عربي ودولي

فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا تهدد مادورو! … أميركا تسعى من خلال مجلس الأمن للعبث بفنزويلا.. وروسيا تتصدى

تصدت روسيا والصين وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية أمس السبت لمحاولات أميركا للعبث بالأمن الداخلي لفنزويلا من خلال استصدار بيان في مجلس الأمن الدولي يعبر عن تأييد كامل للجمعية الوطنية الفنزويلية باعتبارها «المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديمقراطياً» في البلاد، في مسعى أميركي لدعم الانقلاب في كراكاس.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس السبت جلسة عملية بطلب من الولايات المتحدة «لبحث الوضع في فنزويلا».
وصوتت روسيا ضد جدول الأعمال الأميركي، واقترحت آخر مختلفاً يقضي بالنظر في عدم «التدخل في شؤون فنزويلا الداخلية».
وشدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، على أن فنزويلا لا تشكل أي خطر على الأمن الدولي، متهماً الولايات المتحدة بمحاولة تدبير انقلاب في هذه الدولة.
واتهم الدبلوماسي الروسي الإدارة الأميركية بـ«جر مجلس الأمن إلى ألعابها القذرة بهدف تغيير الحكم في فنزويلا».
كما رفضت فنزويلا مهلة الأيام الثمانية التي حددتها دول أوروبية عدة لإجراء انتخابات، تحت طائلة الاعتراف برئاسة المعارض خوان غوايدو.
وقال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريازا خلال جلسة لمجلس الأمن «لا أحد يحدد لنا مهلاً ويقول لنا إذا ما كان ينبغي الدعوة إلى انتخابات أو لا. من أنتم لتوجهوا إنذاراً إلى حكومة لها سيادتها؟».
من جانبها، دعت الصين جميع أطراف الأزمة الفنزويلية إلى التصرف بعقلانية وهدوء وإيجاد حل للنزاع عبر الحوار وضمن إطار الدستور.
وشدد الدبلوماسي الصيني على أن الأزمة الفنزويلية داخلية وليست دولية، مؤكداً أن لدى الشعب الفنزويلي وحده الحق في تقرير مصيره.
في المقابل قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: «لا تختبروا عزيمتنا»، متوجهاً إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حول مسألة حماية الدبلوماسيين الأميركيين في فنزويلا الذين صدر أمر بطردهم.
هذا وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن السلطات الأميركية أعدّت قبل أسابيع «خطة سرية» لدعم المعارضة الفنزويلية، وخريطة طريق لانتزاع السلطة في البلاد والانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب وفقاً للدستور نيكولاس مادورو.
وفقاً لمصدر في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ليلة 22-23 كانون الثاني الجاري، هاتف نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، زعيم المعارضة الفنزويلية، ورئيس البرلمان في البلاد، خوان غوايدو، ووعده بتقديم واشنطن كل الدعم له ولأنصاره إذا أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وأملى عليه خطة التحرك.
كما كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية في تقرير لها عن زيارة قام بها رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو لواشنطن ودول الجوار الموالية لها في الخفاء قبيل تنصيب نفسه الأربعاء الماضي رئيساً للبلاد في محاولة انقلاب على السلطة الشرعية.
ونقلت الوكالة عن عمدة كراكاس السابق أنطونيو ليديسما أحد مساعدي غوايدو قوله إنه «في منتصف كانون الأول الماضي سافر غوايدو سراً إلى واشنطن وكولومبيا والبرازيل لإبلاغ المسؤولين هناك عن خطط المعارضة الفنزويلية».
بدوره قال دبلوماسي من إحدى دول أميركا اللاتينية في مجموعة ليما لم يكشف عن اسمه «إنه وفي بوغوتا عاصمة كولومبيا أكد غوايدو شخصياً أنه سيعلن نفسه رئيساً يوم 23 كانون الثاني».
في هذه الأثناء أعلنت فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا أنها ستعترف برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً للدولة إذا لم يعلن الرئيس نيكولاس مادورو خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات جديدة.
وذكر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على حسابه الرسمي في «تويتر»: «إذا لم يُعلن عن تنظيم انتخابات خلال ثمانية أيام، فنحن مستعدون للاعتراف بغوايدو رئيساً لفنزويلا لإطلاق عملية سياسية».
وبعد دقائق من إعلان ماكرون، قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عبر «تويتر» أيضاً: «إذا لم يتم هناك الإعلان خلال ثمانية أيام عن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وديمقراطية ستعترف إسبانيا بغوايدو رئيساً لفنزويلا».
وسرعان ما انضمت ألمانيا إلى جوقة المطالبين بتنظيم انتخابات جديدة في فنزويلا، إذ أكدت المتحدثة باسم حكومة برلين، مارتينا فيتز، على حسابها في «تويتر»: «إذا لم يعلن عن الانتخابات خلال ثمانية أيام، فإننا مستعدون للاعتراف بخوان غوايدو رئيساً مؤقتاً».
بدوره، أعلن وزير الخارجية البريطانية، جيريمي هانت، عبر حسابه في «تويتر»، أن مادورو «لم يعد زعيماً شرعياً للبلاد».
كما جدد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف التأكيد على دعم إيران لفنزويلا في مواجهة المخططات الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن