأميركي عن نياته لإقامتها في شمال سورية بالاتفاق مع أردوغان.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أنه في الوقت الذي تجري فيه آخر المواجهات لإنهاء تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات، من «قسد» و«التحالف الدولي»، يتواصل التآمر حول شرق الفرات.
وأكد، أن قوات الاحتلال الأميركي واصلت استعداداتها للانسحاب من الأراضي السورية ومن منطقة شرق الفرات، مبيناً أن القوات الأميركية بشكل كامل، المتواجدة في منطقة شرق الفرات، تحزم أمتعتها، وتحضُّر لبدء عملية انسحاب قريبة، وفي وقت أقرب من الوقت الذي جرى تداوله للانسحاب من سورية، في ظل التهديدات المستمرة من قبل قوات النظام التركي بشن عدوان عسكري في منبج وشرق الفرات.
ووفق «المرصد»، فإن شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية واللوجستية والسلاح والذخيرة التي دخلت إلى منطقة شرق الفرات ووصلت إلى «قسد» ما هي «إلا حيلة أميركية جديدة في محاولة لإيهام «قسد» بإمكانية مجابهة الاجتياح التركي في حال وقوعه».
وذكر أن ذلك يهدف أيضاً إلى «ضرب المفاوضات الجارية بين «الإدارة الذاتية الديمقراطية» (التي تتبع لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي) و«قسد» والروس، وبين «الإدارة الذاتية» و«قسد» و«سلطات النظام السوري»، حول إمكانية التوصل لتوافق بين الطرفين حول مستقبل شرق الفرات».
ولفت «المرصد» إلى أن وفداً من «الإدارة الذاتية» و«قسد» وصل إلى موسكو، لإجراء لقاء أمس «حول إمكانية التوصل لتوافق كامل مع القيادة الروسية حول مستقبل شرق الفرات، ومدى إمكانية تأثير الروس على دمشق في مسار التوصل لتوافق مع القائمين على شرق الفرات، ومدى إمكانية روسيا في منع وقوع العملية العسكرية التي تهدد بها تركيا في منبج وشرق الفرات».
جاءت زيارة الوفد الكردي قبيل وصول أردوغان إلى موسكو لإجراء مباحثات مع بوتين غداً تتمحور خصوصاً حول «المنطقة الآمنة» التي كشف أردوغان نفسه الإثنين الماضي أنه توصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تفاهم حول إقامتها في شمال سورية.
وقال أردوغان أمس بخصوص زيارته إلى روسيا الأسبوع الجاري: «سأبحث مع بوتين المناطق المطهرة من الإرهاب»، وتابع وفق وكالة «الأناضول» التركية: إن تركيا أظهرت عزمها من خلال المبادرة التي وضعتها في إدلب، في إشارة إلى «اتفاق إدلب» المعلن في 17 أيلول الماضي.
ويعتبر النظام التركي أن «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية جناحاً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه كتنظيم إرهابي.
وفي كلمة له، في العاصمة التركية أنقرة، تحدث أردوغان حول المكالمة الهاتفية الأخيرة بينه وبين نظيره الأميركي الأسبوع الماضي، وأوضح «قلت لترامب قدموا لنا الدعم اللوجستي، فسنقوم بالقضاء على داعش».
وأضاف: «نتمنى من أعماقنا أن نتوصل إلى رؤية موحدة في لقاءاتنا مع روسيا وأميركا والأطراف الأخرى حول سورية، ولكن هذا لا يعني الانتظار إلى مالا نهاية، فنحن على الحدود بكل قوتنا، ونتابع أدق التطورات».
وأكد أردوغان «إن تم الإيفاء بالعهود المقطوعة لنا (حول سورية) فذلك جيد، وإلا فنحن أنهينا جزءا كبيراً من استعداداتنا، وسنقدم على الخطوات اللازمة التي تتوافق مع إستراتيجيتنا»، وفقاً لـ«الأناضول».
ولفت إلى أن «مقترحنا بخصوص «المنطقة الآمنة» يهدف إلى إبعاد التنظيمات الإرهابية من حدودنا»، زاعماً أن «الأمن سيعم منبج وستُسلم المدينة لأهلها».
وزعم أردوغان أيضاً أن بلاده «قطعت وعداً على تحقيق الاستقرار في المنطقة المطهرة من الإرهابيين بسورية»، وأردف: «لا يمكننا أبداً السماح بـ«منطقة آمنة» تتحول إلى مستنقع جديد ضد بلدنا».
اللافت أن ما قاله أردوغان حول «الآمنة» يتناقض مع ما كشفه الموفد الأميركي السابق لدى «التّحالف الدولي» مكغورك بأن بلاده لا تمتلك خطة لما بعد الانسحاب من سورية.
وسبق لمكغورك أن استقال من منصبه، بعد إعلان الانسحاب الأميركي من سورية.
وفي مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، بعد هجوم منبج الذي أسفر عن مقتل 19 شخصاً بينهم أربعة أميركيّين وتبناه تنظيم داعش، قال مكغورك: «الرئيس كان واضحاً، نحن نُغادر. وهذا يعني أن قوّاتنا يجب أن تكون لها مهمّة واضحة: الانسحاب بأمان».
لكنّه أضاف: «في الوقت الحاليّ، ليست لدينا خطّة. هذا يزيد من تأثّر قوّاتنا (…) هذا يزيد المخاطر بالنسبة إلى عناصرنا على الأرض في سورية، وهذا سيؤدّي إلى فتح مجال لتنظيم داعش».
كذلك، أكد الموفد الأميركي السابق أن «شريكاً» مثل تركيا، حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي، لا تستطيع الحلول مكان الولايات المتّحدة، وذلك بخلاف ما تؤكّده أنقرة. وقال ماكغورك: «هذا غير واقعيّ»

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن