رياضة

بين الواقع والأمل

خالد عرنوس : 

هو عنوان كلاسيكي في وضع كرة القدم السورية التي طالما عاشت على الأرض واقعاً غير منتظم فقدمت بكل أطيافها من منتخبات وأندية مستويات متذبذبة طوال سبعة عقود.
ونحن هنا لن نقيّم أو نقوّم عمل القائمين عليها في أي وقت من الأوقات لكننا نقول إنها كانت تستحق منا أكثر من ذلك، فقد مرت كرتنا بمراحل شابها الكثير من التخبط والعشوائية فيفخر عاشقها أو متابعها بعدد قليل من الإنجازات التي لم تصل إلى مستوى بطولة قارية أو حتى وصول إلى بطولة عالمية اللهم إلا على صعيد الفئات العمرية.
مناسبة حديثنا هذا هو خوض منتخبنا الأول اليوم مباراته الثانية في التصفيات «الآسيومونديالية» مع نظيره السنغافوري في عُمان وهنا مربط الفرس، فممثلو الكرة السورية من أندية ومنتخبات مضطرون لخوض مبارياتهم خارج بلدنا بسبب الظروف القاهرة التي يعيشها، وهو ما يفقدها عاملي الأرض والجمهور، إلا أن هذا الأمر قد يشكل حافزاً مهماً للاعبينا من أجل تقديم أفضل ما عندهم.
بالتأكيد فإن فوزنا على أفغانستان كان مهماً كخطوة أولى بعيداً عن الأرض لكن فوزنا على سنغافورة اليوم مطلوب خاصة مع اعتبار ملعب مسقط (أرضنا) ومن المفروض الحرص على حصد النقاط الكاملة فيها ومن ثم البحث عما يمكن خطفه خارج الأرض لاسيما من المنتخبات التي تماثلنا مستوىً أو تلك التي نعتبرها أقل منا.
وتبدأ المهمة الشاقة للتأهل إلى الدور النهائي الحاسم (وبالطبع التأهل إلى نهائيات كأس آسيا من مباراة اليوم حيث أبدى المنتخب السنغافوري قوة كبيرة أو على الأقل بدا لنا ذلك بعدما خطف أربع نقاط مهمة في بداية مشواره من خارج أرضه وبالطبع فإن نقطة التعادل من الساموراي الياباني في سايتاما تعتبر مكسباً كبيراً قد يعاني كبار القارة للوصول إليه.
نحن هنا لا نعظم الفريق السنغافوري ولن نقلل من شأنه خاصة أننا التقيناه في التصفيات الآسيوية الماضية فتبادلنا الفوز معه، وهذا الأمر يفترض أن يتكفل به الجهاز الفني وعدد من اللاعبين الذين كانوا يومها في عداد منتخبنا.
ما نريده من لاعبينا ومدربنا هو الفوز بالتأكيد إلا أننا لن نطالبهم بالتأهل إلى المونديال بل بالعمل على تحقيق هذا الحلم الذي يراود محبي الكرة السورية ولهم في تأهل المنتخب العراقي الشقيق عام 1986 إلى المكسيك خير دليل ومثال فالفريق الشقيق خاض يومها كل مبارياته خارج الأراضي العراقية، فهل نرى منتخبنا منافساً قوياً لبلوغ هذا الهدف؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن