رياضة

برودة الأحوال الجوية تجمّد القرارات السلوية

| مهند الحسني

درجت المسابقات كافة أن تقيم على هامش تكريم المبدعين والمتفوقين الذين يحصلون على الجوائز الذهبية والفضية، مسابقة لأسوأ الإنجازات وأضعف الأدوار وأقل المستويات، وذلك لخلق التباين بين الجيد والسيئ والغث والسمين، وهو الأمر الذي انطلق إليه اتحاد كرة السلة الذي أثبت بالدليل القاطع أنه أضعف من أن يتخذ أي قرار ولو كان على حساب المصلحة العامة للعبة، ويبدو أن ضعفه هذا لم يكن نتاجاً لحالة معينة، أو لتدخل من جهة أعلى، وإنما جاء نتيجة تداخل المصالح والمحسوبيات مع بعض الأندية والاتحاد لا يقف على مسافة واحدة من جميع أبنائه.

قمة المهزلة
ما سنذكره بات يصلح لأن يكون حلقة من المسلسل الكوميدي بقعة ضوء، أو مسلسل مرايا فناننا الكبير ياسر العظمة لكونه يضحك ويبكي في آن واحد، فأثناء مباراة الوحدة والجيش الأولى بالمربع الذهبي لكأس الجمهورية أطلق جمهور الوحدة سيلاً من الشتائم، الأمر الذي دفع اتحاد السلة إلى توجيه عقوبة الإنذار وحرمان جمهوره من حضور المباراة الثانية، لكن اتحاد السلة سمح للجمهور بالحضور، وعند استفسار إدارة نادي الجيش عن هذا التصرف، مع العلم أن المباراة لنادي الجيش، أكد اتحاد السلة أنه سيحرم جمهور الوحدة من حضور أول مباراة للفريق بالدوري، الأمر الذي دفع إدارة نادي الجيش للاعتراض لعدم قناعتها بما يتحدث عنه الاتحاد، وبعد الاتصال برئيس الاتحاد أكد أنه يحق له تغيير أي قرار باللائحة الانضباطية، ونسي أو تناسى أن القرارات الخاصة بهذه اللائحة تحتاج لقرارات مؤتمر اللعبة ليتم تغييرها، وبعد الأخذ والرد تم الاتفاق بين رئيسي الناديين على دخول خمسة عشر لاعباً من كل ناد، وبعد بداية المباراة جاء مشرف سلة الوحدة، وقام بإدخال أكثر من عشرين شخصاً من الجمهور، وعند تساؤل سلة الجيش عن هذا التصرف أكد مشرف الوحدة أنهم لا يهتمون بالنتائج بقدر اهتمامهم بمجيء هذا الجمهور، فاعترضت إدارة الجيش لكونها عازمة على تعهيد المباراة بمبلغ 400 ألف ليرة، وتعهد مشرف الوحدة بأن الجمهور لن يخرج عن الأخلاق الرياضية، وهو متكفل بذلك، ودخل الجمهور بعدد جيد، ولم تمر سوى لحظات حتى بدأ سيل الشتائم يعزف من جمهور الوحدة، دون أن يحرك أحد أي ساكن، واتحاد السلة أذن من طين وأخرى من عجين، وجاء تدخل أحد أعضاء الاتحاد ليزيد الطين بلة لكون تدخله جاء لمصلحة خرق الأنظمة والقوانين وإدخال الجمهور، وهذا العضو هو من يسير عمل الاتحاد ويعتبر أن تاريخ السلة السورية بدأ من عنده، عموماً هذا غيض من فيض فوضى الانضباطية لدى اتحاد السلة.

رياح انتخابية
اتحاد السلة وبعض العاملين فيه ينامون ويصحون على أحلامهم الانتخابية، ويوجهون بوصلتهم إلى قبلة الأصوات، ولو تعاكست مع المصلحة العامة، وأثبت بأنه يتعامل مع أنديته على مبدأ الخيار والفقوس، فمع بعض الأندية نراه مثل «عضاوات» باب الحارة، عصا المحاسبة مشروعة وحاضرة ومؤثرة، ويتعامل معها وكأنه يستخدم ميزان غرامات الذهب عند تقييم أخطاء أو هفوات هذه الأندية، بينما نراه يتعامل بميزان التجاهل والتبريرات عند تقييم أخطاء وفوضى الأندية المدللة.

لجنة بالأحلام
لم تتمكن لجنة الانضباط التي شكلها الاتحاد رغم ضمها لبعض الخبرات المشهود لها بالعمل من تقديم أي شيء جديد، ويبدو أن تشكيلها كان صورياً لا أكثر، لكونها عاجزة عن قول كلمة الحق، والسؤال هنا، ألا يقال إن العمل الصحيح هو الذي يضيف لك تصورات جديدة، أو يقلب لك تصوراتك عن العالم، هذه اللجنة فعلت بنا شيئاً مشابهاً، فنحن المتشائمين والمحبطين صرنا نرى اتحاد السلة في قمة بهائه وقوته ورجولته بشرط وحيد أن يخلو من لجنة كهذه.

خلاصة
اتحاد السلة الذي عصفت به رياح الاجتهادات والتفسيرات والتدخلات القارية، يواجه اليوم أزمة حقيقية بعد أن فقد توازن قراراته، وأضاع رصيد الحيادية الذي بناه خلال سنوات عمله، مصداقية الاتحاد ومسؤوليته عن قراراته وضعت على المحك في أكثر من مطب، فذاب ما كنّا نظنّه ذهباً، وظهر أن قشرة الأمور مختلفة عن مضمونها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن