رياضة

اللواء جمعة لـ«الوطن»: سنعود للمدرب الوطني … اعتذاري في مجلس الشعب منبعه قناعة مطلقة

| الوطن

بعد الخروج المبكر المفاجئ لمنتخب سورية من الدور الأول لنهائيات كأس أمم آسيا أشارت «الوطن» إلى العديد من المنغصات التي أثرت بشكل أو بآخر على الأجواء الكروية في بلدنا، وبعض هذه الإشارات كانت برسم رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة.
«الوطن» التقت اللواء جمعة للرد على بعض التساؤلات، والإجابات كالعادة جاءت دبلوماسية بدرجة كبيرة، فلم ينف الأخطاء الإدارية والفنية وخصوصاً شارة الكابتن التي أرجع سببها إلى حساسية الشهرة والنجومية والغنج والدلال، واعترف بالطعم الذي دفعنا ثمنه جميعاً وهو المدرب غير الكفؤ فكان لابد من العودة إلى السواعد الوطنية والاتفاق مع المدرب فجر إبراهيم وهذا ما ورد في بلاغ اتحاد كرة القدم الأول لعام 2019.
وحيال مطالبة الشارع الرياضي باستقالة رئيس اتحاد الكرة ورئيس المنظمة قال الأمر منوط بأصحاب القرار في السلطات الأعلى من منطلق أننا دولة مؤسساتية نافياً أن يكون هو من أوصل رئيس اتحاد كرة القدم فادي دباس إلى منصبه مذكراً بأن الأمر حصل بعد إجماع الأندية عليه عقب عمله المثمر خلال التصفيات المونديالية.
قد لا نتفق مع بعض أقوال اللواء جمعة وخصوصاً في مسألة غياب الوفد الإعلامي بدليل أن اتحاد كرة القدم اعتذر في بلاغه الأول لعام 2019 من وسائل الإعلام كافة مرجعاً السبب إلى غياب التنسيق بين المكتب الإعلامي في اتحاد الكرة ومكتب رئاسة الاتحاد، ولكن إيماننا بالرأي والرأي الآخر يجعلنا ننشر ما قاله حرفياً:

في النهائيات الآسيوية هناك أخطاء، ما أدى إلى ظهور المنتخب بالأداء المتواضع فخرج مبكراً، فهل الخطأ برأيك إداري أم فني؟

بكل تأكيد بكرة القدم عندما تسجل أهداف على أي فريق يأتي من خطأ دفاع أو خطأ حارس أو خطأ مدرب بعدم توظيف اللاعبين بأماكنهم ومهامهم أو اللاعب أو اللاعبون لا يقومون بمهامهم المكلفين بها.
أما ظهور المنتخب الوطني بالمستوى المتواضع وخروجه مبكراً من النهائيات فهناك جملة أخطاء بكل تأكيد يمكن أن نجملها بأخطاء إدارية، أخطاء فنية ويمكن أن نقسمها إلى قسمين قبل الدخول بالمباريات الرسمية بالنهائيات وأثناء المباريات والإدارية منها قبل بدء النهائيات، تتلخص بعدم اختيار المباريات التي كان من الممكن أن تظهر مستوى المدرب ومستوى اللاعبين، ووحدها مباراة أوزبكستان ظهر الفريق فيها بشكل منسجم ومبشر بالأمل إضافة إلى عدم ظهور بعض اللاعبين في المعسكرات أو المباريات التجريبية وهذا يتحمله الجهاز الإداري بكل مكوناته.
أما الخطأ الفني الذي يتحمله الجهاز الفني الأجنبي والوطني قبل المباريات وأثناءها والذي تلخص بعدم قيام الجهاز الفني بالاعتماد على التشكيلة الأساسية والبدلاء من خلال المباريات التجريبية، وأثناء المباريات لم يعتمد الجهاز الفني على مجموعة محددة من اللاعبين الأساسيين ولعب بخطط مختلفة مع كل مباراة وهناك لوحظ عدم الترابط بين الخطوط (الدفاع، الوسط، الهجوم).

من داخل بعثة المنتخب علمنا أن هناك خلافات كبيرة بين اللاعبين حول شارة الكابتن وأموراً أخرى، فماذا تقول وخاصة أنك كنت في موقع الحدث؟

الخلافات داخل المنتخب وخاصة ما أثير حول شارة الكابتن بكل تأكيد، كان واضحاً بأن الـ11 لاعباً الموجودين بالملعب لم يكونوا على قلب رجل واحد وكانت هناك خلافات بين اللاعبين وقد يكون أسبابها شارة الكابتن، ولكن ليس بالشكل الذي ضُخم فيه الأمر حول الشارة وهذا ما سمعته أيضاً بالاجتماع العام بحضور الكادر الفني والإداري، ولكن من وجهة نظري لم يكن بهذا الحجم من الإشكالية وإنما كانت هناك حساسيات الشهرة والنجومية والتي أثارها المدرب أيضاً بين اللاعبين.

تم تسويق المدرب الألماني على أنه سيضيف الشيء الإيجابي الكثير، لكن تبين أنه أقل من المستوى المتوقع في الوديات، فلماذا لم تتم إقالته قبل شهرين من النهائيات؟ وهل ناقشتم ذلك مع اتحاد الكرة؟

الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي والجماهير المحبة للمنتخب الوطني بعد أدائه المشرف بتصفيات كأس العالم الكل طالب بالمدرب الأجنبي وفعلاً وقع الخيار على المدرب شتانغه من لجنة المنتخبات المشكلة من مدير المنتخب وقتها (فادي الدباس، عبد القادر كردغلي، حسان عباس، مصعب محمد، أحمد الشعار، رفعت الشمالي، والمدير الفني للاتحاد مهند الفقير) وعُرض الأمر على اتحاد اللعبة السابق الذي كان يرأسه صلاح رمضان، استقدم المدرب والجميع هلل ورحب به كمدرب سبق له أن درب (بالعراق وعمان وسنغافورة) ولم يكن بالإمكان بل من الخطأ أن تقيل مدرب بالمباريات التجريبية لأنه من حقه عندما تسأله عن النتائج يقول بأنني أجرب جميع اللاعبين بهذه المباريات وبالمراكز التي يجب أن يلعبوا بها.

هل تعتقد أن الغرور والدلال ساهم بتراجع مستوى اللاعبين أم إن هناك أموراً أخرى لا نعلمها ساهمت بهذا الظهور المتواضع؟

بكل تأكيد لامست 80% من أسباب ظهور الفريق بالمستوى المتواضع، الغرور سبب، الدلال سبب مهم، نجومية بعض اللاعبين سبب، الحملة الإعلامية والفنية (الأغاني) التي سبقت المباريات سبب، إضافة إلى بعض الخلافات الصبيانية بين اللاعبين والتي لم يستطع الجهاز الفني والإداري حلها وتجاوزها.

علمت «الوطن» أن فجر إبراهيم عُين لمباراة واحدة، فما إجراءاتكم بشأن المدرب القادم للمنتخب؟ وهل ستعودون إلى الخبرات الوطنية المجربة؟

بكل تأكيد أوجه التحية والتقدير للمدرب فجر إبراهيم الذي تصدى لهذه المهمة بالمباراة مع أستراليا وخلال أقل من 24 ساعة كان قد وصل إلى الإمارات واستلم زمام الأمور والمهمة ولدى لقائي معه والترحيب به قلت له أشكرك باسم كل الرياضيين وباسم جماهير كرة القدم وإذا تجاوزنا مباراة أستراليا وتأهلنا لدور 16 فستصنع مجداً لسورية ولاسمك فقال أنا أصنع المجد لسورية وأنا من أبناء سورية المخلصين.
بكل تأكيد سنعود للمدرب الوطني لأنه ما حك جسمك مثل ظفرك واتحاد كرة القدم كلفه باجتماعه الذي عقد يوم 22/1/2019 تدريب المنتخب الأول.

ماذا تقول للجمهور الكروي الذي صدمته النتائج؟ وماذا تقول لمنتقدي المنتخب وخاصة المعتدلين؟
نقول للجمهور الكروي حقكم أن تنزعجوا ونعتذر منكم لأنكم بسمة كرة القدم، وللمنتقدين المغالين بانتقادهم نقول لا تجلدوا المنتخب وتجلدونا وتجلدوا أنفسكم، أما المعتدلون فنقول نسمع انتقادكم بكل حب وموضوعية ونعمل على تلافي الأخطاء مع كل مؤسسات الاتحاد الرياضي العام.

المنتخب السوري هو الوحيد الذي لم يصطحب وفداً إعلامياً باعتبار أن من ذهب موظفان اثنان فلماذا لم تؤمنوا بذلك وخاصة أنكم تكذبون ما يصل إلينا وأن تكلفة الوفد لا تساوي 3 بالمئة من قيمة عقد المدرب شتانغه؟

أنتم تعلمون بأن الوفود الإعلامية المرافقة للفرق ليست مسؤوليتنا اصطحاب الوفود الإعلامية لكل وسائل الإعلام المختلفة وأنتم تعلمون بأن لهيكلية البعثات منسقين إعلاميين وليست وفوداً إعلامية وهناك تقصير حصل بعدم التعميم على وسائل الإعلام المختلفة الراغبة بالمشاركة بتغطية النهائيات، وتسهيل حصولهم على الفيزا اللازمة.

هل بالغتم بالتفاؤل قبل البطولة وكانت الثقة المفرطة بغير محلها؟

بكل تأكيد نحن طموحنا كبير كما كل السوريين وكما أنتم بالإعلام وهذا حقنا ولكن كباقي السوريين كانت ثقتنا كبيرة بمنتخبنا ولكن من الممكن أن نكون قد بالغنا وتفاءلنا بشكل زائد عن الأمر الموضوعي.

اعتذاركم في مجلس الشعب هل نابع من قناعة مطلقة أم لامتصاص غضب الشارع الرياضي؟ وما إجراءات المحاسبة التي ستتخذونها، وخاصة أن الناس تطالب باستقالة الدباس واستقالتكم شخصياً، فما ردكم؟

بكل تأكيد أنا لا أتصرف إلا من خلال شعوري بموقع المسؤولية الذي أنا أشغله وما تقدمت به أمام ممثلي الشعب هو قناعتي المطلقة وأحترم الشارع الرياضي كثيراً وغضبه يؤلمني، ولكن سورية مرت بأزمات كبيرة أكبر بكثير من أزمة خروج منتخبنا من كل الأدوار الأولى، حيث إننا بالمشاركات السابقة كنا دائماً نخرج من الدور الأول، وهذا ليس تبريراً ولكن النتائج هي الأسوأ بكل المشاركات السابقة.
أما أمور الاستقالات فنحن بسورية نعمل بدولة المؤسسات، والاتحاد الرياضي مؤسسة من هذه المؤسسات الذي صمد واستمر بكل نشاطاته طوال السنوات الثماني من الحرب الظالمة على سورية.

الجميع يقول إنك خططت لوصول فادي دباس لرئاسة اتحاد كرة القدم بإبعادك أهل الاختصاص وتوجيه إدارات الأندية لانتخابه، فما ردك؟

نحن كما سبق وذكرت بدولة مؤسسات واتحادات الألعاب يتم اختيارها بالطريقة الديمقراطية وبالانتخابات وممثلي الأندية هم من اختاروا فادي دباس والكل كان يمتدحه عندما كان مديراً للمنتخب قبل رئاسة الاتحاد والذي وصل بالمنتخب إلى مراحل متقدمة بتصفيات كأس العالم، ولو أن القائم لم يتدخل بمباراتنا مع أستراليا لكنا وصلنا إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018.

في حديثك مؤخراً لإذاعة شام إف إم أشرت بأصابع الاتهام إلى فراس الخطيب وعمر خريبين، فهل هذا مقدمة لعقوبات منتظرة بحق اللاعبين؟

أنا لم أشر بالاتهام، أنا نقلت وتكلمت بما سمعته من زملائهم اللاعبين ومن الجهاز الفني والإداري، ونحن لسنا معنيين بفرض العقوبات على اللاعبين وإنما هذه الأمور من اختصاصات اتحادات الألعاب لأن اللاعبين ارتباطهم مع اتحاداتهم ومنهم اتحاد كرة القدم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن