اقتصاد

انخفاض المنتجات التركية المهرّبة في أسواق دمشق … خربوطلي لـ«الوطن»: السلع المهربة تعوق توجه إحلال المستوردات

| وفاء جديد

صرّح مدير غرفة تجارة دمشق عامر خربوطلي لـ«الوطن» بأن موضوع دراسة بدائل المستوردات ودعم الإنتاج المحلي من اللجنة المنبثقة بتكليف من رئاسة مجلس الوزراء؛ أمر مهم جداً، لأن المنتجات المستوردة خلال فترة الأزمة وحتى ما قبلها تشكل عبئاً على الاقتصاد الوطني، خاصة لجهة القطع الأجنبي، مع توافر إمكانيات لتصنيع بدائل محلية لها، ولهذا السبب تم تشكيل اللجنة لبحث هذا الموضوع والتركيز على السلع التي سيتم تشجيع إنتاجها محلياً.
وبين أن المعوقات أمام توجه إحلال المستوردات تتعلق بالمنافسة الخارجية من قبل السلع المهربة التي تدخل بطريقة غير نظامية، إضافة إلى اقتصاديات الحجم الكبير بمعنى أن تكون التكلفة مقبولة للبدائل لكي تكون قادرة على منافسة السلع المستوردة، خصوصاً السلع التي من غير الممكن منع استيرادها كتلك القادمة من منشأ عربي ضمن اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية، لكن هذه السلع تكون بتكلفة أعلى من السلع المحلية الأمر الذي يفتح جو المنافسة.
ولفت خربوطلي إلى أن بدائل المستوردات تخفف فاتورة الاستيراد الكبيرة والتي زادت خلال الأزمة نتيجة توقف عدد كبير من الورشات والمعامل المحلية، منوهاً بأن أنواع بدائل المستوردات قد تكون سلعاً نمطية كالزجاج والإسمنت.. وغيرها، تنتج محلياً لكن إنتاجها لا يكفي حاجة السوق المحلية ويعوض النقص من الخارج، ويمكن أن يتم تصنيعها محلياً بالكامل، لكن يجب أن يُراعى منها أسس التكلفة أي أن تكون التكلفة والجودة منافسة للسلع المستوردة.
ولفت إلى أن هناك بعض السلع المستوردة يصعب إنتاجها محلياً بالكامل، لكن الكميات المستوردة منها ليست كبيرة، وإذا تم إنتاجها محلياً فسوف نحتاج إلى أسواق محلية وخارجية كبيرة لتصريفها، وذلك كي يكون حجم الإنتاج منها مجدياً اقتصادياً، إذ يعتمد على معدل العائد على الاستثمار وفترة استرداد رأس المال كما أنها تحتاج لطاقات إنتاجية كبيرة، مؤكداً أن الخيار يعود في النهاية للمستهلك الذي يحدد النوعية والسعر الذي يريده.
وأشار خربوطلي إلى أن مبدأ المنافسة ضروري لجهة تخفيض السعر ورفع الجودة، فتطوير المنتج دوماً يأتي من المنافسة، مبيناً أنه بوجود المنافسة يتطور المنتج وتنخفض تكاليفه على حين إنه عند منع المنافسة تتراجع نسبة الجودة، ولكن ذلك ليس قاعدة عامة فالمنتجات الغذائية والألبسة المحلية مطلوبة في السوق السورية وتنافس السلع الصينية بشكل كبير جداً، وهذا لا يشمل بعض الأنواع التي تدخل بتقانات واختصاصات معينة التي يحتاج المنتج المحلي إلى بعض الوقت ليكون قادراً على منافستها.
وأكد خربوطلي انخفاض نسبة المنتجات التركية التي تدخل بطرق غير نظامية في أسواق دمشق، فانتشارها الأكبر يتركز في المحافظات الشمالية، مشيراً إلى أن بعض أنواع السلع المحلية أفضل بكثير من مثيلتها التركية، لافتاً إلى الخوف من الإغراق في الأسواق، بمعنى أن تدخل سلع بأسعار زهيدة جداً تغرق السوق المحلية بها، الأمر الذي يضر حتماً بالمنتج المحلي.
وفي سياق آخر، بين خربوطلي أن السماح باستيراد البالة أو عدمه يعود لمدى قدرة المنتج المحلي على منافستها، فالبالة في بعض الأحيان تكون لماركات عالمية وأسعار رخيصة وعندها تكون المنافسة بين ماركة عالمية بسعر رخيص ومنتج محلي، الأمر الذي يجعل المستهلك يتجه للماركات وهذا عائد بالطبع لثقافة كل مستهلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن